إنني أعتصر من الداخل. كل ذرة في جسدي تؤلمني. أشعر وكأنني سقطت من قمة جبل وانتهى بي الأمر على يابسة. صلبة. وقاسية. كل ضلع في جسدي يأن أشعر وكأنني تعرضت لضرب مبرح. إني أتعرى وأبحث عن أي بقعة زرقاء. أتمقل في المرآة وكأن وجهي سيدخل في وجهي. لا أثر لصفعة. لا أثر لكدمة. إني بكامل صحتي بكامل عافيتي. أمشي كما يجب. أتفوق على زرقاء اليمامة في النظر. ولا أمرض كثيراً. لا تصطادني الحمى. لا يغمى علي حين أتعرض لضغط. جسدي ليس بهزيل مناعتي قوية. أنا امرأة صبور. أمرأة جريح. يسيل مني كل يوم لترات من الدم. دون أن يلحظها أحد. أسجد فيسقط قلبي متشبث بسجادة الصلاة. بموضع السجود. أضع وسادتي فوق رأسي وأضغط بإحكام. أكتم الدمعة، أنوح بصمت. أخاف أن يباغتني النحيب. أنا عرجاء وأجري، كفيفة وأطيل النظر، بكماء ولا أصمت. أسلك كل الطرق كي لا يلحظني أحد. أتنفس ببطء كي أصرف الأنظار عني عاجزة عن التقلب. إن جسدي يؤلمني. أشعر بثقل حين أتنفس. هناك شيء علق في شعبي الهوائية. هناك خدش في الرئة. هناك قلب تسيل منه لترات دم. قلب امرأة صبور. امرأة جريح. امرأة فقدت الذاكرة تشعر بآلام...
بالطريق مو حاسه بشيء ثاني حولها وكانها بحلم وتنتظر باي لحظه تقوم منه وقفت على يسار الطريق وتناظر الرايح والجاي وتتذكر كل شيء صار نزلت راسها على الدركسون وصار كل شيء يروح ويرجع عليها وماحست بنفسها الا وهي تشاهق وتضرب براسها عليه وكانه جاها
فلاش باك على كل شيء صار لها ...
واقف وعينه على السلاح الي بالارض خوف الدنيا كلها بصدره مو مصدق الي صار وجلس على ركبه وكلامها محفور براسه حافظ كل كلمه قالتها له برد يرجف من وقفت الدنيا فيه مايسمع الاصوتها وصوت الرصاصه تتردد براسه لف وكان بحاله الاوعي يناظر جده والارض حوله كلها دم وابوه وامه واخوانه وخواته كلهم عليه قام من مكانه ونزل كم بدلته واخذ السلاح من الارض وطلع من البيت كله ...
مرت دقايق وساعه وساعتين وهي بنفس حالتها واقفه بمكانها وجفت عيونها وتفكر متى راح تنتهي حياتها شغلت سيارتها ووقفت فيها عند باب بيتهم ونزلت منها وهي تمشي وخطواتها على نار جمر اسياخ حاره وحافيه بدون شيء يستر رجلها دخلت البيت ودخلت عندهم الصاله وكانو كلهم يسولفون ويضحكون وضحى تبشرهم باختبارها
تركي :هيام كنت عارف انك ماراح تقسين علي
عقدت حاجبها فاطمه من كلام تركي وعرفت ان غياب هيام طول الايام الي راحت بسبب يمه هيام فيك شيء
رفعت عيونها لهم وتناظرهم ويناظرونها
عزام:هيام فيك شيء
وقف سعود لها بنت وش صار معك
وضحى الي تناظرها بكل خوف وضع هيام مو طبيعي لهم
كانت ساكتها وعيونها بعيونهم
وقف تركي لها هيام يبه لاتخوفيني وش فيك تكلمي يبه
ناظرت تركي
هيام :جايه اودعكم
تركي :تودعينا ؟
هيام :اي جايه اودعكم لاني ماادري اذا باقي بتشوفوني ولا لا
فاطمه :بسم الله عليك وش هالكلام
هيام :صرت قاتله يمه قتلته بيدي الثنين وفتحت يدها لهم قتلته بيدي يمه قتلته
تركي :هيام نشفتي دمي تكلمي قتلتي مين
هيام :قتلت خالد قتلته خالد الي وثقت فيه طلع هو الي يهددك طول الايام الي راحت هو السبب بكل الي صار لكم ولي ...
اخذو خالد المستشفى وكلهم بحاله صدمه مايدرون وش السبب الي وصل هيام للمرحله هاذي دخل كلهم بتوتر وخوف وهنا تبدلت الادوار قبل فتره كان تركي بدال خالد واليوم خالد بدال تركي دخلوه العمليات وفيصل الي ماقدر يوقف على رجوله ونهار الي متوتر وخايف وفهد الي كان بحاله صدمه كانت تتكلم معه وتساعده كيف فجاه صارت بكل هالسوء وكنوز وشروق الي دموعهم ماوقفت والجوهره الي دموعها على خدها بس نايف مو مو موجود وماله اي اثر بينهم
عزام عند رجلها وتركي يمينها وفاطمه يسارها وسعود وضحى واقفين يسمعون المصيبه الي طاحت فوق روسهم
صرخت فاطمه هيام لا يمه لالالا ذبحتيه ليش يمه ليش من
متى احنا ناخذ حقوقنا كذا
تركي :خالد هيام خالد وصار صدره يطلع وينزل انقطع الاكسجين عنده
مسك على راسه عزام وسعود الي جلس على الارض وضحى تبكي
تركي:ليش يبه ليش كسرتي ظهري
ناظرت فيه بنظره جامده حتى دمعه مانزلت من عيونها
هيام :لانه عادي عندي اخسر نفسي بس مااخسركم وسكتت
من غص الكلام بحلقها
فاطمه :ياربي من وين هالمصيبه
عزام :وينه الحين
رفعت كتوفها مدري طلعت وماشفت وش صار
نزل راسه عزام
تنهدت وماحست بنفسها الا وهي بحضن تركي وكانه يخبيها عن الدنيا ومافيها فيه خوف رعب انهيار خذلان قل ثقه شعور بشع لابعد درجه لوم عتاب زعل رغبه انتقام كره اعصار حطام بس خوفه على هيام طغى على كل مشاعره الثانيه كيف انها اخذت حقه وماترددت ثانيه علشان ماتخليه مكانها شدت هيام عليه جالسه تبلع غصتها من حست انها ماعاد تقدر تتنفس ابعدت من حضن ابوها وطلعت غرفتها دخلت وسكرت الباب وراها وسندت براسها على الباب تتذكر شكلها ونظرات الترجي من نايف لها وتحدى خالد لها وكلامه والاشياء الي صارت لها نزلت عيونها تناظر يدها الثنتين وهي تشوف دم مالي يدها شهقت ودخلت للحمام وصارت تفرك بيدها تحت المويه بس مو راضي يطلع من يدها انفاسها تتسابق وتضيع منها وتحط صابون وترجع تغسل يدها اكثر من مره وتناظر في المرايه وتشوف الدم يتسرب منها صرخت ومسكت على راسها وهي تسمع كلام خالد بتتعفنين بالسجن بتتعفنين بالسجن بتتعفنين بالسجن
عرقت وترشح جسمها وهي تضرب على راسها اسكت اسكت اسكت تعتصر من الداخل مرت عليها سنين بلحظه وحده كل عرق يحتويها يعورها تنتظر متى اللحظه الي بتنتهي فيها حياتها متى بتودع نفسها وتودع اهلها تبي تبكي بس مانزلت دمعه منها قست حتى على نفسها في الواقع جفت كل الدموع من عينها مغرقه بالدم تشوف نفسها قاتله قاتتتتلههههههه هذا شعورها الحالي ......
غرفه العمليات الدكاتره والممرضين وكل واحد يحاول من عنده استمرت العملية اكثر من ست ساعات وخالد على حاله ..
وعند الباب تساولات بكل واحد فيهم وينتظرون احد يطلع يطمنهم
وبعد مرور١٢ ساعه من الانتظار
طلع الدكتور من الغرفه ونزل الكمامه
رفع راسه فيصل للدكتور وقامو نهار وفهد له
نهار :دكتور ايش صار عليه
الدكتور :الرصاصه جت بقلبه وكانت عمليه صعبه جدا بس تخلصنا منها بس
فهد :بس ايش
الدكتور :بس ماادري يمكن يقوم ويمكن لا واذا قام بتكون في مضاعفات
نهار :زي ايش
الدكتور :زي اعتلال بعضلة القلب
نهار :اعتلال ؟
الدكتور :اي والاعتلال هو حاله مرضيه تصيب عضله القلب وبالحاله هاذي يكون في صعوبه بضخ الدم لاجزاء الجسم ويمكن فشل بالقلب اشياء كثير ماودي اسبق شيء انتظرو لكل شيء بيصير وخليكم جاهزين لاي خبر وراح
وتركهم بحاله مزريه و صعبه جدا عليهم ...
اصبحت الدنيا وكانت من اغرب الصباحات الي صارت لهم
تركي الي واقف بمكتبه ويناظر من الدريشة لف انظاره من دقت ضحى الباب ودخلت تركض تحضن ابوها
ضحى :يبه هيام ماراح يصير لها شيء صح
سكت تركي ماعنده رد ماادري وانا ابوك ماادري
ضحى :يبه تكفى لايصير لها شيء
غمض عيونه تركي وأبعدت عنه ضحى يبه هيام تعبانه
تركي :وينها
ضحى :بغرفتها
تركي :بطلع اشوفها وطلع تركي لغرفتها ودق الباب ماسمع ردها ودخل
جالسه بنص السرير ولامه رجولها لها وفكها على ركبتها ضغط
على يده تركي من شافها وشاف حالتها ودخل وجلس جنبها ماناظرت فيه حتى
تركي :هيام يبه مو زين الي تسوينه ومو حل
ماردت عليه بس تسمعه
تركي :يبه انا ماعندي اغلى منك بالدنيا واذا كان في شيء بيكسر ظهري فهو انتي ماراح يصير لك شيء يبه دامني بالدنيا اوعدك مايصير لك شيء ..
ماردت عليه بحرف ولا التفتت عليه حتى وطلع من عندها ..
ونزل الصاله وشافهم كلهم جالسين وساكتين لفو روسهم من دق الباب قام عزام
وفتح الباب وتسمر بارضه من شافه واقف ببدلته وخلفه عسكريات بلع ريقه عزام ابعد عزام عن الباب بيده ودخل البيت ووقف بنص الصاله ووقفو كلهم له
نايف :عندي بلاغ محاوله قتل للمتهمه هيام بنت تركي
قرب تركي منه يناظره بصدمه وهز راسه يمين وشمال اخس عليك ياواطي اخس عليك سافل زوجتك ياها وامنتك عليها وقلت لك لاتجيني يوم مكسوره حافظ عليها مابي نسمه هوا تقرب صوبها
وقلت لي ابشر بس طلعت حقير اخسس عليك
نايف :لو سمحت هذا شغلي وبنتك هي الي وصلت نفسها للمرحله هاذي
عزام :ماكفاكم الي سويتوه هالمره جاي تغبض عليها بنفسك
سعود :ناقص وعديم رجوله لدرجه انك مالقيت احد تحاسبه غيرها
تافف نايف وينها ااا وصار ينادي بالبيت المتهمه هيام بنت تركي اطلعي
ونزلت من الدرج انا هنا ورفع نظره لها وحط يده يرخي بدلته من فوق وضغط على يده ورص على اسنانه من شافها نزلت لين وصلت عنده وقدامه اجتمعت عيونهم ببعض وناظر فيها وكيف تغيرت بعد اخر موقف شافها فيه ونزل عيونه لنحرها الي بدا يتغير لونه و الي صار ينزل ويطلع وعرقها الي على جبينها وناظرت فيه كيف واقف بشموخه وهيبته وطوله وثبات نظرته لها وقال بصوته الجهوري "كلبشوها" غمضت عيونها وجت العسكريه قدامها وحطت الكلبشات بيدها ولف نايف يناظر تركي وطلع وتركها تتخبط بتساؤلاتها تعرف انها بتاخذ عقابها بس ماكانت تعرف انها بتاخذه منه وسحبت العسكريه هيام وصارت تصرخ فاطمه وانهار تركي يحس بعجز الدنيا كلها وضحى الي تبكي وعزام وسعود الي واقفين يناظرونها ولحقوها يطلعون وراها وركض عزام لها هيام هيام ووقف قدامها لاتخافين بطلعك والله مااخلي احد يلمس شعره من راسك خليك قويه هيام زي ماعهدتك لاتنكسرين بالوقت الغلط هيام تكفين ركب نايف السياره وسحبت العسكريه هيام وركبتها السياره وانكسرت ظهورهم عليها ودخل عزام البيت وقامت له فاطمه
فاطمه :حلفتك بالله عزام حلفتك يمه اختك لايصير لها شيء تكفى يمه سو اي شيء اي شيءٍ المهم انها ماتجلس بسجن دقيقه وحده تكفى يمه تكفى طلبتك
وصارت تبكي من حرقها على بنتها
ومسكها عزام يمه أسمعيني يمه اششش اوعدك اوعدك ان هيام بترجع لك هاذي اختي يمه اختي لاتخافين عليها ولف عليهم كلهم ولا واحد ينزل راسه فيكم هيام بترجع اذا في احد مفروض ينزل راسه فهو الكلب هذاك مو احنا وطلع من عندهم ....
وصل عند المركز ونزل واخذو العسكريات هيام ودخلو وقف يناظرها وهي تمشي قدامه والكلبشات على يدها بنص الممر التفت تناظره وصد بنظرته ولف ظهره والتفت من سمع الزنزانه تفتح ودخلت هيام المكان الي عمرها ماتخيلت نفسها تكون فيه او يجمعها شيء فيه لفت عيونها وهي تشوف الي معها بنفس المكان وكلهم يناظرون فيها وتسمع الاصوات حولها ياحرام صغيره الله واعلم وش جريمتها غمضت عيونها وبللت شفايفها وقامت لها وحده من الي جالسين
ومسكت كتف هيام وفزت هيام من لمستها لها وجلست تسمي عليها
انا رغد اعتبريني صديقتك بالمكان هذا
وابعدت هيام ترجع ورا
رغد : اهدي ماراح المسك بس اهدي شفتي هذاك المكان فاضي سريرك انا فوقك وانتي تحت تمام تعالي وصارت تمشي مع هيام وجلست هيام على السرير ترجف من خوفها خوف المكان وخوف الي فيه وناظراتهم لها جلست عليه ورجعت كلمه خالد تتردد عليها بتتعفنين بالسجن وكل كلمه قالها له ورجعت تمر عليها تفاصيل الموقف وكلام خالد يوم قال لها انا الي دخلت نمر السجن وانا الي خليته يناصب ودخلته المستشفى وخليتك تمسكين حالته وانا الي عرفتك على نايف وانا الي زوجتك فيه وخليتك تاخذينه وتعمدت اطلبك بين رجال المجلس علشان مايكون لابوك ونايف مجال للرفض وانا الي كنت بذبح ابوك وتعمدت ادخله المستشفى الي تشتغلين فيه ودخلته عليك وهو مغرق بدمه وخليته يتنازل عن القضيه وهددته فيكم وانا الي حرقت بيتكم وانا الي احترقت يد امك بسببي وانا الي كنت ناوي اضيع شرفك منك واخليك ماتسوين ريال انشدت عروقها تتذكر وقتها انها ماكانت تبي شيء غير انها تاخذ روحه ورجعت تمرعلى ذاكرتها كل شيء صار لها مع نايف من اول يوم طلت عليه بالابيض لوقتها الحالي المخيم البلكونه المشتل الى لحظه اعترافه لها بحبه الى لحظه طلاقها منه وكلها بكفه وجيته هالصباح غير دخلته بيتهم ووقفته قدامها بكفه ثانيه وكانه ماصدق باعترافه و نزلت راسه على يدها وهي تكلم نفسها كذاب اشششششش كذاببب كذاب كذاب
الله ياخذك الله ياخذك كذاب كذاب كذاببببب قامت لها رغد وهي تشوفها حالتها الغريبه وتردد كلام مو مفهوم وتهز رجلها بالارض وراسها بين يدها قامت وصبت لها كوب مويه وتوجهت لها ووقفت عندها وصارت تتكلم معها بس ماكانت ترد عليها ماحست رغد الا بالكوب يتكسر بالارض من رفعت راسها هيام ودفت رغد وطاح الكوب من يدها صارت تبكي وتصرخ بكذاببببب ابعدو عنها كلهم من منظرها الي مخيف جدا لهم صراخها وتكرارها لنفس الكلمه ارعبهم عيونهم عليها وحزنو على وضعها مشت لها رغد وصارت تمسكها وتحاول تهديها وتسمي عليها لين هدت هيام رفعت لها المفرش ودخلت هيام بداخله بعد ماانتهت طاقتها بصراخها حطت رغد يدها على راسها وهي تقرا عليها لين نامت هيام من تعبها ..........