زودياك

ميدوسا المتوحش القوي

كُن قوي لا تقع..
سارع في الوقوف معهم هؤلاء الذين سقطوا للقاع
أخلق لِنفسك مخرجاً وإن لم تستطع أخلق جحراً للعيش فيه..

لكن لا تنظر لي!
أنا الذي دُفنت في الأسفل بشكل عميق، لستُ أختنق.. أنا من التراب والتراب مني.
لا تمد لي يد العون.. هل تظن أنني قد أحتاج إن ينتشلني أحد من كُل هذهِ اللجة؟!

أحتفظ بأساليب النجاة لك وحدك، أنا أجيد النجاة بطريقتي مهما كانت سيئة ومأساوية.

لقد كُنت أتابع تحركاته طوال الساعات الأخيرة، كان تارة يغمض عينيه وتارة ينظر للسقف، أصابع يديه النحيلة كانت تعتصر بعضها البعض بعنف، لقد قضم أظافره للمرة الثالثة.. وقد لمحت بعض الدماء فوق شفته جراء ذلك..
" لقد كان هُناك ما يشغل رأسهُ الأحمر
شيء لا يُرضيه، ولن يُعجبني "

أنني أشعر بشعور كئيب وضيق يجتاح صدري نهضت ناحية النافذة الصغيرة ونظرت للشارع الفارغ إن الظلام في كُل زاوية من المكان
ظلهُ الكئيب يقف هُناك، طويل القامة والذراعين لحظات من الصمت المُطبق، لا شيء يجرح آذاني غير صوت الساعه وهي تنذر بالشؤم القادم في كُل دقيقة تمضي..

مشى الظل دون إن يحرك أطرافه، لقد أخذ يطفو في الشوارع الفارغة ضائع الوجهة مثلي
وقد بدت لي تلك نهايته البائسة.. أغمضت عيناي عندما شعرت بأنامل دافئة تتحرك على مؤخرة رأسي ضغطتُ على أسناني بقوة عندما شعرت بصوته يتدحرج كالكُرة ناحية عقلي يُحدثه

"إن لم تخلق لنا خلاص سأدفنك مع ما تتمناه يا زودياك، أنظر حولك يوجد الكثير ممن ينتظرون فرصة التحرر"

تراجعت للخلف وأنا أستدير ناحية الفتى النحيل بينما تحدثت وقد جذب كلامي أنتباهه فألتفت ينظر لي بصمت مُريب

"وما أدراك أنت بما أتمناه اياً كان أسمك"

"أنا أرى ما تسعى إليه، أنت تُصارع نفسك عسى إن يُنير قلبك، لكنك قد نسيت إنك مُنذ البدايه قد خُلقت اسوداً"

ترددت كلماته برأسي مراراً وتكراراً بينما عدتُ بخطواتي ناحية السرير وعيني لا تفارق عود الكبريت ذاك، نهض ما إن لمحني أجلس على حافة السرير وما هي سوى ثواني حتى كان يعتليني يشد الخناق على رقبتي وعينيه تشتعل غضباً دفيناً

قد ضاقت أنفاسي وأنا أمسك يديه أضغط عليهما كانت تلك ردة فعل لا تُشابه شخص يُريد النجاة كُنت أتمسك بيديه حتى لا يتراجع ويُفلتني.

غصتُ في دوامة عينيه ورأيت الصراع القائم بعقله يتأرجح صوب اليمين وصوب الشمال.. لكن ما نال مني ودفعني لأقاومه هو الأصلع!