UPSIDE-DOWN 3

21 2 0
                                    

FLASH BACK <قبل 225 سنة>
يجري في الغابة التي تلتهم النار اخضرها و يابسها ..حيوانها و جمادها دون تفريق او شفقة ...بينما تلاحقه تلك الشياطين رامية إياه باسلحتها و نيرانها بينما يناور و يردها لهم بكرات سحرية و حواجز لكن بصعوبة بسبب تلك الرضيعة التي تبكي في حضنه..هوت إحدى الاشجار المحترقة أمامه سادة مسار هربه فقغز فوقها و أكمل
كانت الحرارة تزيد الم حرق جانب وجهه الأيسر اضعافا مضاعفة حد الجحيم كما ان جسده قد بدأ يضعف لكنه يأبى الانهيار فقد وضعت سيدته رضيعتها في عهدته و عليه ايفاء دينه
بعد أن تأكد من أنه قد ابتعد عنهم بمسافة جيدة..اختبأ خلف صخرة و جلس ليلتقط انفاسه التي انقطعت..مزق عباءته السوداء و لفها حول وجهه المصاب بشكل فوضوي بعد ان أحاط نفسيهما بقبة حاجزة و حاول تهدئة الرضيعة لكن دون جدوى فقد كان الجرح الذي على ذراعها الغض مؤلما لها فرسم دائرة على الارض تتوسطها نجمة خماسية و امسك بعض الحشائش محولا اياها إلى شموع و واضعا إياها على رؤوس النجمة الخمس ثم وضع الرضيعة في وسط تلك الدائرة و اغمض عينيه مرددا ترنيمة غريبة لمعت معها يداه و العلامة
احتشدت الشياطين حول القبة و بدأت تضربها بمخالبها و تقضمها بأنيابها مزمجرة بغضب لكنها لم تحرك في الساحر ذرة خوف..فتح عينيه فجأة لتتوهجا بنور أحمر ساطع انفجر معه الحاجز مسببا تفتت الشياطين ثم حمل الرضيعة و أكمل ركضه
FLASH NOW
انهت دوامها في المقهى فقد عادت له بعد مرور يومين من إصابتها..شرحت بجمع حاجيتها فشعرت بهاتفها يهتز في جيبها..اخرجته و ردت واضعة إياه على مكبر الصوت و قالت:ماذا تريدين؟؟
اجابتها الينا بصوت غريب و كأنها بالكاد استيقظت من نومها:أختي..انا أحبك كثيرا كثيرا
أوقفت سيبل مكبرة الصوت و جلست على المقعد الخشبي ممسكة الهاتف و قالت:أين أنت؟؟و لماذا تتحدثين هكذا؟
اجابتها الصغرى بنفس النبرة متجاهلة سؤالها: أنا استمتع كثيرا..ليتك كنت معي
اتكأ سيبل بكوعها على ركبتها ممسكة ما بين حاجبيها و قالت بانزعاج:أنت ثملة..كم كأسا شربتي؟
بلغتها همهمة من الطرف الآخر تلتها قهقهتها قائلة: ليس الكثير..خمس عشرة كأسا فقط
تنهدت بغضب معيدة خصلاتها الحمراء المتمردة خلف أذنها فحل صوت رجولي مكان صوت إلينا الثمل و قال:سيبل أنا كيفن..لا تقلقي إنها معي
"و هذا ما يخيفني"خطبت نفسها بها ثم اجابته:اين أنتما؟ و من معكما؟
مرت ثوان لتسمع:نحن في حانة بجانب الجامعة..نقيم حفلا مع بعض الرفاق و سأعيدها إلى المنزل عندما ننتهي
تنهدت بعد تفكير و قالت:حسنا..أثق بك فإن كان حبك لها صادقا حتما لن تؤذيها..عدني انك ستعيدها إلى المنزل سالمة
وصلها جوابه بالايجاب فودعته و قلبها منقبض بشدة و كأن شيئا سيئا سيحصل..تجاهلت هذا الشعور بذريعة أنه وساوس لا اكثر ثم حملت حقيبتها و خرجت لتجد كيد واقفا عند الباب ينتظرها فقفزت واضعة يدها على صدرها بذعر و قالت غاضبة:اللعنة..لقد اخفتني
ابتسم على شكلها المرعوب و قال:الذنب ليس ذنبي فأنت من كنت شاردة..أين ذهب عقلك؟
أخذت نفسا عميقا و بدأت تسير أمامه فلحقها قائلا:ألست أخاك..شاركيني همومك
احكمت قبضتها على حزامي حقيبتها المتدليين على كتفيها و قالت:إنها إلينا..اقامت حفلا مع اصدقاىها و هي ثملة الآن..أخاف ان يستغل كيفن او احد الشباب الوضع و يفعل سوءا بها..تبا رأسي سينفجر
قالتها مبعثرة شعرها بضياع فربت كتفها مجيبا:أليس كيفن حبيبها؟؟..طبعا لن يؤذيها
حنت رأسها بضياع لكنها نظرت له باستغراب عندما قال:لكني نتفاجئ
استمرت في النظر له منتظرة تتمة جملته فأكمل: متفاجئ كيف تكنين كل هذه المشاعر لفتاة لا تربطك بها صلة دم أو قرابة
ابتسمت سيبل على جملته و قالت:لا داعي للتفاجئ..رغم أنها اختي بالتبني إلا اني احسها شقيقتي فقد كانت تدافع عني و تحميني رغم انها تصغرني سبع سنوات و أنا من يجدر بي حمايتها..لم تشعرني يوما اننا لا نقرب بعضنا شيئا بل إنها كانت دائما حضني الدافئ و ملجئي الوحيد
كان ينصت لحديثها دون ملل سعيدا بازاحته الهم عن قلبها..سرعان ما وجدا نفسيهما امام محطة القطار فقال بقلق: أمتأكدة من هذا العمل؟
هزت كتفيها بجهل و قال متنهدة:أنا أيضا لا أحبه لكنه يؤمن لي قوت يومي..لذلك ساتابع إلى أن أجد ما هو أفضل
ثم عانقته قائلة:شكرا لك أخي
انفلتت قبل ان يضم ذراعيه حولها و لحقت القطار و اشارت له من النافذة مودع
|■□■□■□■□■|
كان حفل هذا المساء صاخبا جدا..كيف لا و هي في إحدى أفخم فيلا فيكاس..كما ان اغلب الفتيات اللواتي يعملن معها قد اختفين.. لطالما كرهتهن لأنهن يفعلن أي شيء لأجل المال حتى لو كان بيع عرضهن لأي رجل غني يقابلنه لدرجة انهن وسمن النادلات وسمة العار التي عرفن بها و لطالما جاهدت كي لا تكون منهن
اثناء نزولها من الطابق العلوي لمحت ذات الشعر الاحمر تخرج من إحدى الغرف فتجاهلتها مكلة طريقها لكن ذراع الأخرى قد اوقفتها إضافة إلى قولها بنبرة ساخرة: يبدو أن أجرة المقهى لا تكفيكي لذلك قررت مزاولة هذه المهنة
تراجعت سيبل خطوتين كي تصير مقابلهما و أجابت مبتسمة: عذرا عزيزتي لكنك مخطئة فأنا لا أحب دخول معارك خاسرة..و الواضح انه لا يوجد من ينافسك على عرش العاهرات
قالتها مشيرة لملابسها الفوضوية و احمر شفاهها الذي ساح على وجهها..حاولت سيبل إكمال طريقها لكن كارولاين امسكت شعرها بغضب فانفلتت منها و امسكت ذراعها لتبدأ حدة شجارهما فقامت سيبل بدفع كارولاين لتسقط من الدرج
وضعت سيبل يدها على فمها شاهقة بصدمة ثم نزلت مختبئة خلف الدرابزين لكنها تفاجأت بها تنهض نافضة ملابسها دون خدش يذكر مع لنها سقطت من الطابق الثالثبدأت عينا كارولاين في اللمعان و هي تتنفس بغضب بينما نمت اظافرها لتصير مخالب..لكن دايمن أنقذ الموقف بامساكه يديها لأنها إن غضبت فإنها ستهد تدالمكان فوق رؤوسهم فاقترب من اذنها و همس:لقد حظينا بوجبات جيدة اليوم..ما رأيك ان نعود إلى القصر الآن؟
التقت عيناها الغاضبتان بعيني سيبل الخائفة فهزت رأسها و حركت شفاهها تتوعدها بالجحيم بعدها غادرا
سرعان ما عادت إلى عملها لكن عقلها لا زال غبدير مستوعب لكيفية نجاة تلك الفتاة فأخرجها من شرودها صوت صراخ صادر من الطابق الثاني..صعد بعض الشباب فتبعتهم لتتفاجأ بفتاة تدفن رأسها بين كفيها و شاب يجلس أرضا و قد خطفت ألوان وجهه من الرعب فأطلت بحذر لتضع يدها على فمها و تتراجع بضع خطوات مفزوعة من المشهد
.
.
.
.
.
.
هاي اذن في رايكم ماذا رأت و ماسر ذات الشعر الاحمر
لا تنسو التصويت و التعليقات فهي علانة اعجابكم بالرواية
احبكم
سلاماتووووووو

UPSIDE-DOWN رأسا على عقبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن