مرآة خاطئة

303 77 145
                                    

إن نقطة قوتنا هي نفسها نقطة الضعف التي نحاول أن نخفيها طوال الوقت.
> تخلص من العقبة الأولى وبعدها ستكون العقبات التالية مجرد سُلم يحتاج إلى لياقة بدنية عالية. لكن أخبرني: هل أنت رياضي؟

خرجت وما إن خطوت قدماي خارجًا حتى صفعني الهواء البارد بعنف على وجهي جاعلاً شعري الطويل يتناثر عائدًا للخلف.

ابتسمت وأنا أحدق في الشارع الذي لطالما رأيته من خلف تلك النافذة الصغيرة.

مشيت وأنا أنظر إلى كل مكان.
هدوء مقيت وفراغ في جميع الزوايا. أسرعت بخطواتي شيئاً فشيئاً حتى أصبحت أسابق الهواء، أركض إلى وسط المدينة، إلى المجهول.

أخذت أضحك بصخب وأنا ألتفت ناظراً إلى الكواكب والنجوم تتبعني وتتوجه خلفي بسرعة.
أدرت رأسي للأمام وأنا أترك الحرية لقدمي بأن تتحرك بكل ما عندها من وتيرة مجنونة.
وخلفي تركض دزينة من الكواكب التي قد لا يراها غيري

صرخت بصوت عالٍ وأنا أرى أضواء المدينة تتضح أمامي:
"زودياك قادم يا قوم الأرض!"

وقفت وأنا ألهث، وصدري يعلو ويهبط. وضعت يدي فوقه مُتحسّسًا الدماء التي جفت بفعل الهواء. اقتربت من متجر كان واضحًا أنه يبيع المعجنات، لأنه كانت هناك دزينة من الكعك والكيك تصطف في المقدمة للعرض.

وقفت أنظر إلى انعكاسي على زجاج الباب الخارجي. اقتربت وأنا أمسح على انعكاسي

كان شكلي كئيباً إلى حد ما، شعري مُتفحم وطويل يغطي ملامح وجهي، عيناي متوسطة الحجم ولونها شديد السواد، أنفي مستقيم، شفتاي متشققَتان وزرقاوان، كان وجهي شاحبًا كما لو أنني خرجتُ من قبرٍ لتوي. ابتسمت وأنا أعيد خصلات شعري للخلف مبتعدًا للوراء.

التفتُ ورأيت حشدًا كبيرًا من الناس يمشون معًا، مضيت معهم وسط الزحام. كان أمامي امرأتان أقتربت منهما وأنا أنظر إلى ما ترتديانه. كانت إحداهما محتشمة أما الأخرى فقد كان ظهرها مكشوفًا وساقيها بارزتين.

عضضتُ على شفتيّ ودفعتها بقوة مما جعلها تفقد توازنها وتسقط. صرخت وهي تغطي فخذيها بيديها بسبب ارتفاع فستانها القصير.

تجاهلت التجمع الذي هرع نحوها وسحبت نفسي خارجهم.

كم كانت رائحة العطور القوية منتشرة في الهواء، رائحة لا أستسيغها أبدًا!

مشيت وأنا لا أعرف أين أنا بالضبط. لفت انتباهي شاب يمشي وحيدًا، فاقتربت وأمسكته من ذراعه. توقف ناظرًا إليّ باستغراب.

"أين نحن بالضبط؟ ما هذه المدينة يا فتى؟"

عقد الشاب حاجبيه بتعجب وهو يسحب يده مني.
"نحن في لندن، مدينة وستمنستر."

زودياك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن