طبيعتي

253 71 170
                                    

هل فتحت عينيك يومًا ورأيت أمرًا غريبًا؟

كأن تكون تحدق بالسقف، لكنه لا يبدو كالسقف.
أن ترمش عدة مرات لتفهم ما تراه لكنك لا تستطيع معرفة أين أنت، وهل فعلًا هذا مكانك الحقيقي؟

(حياة مختلفة، ليست كما تراها دائمًا)

كنت طفلًا عاديًا، ولربما لست عاديًا حقًا.
كنت أجلس يوميًا خارج المنزل حتى وقت متأخر
في البرد القارص، ووسط الحر الشديد،
ومع خيوط الشمس الحارقة، وتحت سواد الليل الحالك.

كنتُ في جميع الأيام والفصول وحيدًا، مع غرابتي وتميزاتي التي أرعبت الجميع.

كنتُ إذا أمسكت كتابًا أقرأه قبل أن أعرف أو أفهم لغته.

وعندما أرغب في التحدث عن شيء، يكون موضوعي الوحيد هو الفضاء وما يتدلى فيه من كواكب ومجرات.

وعندما أغلق عيناي للنوم، تأتيني رؤى لمشاهد مستقبلية. كلما أخبرت والدتي عنها، أقنعتني بأنها مجرد أحلام وأوهام.


كانت كل تلك الأمور اعتادت والدتي عليها، لكنها في يوم من الأيام كرهتني وأبعدتني عنها في أسوأ الطرق التي يمكن أن تفعلها أم لابنها.

بلغتُ الاثني عشر عامًا، وكانت تلك هي نقطة التحول الكبيرة في حياتي.

أتتني رؤيا ولم أتردد في القيام بها مثل باقي الرؤى التي لطالما قمت بتنفيذها.

كنتُ أحمل قنينة خمر مكسورة وأغرزها في عنق والدي عندما كان يستلقي على السرير. كنتُ قد استقررتُ بالجلوس على صدره وأنا أحدق فيه كيف مات مبتسمًا، بعدما طعنته خمس أو ست مرات.


التفتُّ وأنا أسمع صوت صراخها ينهش رأسي بقهر، سحبتني بعنف ورمتني على الأرض بقوة وهي تبكي وترمي كلامها بوتيرة سريعة دون حتى أن تتنفس:

'يا ملعون، ماذا فعلت؟
مت عليك اللعنة، مت!'

أخذت تصرخ مراراً وتكراراً وهي تضربني على رأسي. أغمضتُ عيناي بقوة وأنا لا أشعر بضرباتها، بل كان كُل تفكيري هو ذلك الذي ينام ميتاً وهو يبتسم.

رفعت رأسي ونهضتُ مما جعل والدتي تبتعد بسرعة عني خائفة وهي تتلفت يميناً ويساراً وقد بدا لي أنها تبحث عن شيء تمسكه لتحمي نفسها به.


أخذتُ أقترب منها وهي تتراجع للخلف، فاصطدمت بالسرير وجلست عليه بجانب أبي بينما كانت عيناها غارقة بالدموع.

زودياك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن