تحرر

404 77 184
                                    

تسرق الحياة من داخلنا كمًا هائلاً من المشاعر
في مطباتها غير الثابتة..
فساعة نجد أنفسنا من فرط السعادة منتشين
وساعة أخرى نهتز من فرط الحزن.

تقدمت بخطوات ثابتة للأمام وكلي رغبة في أن أقضي على أرواحهم جميعًا بطرفة عين.
تحدثت وأنا أنظر أمامي.

"أنا أذهب بمفردي، لا حاجة لأن يلمسني أحد."


مشيت أمام الغولين إلى تلك الغرفة المشؤومة، وأنا أتفحص الممر بإشمئزاز.
إنه الأبيض، وكلما ذهبت يتبعني.

صرخت بصوت عالي، إلا أن صراخي أجفل الغولين فانقضا عليّ ممسكين بي من يداي بقوة، يحكمان قبضتهما عليّ.

ضحكت كما لم أضحك من قبل، وصوت داخلي يخبرني أن أصمت لكنني تجاهلته


صرخ الأصلع وقد أخترق صوته الشنيع أذنيّ

"حريّ بكَ أن تصمت لأنكَ تُساق كالخروف
الآن يا زودياك"

أعتلتني رجفة وأنا أنظر للنجوم والأفلاك التي أحاطتني من كل جانب بمجرد أن ناداني باسمي
أبتلعت ضحكتي التي تكورت وتجمعت بحنجرتي ككرة لا تُبتَلع

مشيت تحت قبضة الغولين حتى دفعاني للجلوس بالقوة وربطي بالكرسي. وقف أمامي ذلك الأصلع ومن نظراته عرفت أن الأمر سيجري دون الإجراءات المعتادة للمرضى للحفاظ على سلامتهم.

وضع أحد الغولين المسارات الكهربائية على رأسي وكان كل قطب بحجم قطعة معدنية صغيرة.

ابتعد الغول ووقف على الجانب، بينما أنا ركزت نظري على شفاه الأصلع وهو يتحدث. والغريب أنني رأيت شفتيه تتحرك ببطء شديد، مما أثار عندي الإعياء بطريقة شنيعة.


خرجت حروفه من شفتيه متناثرة تتراكض
إلى أذناي هرباً.

"لا تستحق التخدير إطلاقاً، ليصرعك الألم
حتى الموت يا مختل."

ما أن أكمل جملته حتى أتتني تلك الطاقة
القوية داخل رأسي.

ضغطت على أسناني بقوة وأنا أشعر بأفكاري تحتضن نفسها بزاوية دماغي،
والكلمات تتناثر أحرفها تركض ذهابًا وإيابًا في كل مكان.

أحكمت قبضتي بقوة وأنا أفتح عيناي على وسعهما، أحدق بذلك الكوكب الكبير الأبيض الذي أصبح أمامي بلمح البصر.

وقد قلت في نفسي: يا لحظي! إنه الأبيض مجدداً يلاحقني.
إلا أنه تدريجياً أخذ يتغير لونه إلى أحمر، ومن أحمر إلى أحمر قاتم.
ثم اشتعلت النيران فيه واقتربت بسرعة رهيبة حتى ضربتني بوجهي. بعدها، لم أعد أشعر بشيء سوى الظلام من حولي.

زودياك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن