ضحية!

90 25 51
                                    

الأمر ليس بتلك السهولة بتاتاً
إن تتمسك بالقلم وكإنهُ آخر شيء تمتلكه..
إن تخط كلماتك بحذر شديد وخوف من إن تتعثر بأحداها، فتسقط ويسقط خلفك جبل مشاعرك المتراكم..
إن تنفض ما في داخلك عن طريق حروف تهدّج صوتها..وأستقامت وأقامت فيك ملحمة من الأسى
مفضوحة رجفة يديك وهي تخط سطور حياتك بأساليب مختلفة وفوضوية..
تنتهي من السطور وأنت تُعيد تكرار الشعور بالألم مجدداً، بعدما ظننت إنك قد تخطيت..
تكتشف بعد كُل ما كتبته إنك مليئ بالتناقضات سعيد ومكتئب، منعزل وأجتماعي، ثرثار وأخرس..
تضع آخر نقطة وتستند عليها مُتنهداً بعدما أدركت كم إنك كُنت مزيف وفضحتك الكتابة.

لقد مضت الساعات الأخيرة من الليل ببطئ، وقد كانت أنفاسنا هي الوحيدة المسموعة في الغرفة المُعتمة هذه.
مع دقات الساعه النابضة بالحياة
تُذكرنا أميالها إن شمعتنا تذوب وسننطفئ بأي وقت غير متوقع.

رفعت جسدي المُتهالك وجلست على طرف السرير كان مازال ميدوسا نائماً، دلكتُ مؤخرة رأسي بألم وأنا أنهض متوجهاً ناحيتهُ، كان ينام على ظهره بهدوء.. بدا لو إنه ميت لا نائم

قربت يدي من أنفه أستشعر أنفاسه ثم أبعدتها عائداً بضع خطوات للخلف بقيت أحدق به والكثير من الأفكار تنخر برأسي

ربما يجب إن أقتله وهو نائم!
وربما يجب إن أبقي عليه..

تراجعت للخلف مسرعاً وجلست فور إن سمعت صوت القفل الخاص بالباب يُفتح
حدقت بتركيز للغول الذي دخل وخلفهُ الأصلع أعدت جسدي للخلف مُتكئاً بينما كان يتفحص الأصلع المكان بحاجبان معقودان

"ما بك يا هذا، هل خاب ظنك بعدما وجدتني
على قيد الحياة ؟"

أردفت بسخرية وأبعدت بصري عن الأصلع ناحية عود الكبريت وهو يعتدل مبعثراً شعرهُ الأحمر بخمول بينما أقترب الأصلع ناحيتي ووقف قبالتي
لقد أستغرق ثواني من التحديق بوجهي ثم أرتسمت على شفتيه أبتسامة مزيفة ومقرفة

"عن ماذا تتحدث زودياك، لا أفهمك"

"لا تتظاهر بالبراءة لقد رأيت كُل شيء بعينيه، ماهو سوى قاتل مختل يُريد التخلص مني"

أبتلع ريقه بتوتر غير ملحوظ ثم أخذ يضرب جبيني بأنامله بقوة

"لا تدع مُخيلتك تأخذك بعيداً، إن ميدوسا مجرد متشرد أحتضنتهُ بيثلم الملكية"

رفعت حاجبي وأنا أقف مقترباً ناحيته فتقدم الغول بسرعة ودفعني من صدري لأفقد توازني وأعود للجلوس على السرير، ضحكت بقوة وأنا أدحرج بصري بين الغول والأصلع هامساً

زودياك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن