قبضة موت

93 27 23
                                    

تتجاوز مهما حصل بك من أسى، ستتجاوز ذلك رغم كل شيء.. حتى لو تمرغت في وحل الحياة، ووقعت في قاعها المظلم، حتى لو كنت بنهاية الهاوية وبينك وبين الموت شفة حفرة..


إنك خُلقت لتتجاوز.. بإي طريقة كانت، إن كُنت بخير أو لم تكن، إن كُنت مُتإلم أو لم تكن، إن كُنت تنزف أو لم تكن..

إنك ولدت لتموت مِراراً وتِكراراً
ليصقلك الموت بطريقتهُ الخاصة، ليشبعك
ضرباً ممكناً معقولاً..

أننا دوماً وبإستمرار في قبضة الموت دون إن ندري
فقط هناك مواقف تذكرنا فيه..

كإن نعبر الطريق وتكاد تدهسنا شاحنه، أو نقف عن منحدر لنرى المنظر فتصيبنا الدوخه، أو نقف امام البحر وتضربنا أمواجه..

يُخيل لي إن ملاك الموت يمسك ريشاً طويلاً ويغمسهُ في حبر من دماء ويكتب لنا نهايتنا قبل اللحظات الأخيرة من حياتنا!!

لم نتمنى ما نحن عليه الآن وكيف نعيشه، ولن نتمنى كيف نموت ايضاً

هل يمكنك إن تتخيلني وتتخيل الحياة..؟

أنني شبيه بتلك الشمعة التي تكون بوسط غرفة باردة مُظلمة واقفة على الأرض.. وذلك الخيط الذي احتضنه هو الحياة الصامدة

تُبث بي الروح بعد حين وأشتعل بوهج الحياة وبمرور الوقت أذوب شيئاً فشيئاً حتى أنتهي وأصبح مجرد فُتات ذكرى التصقت بالأرض مُعلناً عن نهاية المسيرة..

لقد التصقت مع الأرض حتى شعرت بإني منها، لم يتزحزح بيده الغليظة عن رأسيّ
شعرت بركبته فوق ظهري تكاد تكسره الا أنني لم أعترض..
ولم أعد أهتم إن تهشم رأسيّ فوق الأرض الرُخامية الباردة أو بقيّ سليماً.. كُل ما رغبت فيه إن ينتهى كُل هذا على حين غره

عم الصخب وصرخ المرضى بهستيرية وقد حملوا الحارس المصروع أرضاً خارج المكان
بينما أتى وفد من الممرضين والحراس لتهدئة الوضع تم سحبي بكل عنف للخارج بينما أنا أدرت ببصري في الأرجاء أثناء مسيري معهم

كان المرضى يُضرَبون بالعصي، وفيهم من تم حقنه بِأبر مُهدئة، وفيهم من ضرب وجههُ بالأرض وفوق الطاولات..

بحق خالق هذهِ البشرية النتنة
من فينا المريض هنا..؟!
هل نحن الذي نعذب بهذه الطريقة الوحشية
أم هؤلاء الذين ينعتون أنفسهم عاقلين..؟
وهم لا يمسون العقل بذرة منه ولو صغيره.

أنا لا أرى أحد مريض هنا... أنا أرى أشخاص لا تفهم بعضها البعض ولا تتقبل طبيعتها.. فلو أنني تقبلت صاحب الوجهين فسيكون حينها أنني
تقبلت مريض الشخصية التفارقي
وإن تقبلت ذلك الحزين الذي يبكي على علاقة انتهت فلا بد مني إن أتقبل مريض اضطراب الأكتئاب!

زودياك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن