UPSIDE-DOWN 2

32 4 0
                                    

يناور بدراجته كما لو أنها ثعبان لا قطعة معدن ..يعبر السيارات باحترافية فائقة و هو يزيد سرعته كل ثانية إلى أن بلغ مبنا شاهقا فركن الدراجة في الجهة المقابلة من الرصيف و ترجل خالعا خوذته لتظهر عيناه الملونتان..خلل اصابعة بين خصلات شعره الاشقر و وضع الخوذة على مقعد الدراجة بعدها اتكأ عليها ثانيا إحدى ساقيه و اخرج علبة سجائر ..وضع واحدة بين شفاهه و فرقع أصابعه فاشتعلت من تلقاء نفسها..اخذ نفسا عميقا منها ثم رفع رأسه و نفثه في الهواء فسمع صوت حصاة قد وقعت من المبنى المقابل له و تلتها أخرى إلى ان انهدم المبنى دفعة واحدة و سوي بالأرض كما لو أنه لم يكن يوما ..اتسع جانب فمه بابتسامة راضية قاطعها رنين في هاتفه بإسم "بوني"..فتح الخط ليسمع ثلاث كلمات لا رابع لها《دايمن..لقد استيقظت 》..ابتسمت عيناه قبل أن تفعل شفاهه بسخرية فأغلق الخط و امتطى دراجته منطلقا بين الشوارع إلى أن بلغ طريق الغابة فاتخذ الطريق الترابي الذي يوصل إلى أعماقها و بعد دقائق وصل قصرا كبيرا مبني على الطراز القديم بسقوف قرميدية خضراء داكنودة و جدران مزينة بالطوب الأبيض و البرتقالي اضافة الى الاشكال الاسفلتية التي تزين جوانب النوافذ و حواجز الشرفات إضافة إلى منحوتات فرسان عند الدخل و تمثالي غولين عملاقين عند الباب...دخل الممر الذي تزين جوانبه مصابيح أرضية على شكل كرات..ركن الدراجة و بمجر أن اقترب من الباب الحديدي فتح من تلقائيا فدخل و سار ..بداية كانت الارضير رخامية مع تقدمه بلغ سجادا احمر مزركشا بتفاصيل ذهبية و الذي يمتد على طول الدرج ذي الدرابزين الخشبي اللامع و يوجد على عموديه تمثالان يحملان مصباحين..استغرب من ظلمة المكان لكنه هز كتفيه بعدم اكتراث و صعد نحو الطابق الثاني ثم انعطف شمالا ليجد باب الغرفة التي يقصدها شبه مفتوح قدخل دون مقدمات ليجدها جالسة على جانب المكتب و هي تعقد ذراعيها أمام صدرها بينما تراقب البدر بخضراوتيها اللامعتين فقال ساخرا:و أخيرا استيقظت..بعد أن تركت كل العمل علي
نظرت له بوجه خال من التعابير لكن عينيها كانتا تلمعان بشدة فتسارعت نبضات قلبه حد الجنون و شعر و كأن صخرة قد وضعت على صدره فخانته ساقاه ليسقط أرضا و هو يتلوى ألما إضافة إلى عروقه التي برزت و جسده الذي صار أحمر مائلا للزرقة فقال بصوت مخنوق:ك..كارولاين..توقفي
ابعدت نظرها عنه و عادت لمراقبة البدر قائلة ببرود:الزم حدك و لا تغتر بنفسك ..لا تنس انك خادم لا أكثر
سحب جسده بعد جهد جهيد و رفعه ليجلس على الاريكة ثم قال بعد ان زال ألمه و قال:متقلبة كعادتك..ما سبب مزاجك العكر هذا
قلبت عينيها بملل و بدأت تسير بقدمين حافيتين مغادرة المكتب بينما تتطاير خصلاتها الصهباء التي تصل إلى نصف ظهرها و كذلك فستانها الأحمر الطويل المفتوح حد ركبتها  بفعر الرياح القادمة من النافذة و قالت:هذا لأني رأيت وجهك القبيح
تبعها قائلا بانزعاج:ما بالك استيقظتي قبل دقائق و الآن تشت...
قاطعه إغلاقها باب غرفتها في وجهه فابتسم وقال:إذن فهي بخير
ثم وضع يديه في جيبي سرواله و أكمل تجوله في القصر
《♣︎◆♣︎◆♣︎◆♣︎◆♥︎◆♣︎◆♣︎◆♣︎◆♣︎》
استيقظت و جهزت الإفطار ثم شغلت التلفاز لتجد به خبرا عاجلا فرفعت الصوت[و في أخبار وصلتنا من مركز الشرطة فقد ارتفع عدد الجثث الى سبع و ثلاثين حيث وجد أمس خمس عشرة جثة منها جثثا طفلين و لا الشرطة تبحث عن هذا الوحش المتسلسل و تدعو السلطات السادة المواطنين إلى اخذ الحيطة و الحذر و التبليغ عن اي مشتبه به و الان مع الأخبار الاقتصادية...]اطفأت سيبل التلفاز و نادت إلينا لتظهر من الغرفة مجهزة نفسها للخروج فعقد الكبرى ذراعيها أمام صدرها و قالت رافعة حاجبها: إلى أين يا آنسة؟
وقفت المخاطبة أمام المرآت و هي تعدل خصلاتها البنية على جبينها و جانبي وجهها و أجابت: لدي موعد مع كيفن
تحولت معالم سيبل المستغربة إلى أخرى منزعجة و قالت:كيفن مجددا..ماذا قلت لك عنه؟
اتجهت إلينا نحوها و قالت ببراءة:لكني احبه و هو كذلك كما انه شاب لطيف و مهذب...و أيضاعلي المرور ببعض التجارب كي اكسب خبرة في الحياة..ارجوك....ارجوك ارجوك
قالت الأخيرة و هي تقفز أمامها كطفل يريد حلواه فأرخت الكبرى عقدة حاجبيها باستسلام و قالت متنهدة :حسنا ..لكن...
قاطعتها إلينا بوقوفها   قفة عسكرية مؤدية التحية و قالت:لكن لن نتقرب من بعضنا و سنحافظ على مسافة الامان بيننا و علي العودة قبل السابعة مساء ...مفهوم سيدي
انفجرت سيبل ضاحكة على تصرفاتها الطفولية فقالت الأخرى بصوت بريء:هل استطيع الخروج الآن
هزت سيبل رأسها موافقة فقفزت لتطبع قبلة على خدها بعدها حملت حقيبتهاو خرجت قائلة:احبك اختي
فجلست إلى طاولة الافطار بعدها جهزت نفسها و اتجهت إلى المقهى لكنها بمجرد أن دخلت المطبخ أسرعت نحو الحمام فتبعتها إحدى النادلات بقلق لتجدها تتقيأ فأسندتها عليها و غسلت وجهها فابتسمت لها بشكر و قالت:لا داعي للقلق..إنها حساسيتي من الثوم و المطبخ يعج برائحته
لوت الفتاة شفتيها بتفكير ثم قالت:لدي فكرة..ما رأيك أن آخذ مكانك في المطبخ و أنت تأخذين مكاني في طاولة المشروبات..و لا مجال للرفض
هزت سيبل رأسها موافقة ثم نهضت متوجهة نحو مكانها لتفعل الفتاة المثل فمر يومها بين تقديم العصير و القهو و ما إلى ذلك من مشروبات و أثناء حملها لصينية كان بها عصير إحدى الزبونات راودها الدوار مجددا فسكبته عليها لتبدأ هذه الأخيره بالشتم و السب غير مكترثة للتي سقطت أمامها دون حراك فاجتمع كل من كانو هناك و ركض كيد ليعرف ما يحصل فجثى على ركبتيه بجانب سيبل ثم رفع رأسها بذراعه و بدأ يصفعها برفق محاولا ايقاظها لكن دون جدوى فقد استمرت في ترجمة غضبها إلى شتائم و إهانات فرفع رأسه لها و قال بأدب:آنستي ... هلا هدأت ارجوك
ازداد غضب الزبونة بعد جملته و أجابت: لا لن أهدأ قبل ان تدفع هذه الخرقاء ثمن فستاني
كان صدر سيبل يعلو و يهبط بعنف إضافة إلى تعرقها الشديد و صراخ الزبونة الذي لا يتوقف و تهامس الزبائن فصرخ بغضب:اصمتوا جميعا ...الفتاة تموت امامكم و انا واثق انه لا احد منكم اتصل بالاسعاف ...اما انت يا كارولاين فإن لم تفيدي فتوقفي عن النباح فوق رأسي أو انقلعي
اتسعت عيناها بصدمة سرعان ما تحولت إلى نظرة ساخرة و جثت على ركبتها مقربة وجهها من وجهه و قالت بتوعد:ستدفع ثمن كل كلمة نطقها لسانك القذر لدرجة أنك ستتمنى الموت
غمزت له و نهضت ثم خرجت بعد ان حملت حقيبتها امام أنظار كل الحاضرين ليسمع بوق سيارة الإسعاف التي نقلت مباشرة إلى قسم الانعاش
: يراقبها من النافذة الزجاجية و اخرج هاتفه ثم ضغط على بعض الاودظرار لكنه لم يستطع الاتصال بسبب إلينا التي كانت منهارة من خوفها على اختها فبدأ يهدرها و يواسيها
يعد إصرار كبير منها سمح لها الطبيب بمغادرة المشفى مساء على مسؤوليتها فعادت إلى منزلها محاطة بكيد و إلينا اللذان تظهر عليهما ملامح القلق جلية فابتسمت و قالت ملطفة الأجواء: ما هذا القلق لقد كانت نوبة حساسية فقط انا بخير
تركتهما و ذهبت إلى الاريكة فهم كيد بالخروج لكنها منعته قائلة:لن تذهب قبل تناول العشاء..ماذا سيقول عني الناس[تركت اخاها الصغير يغادر المنودزل دون ان تقدم له وجبة عشاء حتى]تؤ تؤ عيب
عقد كيد حاجبيه بانزعج مصطنع و قال:توقفي عن مناداتي بالصغير..عمري اثناء و عشرون
فاجابته مشيرة لنفسها:و أنا خمس و عشرون مما يعني اني أكبر منك و الان اجلس و كفاك مماطلة
تنهد بقلة حيلة و قال:حسنا ..ساذهب إلى الحمام و أعود
هزت كتفيها بلا مبالاة بينما تقلب قنوات التلفاز فدخل الحمام و بجرد ان أغلق الباب انهار في مكانه و قد انقطع نفسه و تسارع قلبه إضافة إلى رؤيته التي صارت ضبابية فجر نفسه إلى كرسي الحمام و بدأ يتقيأ دما أسود فأومأ بيده ببضع حركات و وضعها على قلبه و اتكأ على الجدار و هو بالكاد يلتقط أنفاسه و قال:تبا..ليس وقتك الآن
أخرجه من شروده صوت طرق خفيف على الباب تلاه صوت سيبل قائلة بقلق:كيد..هل انت بخير؟؟
أجابها أنه على مايرام فأردفت: اسرع فقد جهزت إلينا الطعام
سمع خطواتها تسير مبتعدة فاستجمع قوته و نهض ثم نظف الدماء و خرج و كأن شيئا لم يحدث و جلس إلى طاولة الطعام معهما قائلا بحماس:يااه ماهذه رائحة المعكرونة شهية جدا...جعلت لعابي يسيل
تحمحمت إلينا و قالت بغرور:طبعا ستكون شهية فأنا من اعدتها
طالعها بنظرات مستفزة و اجاب: إن كان الامر هكذا فلن آكل..لا زلت صغيرا هلى الموت
بدت معالم الانزعاج على وجه إلينا و قالت:اسمع يا وغد ..إن لم يعجبك الطعام فلا احد وضع السيف على رقبتك و جعلك تتناوله قصرا لذلك اصمت خير لك
قرص خدها بلطف و قال مستفزا:انظروا إلى الاطفال عندما بغضبون
ضربت الطاولة بغضب و قالت بغضب مكتوبت راصة على أسنانها:سيبل..الأفضل له أن تسكتيه
كانت الكبرى تجلس بينهما و هي بالكاد تكتم صحكتها فاجاب بدلا منها:و ماذا ستفعلين إن لم اسكت..هل ستبكين و تبداين بضرب الارض ام ستقولين اني اخذت لعبتك؟؟
لم تعد تطيقه فانقضت عليه لكنه هرب منها و هي تلاحقه متوعدة إياه بالجحيم فخرج و أغلق الباب خلفه لتتبل ابتسامته إلى تعابير ملؤها التعب و الألم و استند على الجدار بينما بالكاد يتطيع ان يخطو فجلس على أولى درجات السلم و اخرج الهاتف من جيبه بيد مرتعشة و طلب الرقم بصعوبة بسبب رؤيته الضبابية فقال بمجرد أن تلقى ردا:ال..الخ..الختم يضعف..مع...مع كل لحظظة تمر..الخ..الخطر يزداد..ع...علينا إيجاد ح..حل ما..ق..قبل حلول الكارثة
نطق كلماته بصعوبة فكل جزء من جسده كان يؤلمه بشكل لا يطاق و كأن كل كلمة ينطقها يشعر بروحه تخرج معها
.
.
.
.
.
.
.
.
اذن ما توقعاتكم للقادم و لا تبخلو علي بالنجوم و التعليقات

بحبكم
سلاماتووووووو 💗💓💞✨️❣️💖💘💕❤️

UPSIDE-DOWN رأسا على عقبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن