مضيتُ إلى كل مكان
كانت جميع الشوارع عندها الاستعداد بأن
تستقبلني وتحتضننيوكنت على استعداد لاستقبالها كذلك
كنتُ أمشي فارغًا من الشعور فارغًا مني ومن
كل خطايايرأيتُ نفسي جالسًا مغمض العينين بجوار تلك العجوز اللطيفة، وقد بدا لي أنها قد سلمت جسدها مثلي للحياة، كانت تتكئ برأسها على كتفي تغمض عينيها
أخذتُ أتلفت ببصري بإرجاء المكان، ولكن لم يكن يراني أحد، مشيتُ أتلمسهم أحدثهم لكن لم يعرني أحد ذرة اهتمام
كما لو أنني لم أكن موجودًا، وقد أكون فعلًا كذلك!ما الذي يدفعني لأصدق أنني موجود
على هذه الحياة؟
فلا يوجد أحد ليكون معي ويحبني أو يتقبلني
كما أنا.أنا وحيد، وهذا يعني أنه ليس لي وجود...
فإن بقيت على هذه الأرض وأن اختفيت لن يشكل ذلك فرقًا عند أحد..!!كانت لي النية في أن أبتعد وأهرب بعيدًا عن جسدي لكن استوقفتني تلك العجوز اللطيفة وهي تبحلق بي وقد بدت أكثر حيوية وشبابًا.
اقتربت منها وأظن بأنني كنت أطفو لم أشعر بخطواتي ولم أشعر بالأرض تحتي أيضًا..
اقتربت منها وعندما سألتها ما الذي يحصل لم أسمع صوتي لقد حصل الحوار بيننا بصريًا أو بالأحرى تخاطرّيا!!أجابتني بأنها ستغادر الآن وبأنها قد كانت سعيدة وراضية بحياتها رغم بؤسها
وبأنني مازلت شابًا ويجب عليّ العودة فهو ليس وقتي..
لم أشأ العودة ولم أفعل، بل تشبّثت بكل ما أستطيع من رغبة، لكن لم تكن رغبتي شيئًا يُذكر، فإنا الآن مسلوب الإرادة. أنا الآن أمام قوة أعظم وأقوى من أي شيء قد عرفته بحياتي.
كان هناك شيء يجذبني بقوة إلى الوراء. لقد استسلمت وأنا أبقي بصري مُعلقًا على تلك العجوز التي تبتعد إلى المجهول، وقد قلت بيني وبين نفسي: "يالها من محظوظة".
لقد ارتطمت بقوة داخل جسدي. لم أرجع إليه، بل رُميت فيه كما لو أنني شيء زائد مفروض عليه أن يبقى على قيد الحياة عنوة.
(على قيد الحياة)
هل انتبهتم أننا جميعًا قد نكون مفروضين على الحياة، (مقيدين) بهذا القيد الذي يقيّدنا بها؟
ومن يدري، ربما من قطع هذا القيد بإرادته وانتحر لم تكن نيته الهرب من الحياة، بل الهرب من قيدها.ربما الانتحار ليس فعلًا للجبناء،
بل للذين تعبوا من القيود التي تحكم حياتهم واختاروا التحرر.
أنت تقرأ
زودياك
Mystery / Thrillerإنها مشاعر سلبية، أنهُ حوار بيني وبينك نفسكَ التائهة التي ستغوص معي بإعماق البؤس إنها الحياة التي تعجنك كالصلصال وتجعلك كُرة تركلك بإقدامها إلى جميع زوايا الأيام المُملة إنها مشاعرنا الغير مستقيمة الغير ثابتة سنتخبط حتى ننجو... متى ننجو لا نعلم لك...