خيوط تحركنا

137 48 58
                                    

نمضي في كل هذه الجلبة، نتقاتل على الصغيرة والكبيرة، نسعى لنكون ذا معنى
ونعيش لنخلق لنا اسماً عظيماً.

لكن ما النهاية؟ ما هي نهايتنا سوى عدم؟

نموت لنخلف وراءنا ألف ذكرى لأحبائنا، وما فائدة الذكرى التي لا تكون ملموسة؟

أنا أبتغي ما هو أعظم من الذكرى،
أن لا أكون مجرد ذكرى غير ملموسة.

(الطمع)

هل جربت التلذذ بهذا الشعور... دون أن تنقده أو تنبذه؟ إن تحصل على كل الأشياء، وتلمس المستحيل وتأخذ كل رغباتك كاملة وحقوقك وفوقها زيادة، إن تسلب من يعجبك من أيادي الآخرين.

هل جربت معاكسة المشاعر؟ وهي أن تحب الأمور السيئة وتكره الأمور الجيدة.

إن تكون مثلاً حقيرًا، مفتخرًا بنفسه، أنانيًا، عديم المشاعر، متكبرًا، مغرورًا، متملكًا، دنيئًا، مستفزًا، مبتذلًا، غير ملتزم، جاحدًا، ناكرًا للجميل، ووقحًا.

ربما ما أدركناه خطأ، وإنه من الممكن أن يكون ما فهمناه عن الحياة غير صحيح. ربما كان يجب أن نتصرف بطيش دون أن نتحكم بقراراتنا ونتمعن فيها.

ما لذة أن تكون مستقيمًا، مملًا، رزينًا، طيب القلب، نقي العقل، كريم الأخلاق، فائض المشاعر؟ هنا حينها أنت ساذج، وسيتم استغلالك لا محالة.


(البقاء للأقوى)

ويسعدني القول إنني يجب أن أكون وحشًا لأعيش.
لا حملٌ وديع ينتظر أن يأكله الذئب.

حينها ستكون حجته أنه حمل لم يستطع مقاومة أنياب من افترسه.!!
ذلك مبتذل وشديد السخافة.

ما رأيت يومًا أحدًا تم افتراسه واعترف بضعفه.
دوماً يكون هو المسكين!

وفعلاً أنا لم أرَ لأنني قضيت عمري حبيسًا
بين جدران سميكة.

رغم هذا لم أتظاهر بالضعف يومًا، لأنني صادق مع نفسي وأعترف بأن ما اقترفته رغم بشاعته فهو واقعي الحقيقي...


كان يمشي مفتول العضلات فاقتربت إليه متابعًا خطواته. أدخلت يداي في جيوب بنطالي وأنا أمشي بجانبه ناظرًا إلى الأمام.

شعرت به وهو يرمقني بعينيه، يتفحصني من الأعلى إلى الأسفل. ابتسمت وأنا ألتفت إليه دون أن يتوقف كلانا عن المشي.

"الجو ليس سيئًا للمتعة."

ابتسم وهو يرفع حاجبيه بعدم فهم، ناظرًا لي.
"هل تقصد شيئًا معينًا يا سيد؟"

زودياك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن