المقاومة

123 43 52
                                    

ابقيّ عينيكَ مفتوحةٌ دائِماً
فالطعنات لا تأخُذ استراحة بتاتاً، والمُذنب ليس المجرم بل هي الضحية
لأنها تثق أكثر من اللازم وترتاح أكثر من ما ينبغي

لا تتغافل عن حياتك وما حولها
ابقى يقظ طوال الوقت، ونم بعين واحدة مُغلقة
الاجهاد والأرق أفضل من العيش مغدوراً
بغفلة...

هذا ما كان يخبرني فيه والدي عندما كان يراني اتكئ على باب بيتنا في الخارج
عندما اتعب من انتظار إن يكون لي صديق
أو إن يناديني احد بأسمي
أو إن يرمي لي أحد من الأطفال كرتهُ لي بالخطأ فاعيدها إليه ضاحكاً...

لم افهم ما كان يعنيه بوقتها
لكنني وكلما كبرت أدركت بإنني لا يجب إن انتظر اطلاقا ليكون لي صديق، فإنا صديقٌ لنفسي
وانهُ لا حاجة ليناديني احد بأسمي طالما إنني أستطيع إن أُناديني
وبإنني يمكن إن اجعل الأرض كلها كرتي لا داعي ليرمي لي أحد شيئاً فأضحك لهُ بغباء

الغدر الكبير الذي يباغت المرء هو غدر نفسه
لأنهُ يُحيطها بالآخرين
فإنت إن كُنت وحدك لن يحصل لك شيء اطلاقاً
الغباء الحقيقي إن اجعل لي صديق وحبيب وشخص مقرب بحياتي
فأسمح لهُ بتعدي حدودهُ واكتشاف اسراري ومعرفة نقاط ضعفي وقوتي
فحينها اكون سهلاً جداً لهُ ليهزمني عندما يملني

(أنتَ وحيد، إذاً أنتَ بخير!!)

فتحتُ عيناي بعد فترة وقد كان يحدثني احد الشرطيين لم اهتم إليه فعلاً فبقيت اومئ برأسي دون إن اسمع ما يقوله
نزل وقد استدار يفتح الباب ويجرني من قميصي دفعتهُ بكتفي وأنا انظر ناحيته

"لا تفعل وتجرني وإلا سأعضك"

رمقني بنظرة سطحية وهو يعود ليجرني هذهِ
المرة من ذراعي

"تحرك ولا تتفوه بأي تُرهات"

لم استطع السيطرة على نفسي وقد عضضت على شفتي محاولاً إن اتجاهلهُ قدر الامكان، وإلا سأرتكب مجزرة أخرى وستكون هذهِ المرة بأرادتي الحرة!!

دلفنا مركز الشرطه وقد تحولت بعض الأنظار علينا ضيقت عيناي ناحية ذلك الأصلع الذي يقف بجانب شرطي آخر وهو يتحدث وينظر لي
اقتربنا ناحيتهم وقد ركزتُ بصري على صلعتهُ اللامعة مبتسماً بسخرية

"اشتقت لتلك الصلعة الملساء"

"زودياك، اشتقتُ إليك"

قالها الأصلع وهو يربت على كتفي بقوة قلبت عيناي بملل وأنا انفض جسدي عنه

"ابعد يداك عني يا كاذب"

تجاهلني وهو يلتفت للذي يقف بجانبه
تجولت ببصري ناحية المكان وابقيت أذناي تصغي لهم وهم يتحدثون عن الجريمتين التي يمكن إن اكون مرتكبها

زودياك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن