تخطي العقبة

165 47 79
                                    

لا يُمكن إن يوقف المرء شيء سوى خيبتهُ المُتكررة بِذاته، كُل تلك التجارب والعراقيل التي تمر عليه
ما هي سوى مطبات نهايتها إن يكون قوياً.

هل تدرك كيفية إن تتجاوز عقبة لطالما ظننت إنك لن تتخلص منها بأي شكل من الأشكال، لكنك فجأة تجدها قد أصبحت ورائك

لكن ماذا إن كانت تلك العقبة هي حياتك...؟!!
حينها كيف ستمضي، ومتى تمضي، وإلى أين ستمضي لا تدري...
لهذا ستبقى عالقاً وعائقاً على نفسك إلى الأبد

كما هي حالتي الآن
عالق بتلك العقبة السوداء المظلمة التي تطوف حولها أشباح الماضي

مشيت كثيراً حتى ظننت أنني غادرت المدينة
إلى مدينة أخرى، وعدت للمشي أكثر حتى غادرت مدينة أخرى تليها أخرى
حتى أكدت لي المسيرة الطويلة تلك أنني قد غادرت حتى كوكب الأرض وطفتُ في المجرات

إلا إن صوت نُباح الكلب والطفلة التي ترمي بِكُرتها إليه أعادني لأرض المرارة، وأدركت إنني ما تحركت حتى انشاً واحداً من مكاني
وصوتهُ الساخر داخل رأسي يهمس بأستعلاء

"لن تبرح مكانك دون رضاي"

كانت قدماي مُلتصقة في مكانها وجسدي يأبى الحركة وقد خذلتني عيناي وهي تمطر قطرات حارة على خداي الجافة
ومازلت اتساءل لما هي فضولية وحقيرة تلك
الدموع البائسة!

شعرت بيد صغيرة تتحسس أناملي وصوتها الطفولي يدفع صوتهُ الشيطاني خارج رأسي ليحل مكانهُ

"ما بك يا سيد تبكي"

ارتخى جسدي وتمايلت بهوان وتعب إلا انني لم اشئ السقوط امام جوليا الصغيرة، فجمعت شتات نفسي وحاولت الأبتسام لها لكن ظهرت أبتسامتي صفراء مُشمئزة

"لا أبكي، لقد دخل شيء داخل عيناي"

ضحكت وهي تضغط على يدي

"هذا ما تقولهُ امي دوماً، لكنني اصدقك كما اصدقها"

لقد وخزني قلبي بقوة وأنا اشعر بيدها الصغيرة على يدي ولا أنكر خوفي من ذلك الشعور

أنحنيت لها لأقابل وجهها دون إن أمنع تلك النبرة الحادة المُزمجرة التي جعلتها تفلت يدها عني وتتراجع للخلف بخوف

"لا تصدقي الغرباء، فهم يقتاتون على الكذب
يا صغيرة"

ما أن أنهيت جملتي حتى فرت هاربة إلى منزلها أبتسمت وأنا أسمع ضحكات كثيرة من حولي وهمسات متتالية

"أحسنت زودياك"

"تقدم لتقتلها الخطيئة تتشكل بمثل هذهِ
الأشكال البريئة"

زودياك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن