ليليث

223 66 146
                                    

لا تستطيع إنكار أنك حاولت، وبأشد الليالي حلكة، أن تكون نقياً، لكن الأيام جلبت إلى بياض قلبك سودًا من حيث لا تعلم، فباتت لك الأيام سواء.

تقدمتُ إلى باب الغرفة حتى أغادر، لكنها سحبت جسدها بإنسيابية ووقفت قبالتي وهي تضم يديها إلى صدرها.

"تحسن وغادر."

أنزلت رأسي قليلاً وأنا أحدق بوجهها الذي كان يصل إلى نصف صدري تقريبًا.
أبعدتُ خصلات شعري التي باتت تزعجني بطريقة فظيعة وأنا أعود للخلف مبتعدًا عنها.

"أنا سأتحسن عما قريب، ابتعدي من أمامي."


كانت جامدة كالتّمثال بمكانها. عقدتُ حاجبيَّ وأنا أنظر إلى ضوء ينبعث من خلف رأسها وأصابع طويلة تمتد على خصرها وفخذيها. ابتلعتُ لعابي وأنا أتراجع ببطء للخلف.

"ما أنتِ؟ هل أنتِ إنسان؟!"

تحركت شفتيها بابتسامة مقززة وفمها ينشق من الأذن للأذن وهي ما زالت تعقد يديها دون حراك. غارت عيناها واختفت ليبدو مكانهما كأنهما بئر مظلم.

تقدمت نحوي كما لو أنها كائن بحري مقزز. أطراف يديها ورجليها أصبحت طويلة ببشاعة، ولسانها يتدلى من فمها يلامس الأرض. قفزتُ على السرير ناسياً كل ما هو صغير بجسدي.

"ابقي بعيدة عني يا هذه."


تراجعت للخلف تزامنًا مع صعودها على السرير وهي تجر يديها خلفها مما تسبب في سقوطي بقوة على الأرض من الجهة الأخرى.

اتكأت على معصمي لأرفع نفسي لكنني أسقطتُ جسدي على الأرض وأستلقيت عندما اقتربت منحنية فوقي مستقرة على جسدي. تحرك لسانها على أنحاء جسدي وبالتحديد على مكان الطعنة بخاصرتي. سحبت الضماد عني بأصابعها الطويلة ورمته بعيدًا.

صرختُ بقوة وأنا أشعر بلسانها يدخل داخل أعماقي. رفعتُ يداي وأنا أدفع بوجهها عني بقوة إلا أن ضوءًا أبيض قويًا خرج من عينيها أعمى بصيرتي.
لحظات من الهدوء والسكينة، لم أشعر سوى بثقلها على جسدي يختفي شيئًا فشيئًا.


رمشتُ عدة مرات وأنا أنظر أمامي، كانت تقف بجانب الباب تعقد يديها وأنا أقف قبالَتها وكان كما لو أنه لم يحدث شيء منذ قليل.
حدثني الصوت داخل رأسي مجددًا..

"لقد شُفيت زودياك عليك أن تطهر الأرض من المزيد الآن وحالًا".

أنزلت رأسي ورفعت القميص لأتفحص مكان الطعنة وبالفعل لم يكن هناك أي أثر لا للضماد ولا للجرح. رفعت رأسي وإذا بها كانت تحدق بخاصرتي في صدمة، رفعت رأسها ونظرت لي هامسة بدهشة:

زودياك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن