وقفت أمام ذاك المنزل و هي تفرك يديها بتوتر..كيف لا و هي تقف الآن أمام بيت الرجل الذي اعتبرته والدها لكنه رماها خارج المنزل دونما رحمة أو شفقة بسبب كذبة قد صدقها..تقدمت نحو الباب..رفعت يدها لجرس الباب و ترددت في كبس الزر لكنها استجمعت شجاعتها أخيرا و رنت و بعد لحظات سمعت صوت قفل الباب فتسارعت دقات قلبها...انفتح الباب و ظهر من كان خلفه لتجدها امرأة في منتصف العشرينات من عمرها التي قلبت ابتسامتها عبوسها بمجرد أن رأت وجهها و اتكأت على الباب بتكبر قائلة:هذه أنت..ماذا تريدين؟
لم تكترث سيبل لكلامها الذي يعبر عن كرهها لها و أسلوبها النزق فقد إعتادت هذه المعاملة من ابيها نفسه فما بالك بزوجته..تنهدت بضيق و قالت بنيرة باردة:هل أبي موجود؟
قلبت المرأة عينيها و بملل و عقدت ذراعيها قائلة:كم مرة علي أن أخبرك أنه مسافر و لن يعود إلا..
قاطع كلامها صوت رجولي صادر من خلفها و الذي تبين أنه لرجل في أواخر الأربعينات قائلا:حبيبتي..من الطارق؟؟
تجهم بدوره فور رؤية جوابه واقفا أمامه فقال بانزعاج:لماذا أتيت مجددا؟..ألا تفهمين الكلام؟
دست يديها في جيب سترتها و قالت:أريد الحديث معك
أمر الرجل زوجه بالدخول و أشار لها بالحديث فقالت بتوتر:أبي..لا أعر...
قاطع حديثها لاكما الباب بقبضته مما جعلها تفزع و نهرها راصا على أسنانه:أنا لست أباك و لا يشرفني أن أكون أبا للصة متشردة نكرة مثلك...إياك أن تناديني بهذا الاسم مجددا
انتظرته إلى أن انهى كلامه و قالت مشيحة بوجهها:إلينا..لقد قتلت
نظرت له منتظرة ردة فعله لكنه رد ببرود و كأن من ماتت كانت نملة لا أكثر: اممممم و إن يكن
تفاجأت من جوابه و رددت بغضب:و إن يكن..أقول لك ان ابنتك التي انتظرتها سبع سنوات قد قتلت و أنت تقول لي إن يكن
ختمت جملتها بامساكها إياه من ياقته و قد بدأت عيناها تلتمعان غضبا لكنه أجاب بما جعلها تصدم:هي لم تعد ابنتي منذ أن فضلت العيش مع دنسة على أن تعيش في كنف أبيها و حمايته
ارخت قبضتها مصدومة من كلامه فخلع يديها عن ملابسه و قال:ضميري مرتاح لأني قمت بواجبي كأب على أكمل وجه بل أنت المخطئة لأنك لم تقومي بواجبك الذي يتمثل في حمايتها..بتعبير آخر أنت سبب موتها و ليس أنا
تركها في صدمتها و وقف خلف الباب ليغلقه و قال:اعذريني فعائلتي تنتظرني..أرجو ألا تزعجيني مرة أخرى و إلا فعندها سأجعلك تندمين
ثم أغلق الباب..شعرت بكلماته تنساب من اذنيها نحو كل خلية من دماغها..هل يعقل أن كلامه صحيح؟هل يعقل أن سعيها خلف المال و تقصيرها اتجاه اختها هو حقا ما تسبب في موتها..بعد لحظات تخلل مسمعها صوت طفل صغير صادر من المنزل قائلا:أبي..من كان الطارق؟
تلاه صوت ابيها مجيبا:مجرد متسول
الطفل ببراءة: لكن..بما أنه متسول ألا يجدر بنا مساعدته؟
الأب: صغيري..هناك أشخاص في هذا العالم ظاهر التسول و العوز لكن باطنهم عبارة عن شياطين بشرية لا تستحق حتى أن تنظر إليها لأنك إن فعلت فإنها ستستغلك حتى النخاع و عندما تنتهي منك تخونك و تترك في خيبة أمل قاتلة
ارتدت قلنسوة سترتها و دست يديها في جيبها بينما قلبها قد تمزق إلى أشلاء..بدأت تسير بضياع متذكرة أيامها مع إلينا فلطالما كانت تهرب من المنزل لزيارتها و لطالما كانت حنونا معها..أول كلمة نطقتها كان اسمها و أول خطوة خطتها كانت نحوها..صحيح أن سكان العالم يكادون يبلغون الثمانية مليارات لكنها تشعر نفسها في ارض قاحلة لا حياة فيها ..وحيدة في صحراء خالية تمتد لأميال و أميال حد اللانهاية ..مسحت عينيها من طبقة الدموع التي غلفتها و قطعت الطريق مع المارة بمجرد أن صارت إشارة المشات خضراء لكن ايقظها من شرودها صوت بوق شاحنة فالتفت لتجد أن عجوزا لا زالت عاقة وسط الطريق و قد صارت إشارة السيارات خضراء..التفتت يمينا و يسارا لكن ما من مهتم لها فركضت نحوها و حاولت التسريع من مشيها لكن دون جدوى فالمسكينة ضعيفة و متقدمة في السن بالكاد تخطو خطوتها و الشاحنة تقترب بسرعة و لا تتوقف عن إطلاق صوت بوقها...اقترب الشاحنة كثيرا و لم يعد هناك وقت لابعادها و سحبها بعنف قد يؤذيها و إن تركتها ستلقى حتفها ...كانت تحاول إيجاد حل لإنقاذ تلك العجوز المسكينة بينما الثواني تمر متسارعة إلى أن راودتها فكرة مجنونة و هي أن تتلقى الضربة بدلا منها فبكونها مصاصة دماء فإنها لن تتأثر كثيرا..و بالفعل نفذت خطتها حيث عانقت العجوز و أغمضت عينها مصلية أن تنجح خطتها..لحظات و على صوت الاصطدام ليحدث ما لم يكن متوقعا البتة
.
.
.
.
.
.
.
كان هذا البارت لتوضيح أحوال سيبل العائلية
ترى ما الذي حدث؟
و ايضا ما رأيكم في فكرة سيبل و والدها و نهاية البارت
في البارت القادم سيحدث قتال بين سيبل و أحد شخصيات القصة إضافة إلى كشف شيء ما
و اخيرا سلاماتووووووو 💗💓💞✨️💜❣️💖💘💕❤️
أنت تقرأ
UPSIDE-DOWN رأسا على عقب
Vampireماذا لو كنت هجينا من دمي جنسين او استيقظت يوما ما لتجد نفسك صرت مخلوقا لم تكن تصدق حتى بوجوده و تعتبره لسطورة فقط بل و تجد ان من يحيطون بك لهم علاقة بماض دفين لا تملك عليه أدنى فكرة هذا هو السؤال الذي طرحته بطلتا قصتنا و تتساءلان كيف تحولت حياتنا...