حبيس

684 87 205
                                    

لطالما رغبتُ بما ليس لي، وعندما أحصل عليه

أفقد رونق أهتمامي به

غريب أنا عن نفسي، ولا تغريني السعادة دوماً
أميل لأن أشتم الحياة كثيراً.. كما لو أنني أحمل لها فضلاً كبيراً رغم أن الفضل لها هي لأنها تتحمل كائن غريب الأطوار مثلي على شكلها الكروي

أمقت النساء كثيراً، أخاف العلاقات الغرامية..
أتخيلها كدوامة بشرية، تبتلع العشاق ببئر لا حبل لهُ ولا نجاة منه

أكره يوم الأحد وينتابني فيه حزنٌ شديد وبكاء
غريب
يراودني شعور وكأن الأرض كُلها تبكي معي.

أحدق بالشارع بتلك البيوت التي تبعد عني مسافه ليست ببعيدة
أنظر عبر نافذة صغيرة لا تفُتح ابداً في غرفتي

عند الساعة الرابعة مساءاً تعبر العجوز الهرِمة كُل يوم من أمامي وتجلس على كرسي مُقابل منزل العجوز هِنري

محدقة بالباب مطولاً، بينما يخرج العجوز هِنري مرتدياً قميصهُ الأزرق مثلَ كُل يوم، ويبقى واقفاً في الباب ينظر لها دون حراك!!

أدير ببصري محدقاً بجوليا الصغيرة وهي تخرج للعب مع كلبها الكريه بالكرة الصفراء، التي كلما رأيتها رغبتُ بتمزيقها..

تفتح جارتي الباب مودعةٌ زوجها عند الساعة الرابعة ونصف، وفي تمام الساعة الخامسة يإتيها بوب صديق العائلة مثل كُل مرة..

يوجد جيران كثيرون أمام مشفى الأمراض العقلية وهذا هو الخطأ الذي لا يراه أحد غيري

(عليهم إن يكونوا هم داخل المشفى، لا خارجه)

لكن من أنا.. و أين أنا ؟
هذا ما قد يجول بعقلك الحذق الآن!
أنا مُجرد مجنون آخر حُشر في الموطن الأصلي للجنون.. مُستشفى بيثلم الملكي، أو كما يُطلق عليه بالعادة "بيدلام" وهو أسم مُستعار أطلقه بعض الحمقى الذين لا شيء يُرجى مِنهُم.

بيثلم الملكي هو أقدم مشفى في العالم
عندما تقف في واجهتهُ سيلقي عليك التحية تمثالان
وطبعاً إن لِكُل تمثال أسم خاص فيه
"الحزن والهذيان" هما من يتوجان بوابة المشفى.

لكن لا يخدعك مظهرهُ الملكي، وفخامتهُ، وضخامتهُ
فإنهُ يحتوي في داخلهُ أكثر من مُجرد أشخاص مُختلين ومرضى نفسيين، فهو يفتح أبوابه للأشخاص المُتشردين

قد يخطر برأسك الآن لما مشفى للمجانين يستقبل أشخاص غير مجانين!
ذلك لأنهُ قد تأسس كـدير مقدس، وقد كان ملجأ للغرباء أكثر من كونهُ مشفى

زودياك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن