الفصل الثالث والعشرون ( النتيجة النهائية )

338 28 3
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" تذكر أن الضيوف الثقيلة لا تبيت بالمنزل ... وكذلك الصِعاب ... فتحمٌلها حتى ترحل "

_____________________________

يقف أمامها كالصنم شاردًا في معاني وجهها الذي اشتاقه، لم يكن يعلم أن الاشتياق يجعله مُعذبًا في ديجور عقله، فلا يجد للسعادة طريق ولا الابتسامة تزوره، فقط وجه شاحب خالٍ من المعالم على عكس ما يدور بداخله، فلطالما كانت الفتاة الأولى بحياته، وأكثر فتاة طموحة قابلها، لكن لمَ بُني هذا الحاجز بينهما ؟ لمَ هناك شيءُ ما يمنعه من التقرب منها مجددًا ؟

- عاملة إيه ؟

قالها بصوتٍ خافتٍ ما إن ظهرت قبالته بعد فترة طويلة من الصمت وتبادل النظرات، فهو يرى دموعها المكبوتة ورغبتها بالحديث لكن لسانها المُنعقد يمنعها، حتى أن نظراتها تحاول تجنب خاصته حتى لا تتذكر الماضي، وتتذكر ما فعله معها، وكيف أنه لا يُصدقها مهما أثبتت برائتها ...

- نعم يا مُراد

خرجت من صمتها بتلك الكلمات الجافة رغبة بمعرفة سبب مجيئه، فكان ينكس رأسه لأسفل برهة من الوقت قبل أن يتقدم نحوها ويهتف باعتذار وصوتٍ متقطع :

- أنااا .... جاي أقولِك آسف ... مكنتش عارف الحقيقة

لاح الانكسار على صوتها وهي تقول :

- بعد إيه ؟... بعد ما هزقتني وقولتلي مش عايز أشوف وشِك تاني ؟ 

إرتفع صوتها مع آخر كلماتها مما جعله يتنهد تنهيدة عميقة تبعها بقولٍ نادمٍ :

- عارف إنك مش هتسامحيني ... وأنا أصلًا مش جاي عشان كدة 

إزداد الفضول على وجهها وهي تسأل :

- أومل جاي ليه ؟

- جاي أشكرِك ... أشكرِك إنك علمتيني أمشي ورا حلمي، ومخليش حد يوقفني

صمت بُرهة عن الحديث أمام علامات الاستفهام التي تُحيط بوجهها، فلمَ يتشكرها ؟ ولمَ يتحدث بتلك الطريقة التي تُصيبها ببعض القلق؟

حدق بمُنتصف عينيها وهو يواصل حديثه بثباتٍ رغم الغصة المتكومة على صدره :

- أنا هسافر ... ومش هاجي هنا تاني ... غير نادرًا ... وجيت عشان أوٌدعِك ... وأقولِك إنك أكتر بنت موهوبة شوفتها في حياتي، وإن شاء الله تنجحي وتكسبي في المسابقة 

تجحرت دموعها بعد كلماته الموٌدعة، هل هذا يعني أنه سيرحل ؟ هل سيتركها للأبد ؟ فقد ظنٌت لوهلة أنه سيطلب سماحها ويعود إليها كما يحدث بالأساطير ... لكن يبدو أن الأساطير لن تتحقق أبدًا.

فوق النجوم ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن