أرى في عينيك

207 62 91
                                    

فور أن تتلطخ يداك بالسوء، سيكون من الصعب بعد ذلك أن تعود نقية.
الشر الكامن في أعماقنا في أقصى القعر ليس من السهل إعادته إلى مكانه بعدما تسلق!.

كنت جالسًا متربعًا وأنا أحدق في مقلتيها اللتين
اقتلعتُهما بكفيّ.
يمكنني سماع أصوات كثيرة من حولي:
همسات وأنين وضحك.

التفتُّ إلى زاوية الغرفة، فوجدتها ممددة على الأرض، جسدها باهت وبارد. كانت الدماء تلطخ وجهها بالكامل، ومحاجر عينيها فارغة.

أعدت بصري إلى تلك الأرواح التي تقف في طابور.
كان أولهم والدي، وتبعته والدتي، إلا أنني تجاهلت فكرة أنني لم أقتلها؛ وربما قد فعلت ذلك!
لأنه كان بسببي في النهاية.
ونظرت إلى الذي كان خلفها، وهو ستيف، ثم بوب.
والآن ليليث...


كانوا جميعهم دون عيون، عيونهم غير موجودة
عدا والدي، وعين والدتي الواحدة
كانا يحدقان بي بطريقة قتلت كل قطرات الدم في جسدي
كانت نظرتهما فاقدة لأي مشاعر كالتماثيل
واقفين يحدقان بي.

نهضت وأنا أقترب من أمي، رفعت يدي التي أخذت ترتعش بشدة، دفعتُ إحدى عينَي ليليث داخل المكان الفارغ المعتم لعين والدتي، إلا أنني لم أنجح في ذلك، تراجعت للخلف ناظراً إليها

"أنا مهما حاولت لا أستطيع إرجاعكِ كما كنتِ، اتركييني وشأني"

وجهتُ كلامي إليها مُرتجيًا، لكنها لم تُبدِ أي رد فعل.
تصنمت وأنا أشعر بقبلات متتالية على عنقي من الخلف، وأنامل صغيرة تتلمس ظهري. حاولت تحريك جسدي، إلا أنني لم أفلح في ذلك.

أخذت تتقدم بجسدها أمامي وهي تتمايل، فارغة العينين، ليليث الشقراء الجميلة.

لم أقدر على الحركة، تجمدت وأنا أراها تأخذ إحدى عينيها من يداي وتحشرها في فمها، تبتلعها.
بينما قربت الأخرى إلى وجهي ودفعتها بقوة داخل فمي. حاولت أن أتحرك، أن أقاوم، لكنني لم أتمكن من ذلك.


ابتلعتها وكانت ككرة صغيرة طرية تنزلق داخل فمي، عندها تمكنت من الحركة. أخذت أسعل بقوة، ضارباً صدري بعنف، تراجعت إلى الخلف وسقطت. بقيت ساكنًا، وكانت قد أنتابتني الرغبة الشديدة في الضحك والبكاء بآن واحد.

أحسست أن الفوضى تعم المكان، الدماء، الجثة، الأطياف التي قبالتي، ما الذي يحصل؟ واللعنة! أنا أنحصر بزاوية وحدي. هل هذه مهمة سماوية فعلاً؟!

أنتابتني تلك الفكرة وأنا أحدق بجسد ليليث الذي كان واقعًا بالفعل، كما لو أنها لم تكن واقفة أمامي قبل قليل. رفعتُ يداي باحثًا عن مقلتيها، وبالفعل لم تكن موجودتان.

زودياك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن