خطايانا

159 49 75
                                    

هل ظلمتك الحياة عندما صفعتك...؟!
لا بأس فهي ركلتني بدلاً من صفعي...

وأنا أعنيها

فقد تخبطتُ بشكل مُستمر منذ أن
فتحت عيناي عليها
فإما في أعماق القاع تخنقني وتدفنني
أو في السماء ترفعني دون أن أمتلك جناحين لأطير بهِما، فأسقط لتتكسر جميع ثنايا روحي المُتهالكة.

كانت على الدوام مُظلمة وحالكة السواد
وكان قد تشقق قلبي من ضرباتها وجف
حتى أنه أصبح شبيهًا بتلك الصحراء القاحلة القاسية
ما رأيتُ أية وجهة تدلني على بقعة الغيمة الماطرة التي يسمونها الأمل
واسمحوا لي أن أضحك بكل ما أوتيت من قوة هنا
الأمل..؟!!

  ذلك الشعور الذي يأتي بعد رغبتك بتحقيق شيء من المستحيل أن يتحقق
أو رغبتك بالتمسك بشيء أنت لا تمسكهُ من الأساس، أو كسب علاقة عقيمة نهايتها البهتان والأضمحلال
ما هو الأمل على كل حال..

هو ذلك التزييف للأمور التي تجعلك خاسرًا ومنكسرًا وميتًا، تلك الأمور التي تزينها بشريط الأمل وتنتظر أن يأتي الوقت المناسب عسى أن تُفتح العقدة من تلقاء نفسها...الأمل هو الشعور اللانهائي بفقدان الشيء للأبد


بقيت أحدق بذلك الرجل الموقر وهو يبتسم لي ولم أدرك كم من الوقت قد مضى وهو يحدق بي دون أن يتوقف عن الابتسام وصمتي الذي طال بجانبه حتى ظننت أنني خسرت صوتي...

لكنه أزعجني يربت على كتفي يتحدث بهدوء
وذلك السلام الداخلي الذي حمله داخل صوته أشعرني بالأشمئزاز

"إن أتيت بقلب نقي، فهي وجهة التائهين"

كيف يمكن للمرء أن يكون مرتاحًا ومتوافقًا مع نفسه بهذا الشكل المريع؟ أين قد يذهب الصراع والأفكار الزائدة أساسًا..؟!

نهضت فتراجع للخلف بضع خطوات وهو يعطيني مساحة لأعبر وقد وقفت لحظات أبحلق بالتمثال الضخم
بعدها خرجت دون أن أنطق أي كلمة

لم أشأ أن أجيب
فأنا لست نقيًا بأي جزء صغير مني
ولو كان بحجم حبة رمل صغيرة.

أنا أرهقت نفسي وقتلت أشخاصًا من المفروض أن يكملوا حياتهم بشكل طبيعي، ويموتوا متكئين بهدوء كتلك العجوزة
لكنني سحبت أرواحهم منهم بالقوة


مشيت فترة قصيرة حتى تشكل ذلك الظل الأسود الطويل وهو يطفو أمامي بهدوء.
بقيت أتبعه بصمت، متأكداً أنه سيأخذني لوجهة محددة.

اعتزلت الشمس ولوح الظلام في الأفق يرفع كفه الضخمة، يخيم على العالم.
وقد ترصعت بسمائه السوداء نجوم متعبة مثلي، وقمر يائس.

زودياك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن