أعلم أن بيننا مسافات طويلة ولكنك القريب الي روحي ومسكنك هنا داخل القلب، بنيتُ لك عرشاً وبالوتين مقاماً ، وبنيتُ لك من الضلع رواقاً ، فسبحان من جعلك أجمل قدر في عيناي ، فجئت لقلبي ربيعاً مُزهِراً وبلغت في القلب منزلةً لن يصلها أحداً ، أصبحتُ أخشى عليك من الحزن وقساوة الحياة ، ولاكني أعلم أن روحي دائماً معك تحتضنك عندما يخيب أملك بمن حولك سأكون لك الكتف الثابت دائماً ، وسأبقى على ذاك العهد
الذي بيننا أن لا أفارقك...رجعت للمستشفى وهي جالسه تفكر مين هذا وليش ابوها ساكت وليش وليش اسلئه كثيره مالها اول من تالي داخت ومسكت على راسها وسندت بنفسها على الجدار تفكر ولا فكره فيها شر وخير الا طرت ببالها لفت براسها وهي تشوف عزام نهايه الممر ومعه نصار خافت اكثر رجفت اكثر مشت مسرعه له
هيام :عزام وش تسوي هنا ابوي فيه شيء
لف عزام عليها هيام لا مافي شيء بس عندي مريض هنا وجيت اشوفه
هيام تنهدت براحه
نصار :عزام انا في السياره
هز براسه عزام وطلع نصار
هيام :مين المريض الي هنا
عزام :واحد ماسك قضيته وحاول ينتحر وجيت اشوفه ضرب بيده على كتفها يلا مع السلامه وكان يتكلم بسرعه مايبي هيام تعرف بشيء وطلع
ولفت هيام تناظره لين اختفى من امام عيونها وراك شيء ياعزام وراك شيء ....طلع سعود من الجامعه ودق على نهار
نهار :هاههه
سعود :وجع جعلك الوجع الناس ترحب هاهههه
نهار :لا ياشيخ لك وجه باقي كم لي انتظرك
سعود :اسكت بس اسكت انت انسان فاضي
نهار:طيب ياسعود طيب احمد ربك اني رايق ولا كان عرفت كيف اتفاهم معك
سعود:الروقان ذا لازم اعرف سببه المهم وينك
نهار :في الشوارع ادور فيها
سعود :شفت قلت لك انك فاضي يلا برسل لك موقع الملعب وقفل ودقايق ووصل وشاف نهار واقف قدامه وضحك من شافه حاط يده على خصره
امش خلاص فكنا من لسانك ودخلو الملعب يلعبون ...فاطمه الي جالسه بالصاله وتابع مسلسل اخذت جواله ودقت على
الجوهره وردت الجوهره
فاطمه:سلام عليكم وش اخباركم
الجوهره :وعليكم السلام الحمدلله احسن وانتو
فاطمه :الله يسلمك بخير ونعمه
الجوهره:الله يديمها عليكم
فاطمه :وياك اقول الجوهره ودكم نطلع للمخيم وتعرفين دخلت اجواء الشتاء احنا وياكم نجتمع منها تغيرون نفسياتكم بعد موت المرحومه ومنها البنات والعيال ينبسطون مع بعض نجلس يومين ثلاث ونرجع .
الجوهره : والله ودي خلاص بشوف للبنات وابوهم وارد لك
فاطمه :تمام انتظرك
قفلت الجوهره وهي بخاطرها فعلا بس فيصل الي له اكثر من اسبوع وحالته صعبه على فراق امه راحت له وقالت له عن المخيم
فيصل :روحو انتو انا مالي نفس شيء
الجوهره :يافيصل تعوذ من ابليس وادع لها بالرحمه كلنا ماشين على الطريق ذا وخالتي كانت تعاني في الدنيا من مرضها بس ربي اختار لها الخيره الطيبه ادع ان الله يسقيها ويغيثها ويرويها وينور قبرها وادع ان الله
يجمعك فيها بجنات الخلد ....
يعرف فيصل كل هذا بس في النهايه هاذي امه لف للباب الي يدق ودخلت كنوز وبيدها كوب شاهي لابوها
كنوز :يمه عادي اجلس مع ابوي وحدنا
الجوهره :هو تطرديني
ضحكت كنوز لا يمه محشومه بس ابي الوالد بكلمه راس
قامت الجوهره وطلعت سحبت كنوز الكرسي تجلس قبال ابوها حطت الشاهي على الطاوله واخذت كفوف فيصل بين كفوفها ابتسم فيصل لها
كنوز : تصدق مره من المرات دخلت عند جدتي وانا بصعب حالاتي وكنت متضايقه مرره جلست نفس جلستي معك الحين جلست اشكي لها من الدنيا تدري وش قالت لي قالت الله اذا حب عبد ابتلاه قلت لها وش معنى قالت في مره من المرات وحده كانت تشكي بان حياتها ماكان في احسن منها اهلها حولها والدنيا تضحك لها وعمرها ماقست عليها راحت عند شيخ تساله عن حالها تدري وش قال لها الشيخ قال لها الله مايحبك علشان كذا ماابتلاك بشيء من بعدها عرفت وش الابتلاءات وان الابتلاء حب من الله لنا كبشر خلك على يقين يبه ان الدنيا فانيه بيجي يوم ويفنى كل شيء فيها واولهم البشر جدتي لو شافتك كذا ماراح ترضى يرضيك تزعلها تدري كل الي تحتاجه حاليا الدعاء والصدقه هاذي الصله الي تجمعنا فيها
دمعت عيون فيصل وقربت كنوز منه وحطت يدها على خده تمسح دموعه لاتبكي يبه دموعك غاليه على بنتك حضنها فيصل عندها قدره عجيبه وكنوز تبقى القريبه لقلب فيصل متعجب من قدرتها وثقلها ورزانة عقلها وكيف انها تاخذ الحزن من ملامح الاشخاص الي امامها بكلمات تنطقها
دقت الجوهره الباب خلصتو حواركم كأب وبنته
ابستم فيصل وكنوز الي راسها بحضنه
الجوهره :افا والله يافيصل كنوز ترسم البسمه على وجهك وانا لا
ابتسم فيصل ومن يلوم القلب في حب كنوزه يالجوهره عز
الله انها كنوز عز الله ان لاسمها نصيب منها ..
ابتسمت كنوز من كلام ابوها
الجوهره :الله يخليها لنا
كنوز :ويخليكم لي يارب
الجوهره :كنوز يمه اقنعي ابوك يروح معنا المخيم كلمتني
فاطمه نروح معهم نغير جو وابوك مايبي يروح
ناظرت كنوز فيصل
ودخلت شروق عليهم من سمعت بالمخيم
شروق :يبه تكفى خلنا نروح بخاطري اغير جو وننبسط معهم
الجوهره :يلا يافيصل وافق
فيصل :خلاص تم والله مااردكم بس ننتظر تركي يدق ...