مُقدمة أم هاوية ؟

1.3K 125 230
                                    

أعطني عينيك قبل كل شيء، لأن الألم
سيصيبهما لاحقًا..

مع هذا، حاول أن تدرك أخطاءك معي.. دون أن تراها وتنكرها، إن تكون على وفاق تام بما فعلته وبما لم تفعله..

نحن لسنا صفحات بيضاء على كل حال، بل نحن صفحات تتشوه بما ترتكبه أنفسنا.. أنفسنا التي مهما قاتلنا لنجعلها صالحة، تتآمر مع كل شيء لتكون عكس ذلك.

أوجه سؤالي إليك..
رغم أنني أدرك بأنك شخص ملول وبعد صفحة أو صفحتين ستفر هاربًا مني.

يمكنني أن أخبرك لماذا!!
لأنك لا تبحث عما يفضح سريرتك، بل تسعى لما يرضيها، وأنا أتفق معك بهذه النقطة السوداء..

من ذا الذي يحب أن يُعكر صفو مزاجه لأجل الصراع القائم بنفسه؟
أقصى ما يمكن أن تقدمه لنفسك هو أن ترمي لها عظمًا صغيرًا لتسكتها لفترة طويلة.

على كل حال، ماذا قد يكون رأيك بي عندما تتعرف على حياتي؟ ستكرهني؟ تتعاطف معي؟
سيمتلئ رأسك الفارغ بأسئلة ما كنت تتوقع أنك قد تفكر فيها ولو لمرة بحياتك.

ولكن لِمَ؟ لأن عقلك كان يعمل بما تحبه فقط، ستهدأ للحظات، وتستمع للهمسات التي تبدأ تأكل طبلة أذنيك كأنها عثة جائعة.

ستلف رأسك جهة اليمين فترى ملاكًا ثم ستعود برأسك لجهة اليسار فتراه..
مُستقيمًا بطوله المبالغ فيه، ولونه الكئيب المُظلم. يحمل خلفه الكثير من إغواءات الحياة وملذاتها التي تسحبنا للقاع في النهاية، ونحن حتى غير مدركين لذلك.

أنت الآن وبخطوتك الأولى بحياتي، كن مدركًا أن كل ما ستعيشه من مشاعر وأفكار هو واقعك لكنه بأسلوبي الخاص، وبقدراتي المختلفة وبشياطيني التي هي شياطينك أيضًا..!

لا مشكلة، أطوي الصفحة إن شعرت بالخطر والقلق، ذلك لن يغير حقيقة أنك ممتلئ تمامًا مثل كفتي الميزان.

تابع ما يلي.. لكن لا أعدك بأنه سينال إعجابك!"


زودياك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن