UPSIDE-DOWN 7

5 2 0
                                    

UPSIDE-DOWN 7
بمجرد أن اختفى البقية عن الأنظار استدارت له قائلة:هيا اشرح لي..آلمني رأسي من هذه المعمعة
جلس على آخر عتبة في الدرج و أشار لها بالجلوس جانبه ثم قال:عديني أولا أنك لن تغضبي
تنهدت بنفاذ صبر و أجابت:إن لم تجبني أنت فعندها سأغضب حقا..الأفضل لك ألا تماطل أكثر
قوس شفاهه بتفكير و نطق:في الواقع عمري الحقيقي ليس اثنين و عشرين بل مئتان و سبع و أربعون
انصدمت من عمره الحقيقي و قالت:و لماذا لم تخبرني عن حقيقتك منذ البداية؟
بدى عليها الغضب منه فقال مشيحا بنظره عنها:لقد كنت أحاول حمايتك
ضحكت بسخرية و قالت:كذبت علي لتحميني ..ما هذا التخبيص..لقد كنت أثق بك لكنك أخفيت عني نفسك..من يعلم..ربما حتى كيد ليس اسمك الحقيقي..ربما آرثر أو سباستيان أو...
قاطعها قائلا بغضب سرعان ما صار نبرة هادئة:لدي أسبابي..كما لديك أسباب للعمل بعملين معا لدي أسبابي كي أخفي عنك من أكون..لكن كل ما تبقا صحيح و لم اكذب عليك فيه
تنهدت متظاهرة التفهم لكنها لم تغفر له كذبه فأشاحت بنظرها عنه قائلة:أخبرني ماذا حدث تلك الليلة؟؟
أخذ نفسا عميقا ليضبط أعصابه و استرسل:عندما غادرت الفيلا التي كنت تعملين بها لحقتك لكن يبدو أنك خفت مني فدخلت الزقاق و هناك هاجمك متوحشون و امتصو دمك..حاولت انقاذك مستخدما دمي لكنه لم يجدي نفعا لذلك لجأت لكارولاين كي تحولك
بعد كلامه تذكرت مشهد الحادث فاقشعر بدنها بخوف و قالت ضامة جسدها بذراعيها:لم أكن أصدق وجود مخلوقات همجية وحشية كهذه...تبا..إنه فلم رعب واقعي
ثم أمسكت يده قائلة:أرجوك..خذني كي أطمأن على إلينا..قلبي يخبرني أنها ليست بخير و لاسيما بوجود هذه المخلوقات
بدا عليه التردد و قال:ليست فكرة صائبة
استغربت من كلامه و رفعت حاجبها قائلة:رؤية أختي ليست فكرة صائبة..فانتبهت لنظراته و أضافت:كيد...أنا أعرف هذه النظرات جيدا..ماذا تخفي عني أيضا؟
حاول تغيير الموضوع لكن ألما قويا إجتاح جسده فوقع أرضا..انحنت إليه مذعورة لكنه سرعان ما اعتدل في جلسته بعدما اختفى الألم و قال مترددا:في الواقع..لا أعرف من أين ابدأ لكن...
قاطعته صارخة بنفاذ صبر:لا تتلف أعصابي هكذا..أخبرني مباشرة
"حسنا حسنا"نطق كيد مشيرا لها بأن تهدأ و أضاف  :هل تذكرين الجثة التي كان يتغذى عليها أولئك الأوغاد؟لقد كانت لإلينا
صعقت من الخبر و أحست أن العالم بأكمله يدور من حولها مرددة بعدم تصديق بينما كلام كيد لا ينفك يتردد في أذنيها فتعلقت بملابسه قائلة برجاء:أرجوك خذني كي أرى جثتها..لم أودعها حية لذا فأرجوك دعني أودعها ميتة ..أرجوك
انهارت بالبكاء مع آخر كلماتها فأمسكها..حاول بداية ردها لكن الأفضل ألا يفعل و في رمشة عين وجدا نفسيهما في مستودع أموات المستشفى..لم تلقي بالا لطريقة و سرعة وصولهما بل أول ما فعلته هو قراءة بطائق التعريف المعلقة على أبواب ثلاجة حفظ الأموات...قرأتها مرارا خوفا من أنها نسيت قراءة أحدها لكن دون جدوى فإسم"إلينا بينيت"غير مدرج البتة...نظرت له منتظرة التوضيح فقال بحزن بينما ينظر إلى صندوق تبريد موضوع في ثلاجة حفظ الأعضاء:إنها ليست قطعة واحدة حتى يخصصو لها رفا خاصا
لم تستوعب كلماته فاتجهت مهرولة نحو الصندوق و فتحته لتجد رأس إلينا موضوعا به مرفوقا ببقايا أطرافها و أعضائها..وضعت يدها على فمها مانعة صرختها و بدأ جسدها ينخفض شيئًا فشيئا إلى أن سوي بالأرض كما أن غصة قد ألمت بحلقها مانعة الهواء من دخول رئتيها فاحتضنها كيد بين ذراعيه ليواسيها فأمسكت قميصه معتصرة إياه بين يديها بينما يربت هو على رأسها إلى ان أفرغت خزان دموعها راجية بذلك إفراغ خزان آلامها معه لكنها غير مصدقة لما حصل..كيف لفتاة تجاوزت الثامنة عشر قبل أشهر معدودة أن تموت ميتة بشعة كهذه..ما الذنب الذي ارتكبته كي تكون آخرتها هكذا..هدأت بعد نصف ساعة من البكاء أما كيد فقد شكل حاجزا حول كامل الغرفة كي لا يزعجهما أحد..نهضت و سارت بهدوء نحو الصندوق الذي يرقد به رفات أختها فقبلت رأسها و قالت: فلترقدي بسلام حبيبتي
ثم أقفلت الصندوق و أعادته إلى مكانه
غادرا المشفى فطلبته أن يتمشيا قليلا لذلك أخذها إلى الغابة كي تستنشق هواء نقيا بدل هواء المدينة العابق بالدخان..عم صمت طويل لا يسمع فيه إلا صوت تكسر أوراق و أغصان الأشجار اليابسة تحت قدميهما و السنفونية التي تعزفها الرياح و حفيف الأشجار تزامنا مع صوت البوم...رغم أن الليلة غير مقمرة إلا أنها كانت تستطيع الرؤية بوضوح و كأنها ترتدي كشافا ثم نظرت نحو كيد و قالت:كيد..من هم المتوحشون؟..لقد أخبرتني أنهم من هاجمونا
هز رأسه و أجاب: إنهم نوع من مصاصي الدماء
نظرت له باستغراب فاجاب السؤال الذي توضحه عيناها:نعم مصاصو الدماء أنواع..أربعة أنواع بالتحديد
و استرسل يشير بأصابعه لترتيب النوع:النوع الأول هم الأصليون و هم ذوو الدماء النقية و هم حكام عالم مصاصي الدماء و ذوو السلطة و النفوذ و سمتهم أن كلتا العينين خضراوتان إضافة إلى قوتهم الكبيرة و مثال على ذلك كارولاين سالفاتور..و النوع الثاني هم الفرعيون و هم مهجنون بين السحرة و مصاصي الدماء أو البشر و مصاصي الدماء و يتم ترقيتهم إلى هذه الرتبة المقربة من الأصليين بناء على عمل بطولي قامو به و مكافأة على ذلك ينالون شرف التحول على يد أصلي و سمتهم ان إحدى عينيهم خضراء أما الأخرى فبلونها الطبيعي
قاطعته سيبل قائلة:كبوني و ذاك الذي لا أعرف اسمه
ضحك على تعابيرها و هي تشير لدايمن بكلامها و تابع:بالضبط ..أما النوع الثالث فهم الهجينون بين البشر و مصاصي الدماء و لهم نفس سمات الفرعيين غير أن أحد والديهم يكون فرعيا و بهذا يكسب الجينات وراثيا أو يتم تحويله إلى مصاص دماء بناء على طلب أحدهم و انا و أنت خير مثال
اشارت لوشمها و لون شعرها و شكلها الذي تغير قائلة:و هل هذا ضمن السمات؟
ضرب جبينه بيأس و قال:بالأمس كان فتح مرطبان مخلل تحديا بالنسبة لك أما اليوم فتستطعين اقتلاع قلب صانع المخلل بثوان و تركزين على هذه الجزئيات البسيطة
أشارت له بيدها أن يتابع فأخذ نفسا و قال:المهم...الأنواع الثلاثة سالفة الذكر تملك قوى خاصة بها فمثلا دايمن يتحكم بعناصر الطبيعة و كارولاين تتحكم بالعقول و أنا الإنتقال الآني..أما النوع الاخير فلا يملكون أي قوى أو عقلا كي يفكرو به فكل ما يقودهم هو غريزة الغابة و تعطشهم القوي للدماء لذلك سمو بالمتوحشين و الأسوء أنه ليس لهم نقطة ضعف واضحة عدا حساسيتهم المفرطة للأشعة الشمس
استغربت سيبل من كلامه و قالت: أليس كل مصاصي الدماء حساسين للشمس؟؟
هز رأسه نافيا و أجاب: لا فبعكس ما تروج له الأفلام فمصاصو الدماء ليسو جميعا حساسين للشمس لكن إن كان الجو حارا فإننا لا نخرج نهارا خوفا من أن تحترق جلودنا بسبب الأشعة ما فوق البنفسجية
سمع صوتا صادرا منها فالتفت ليجدها تتثاءب فقال ساخرا:لم أكن أظن أن  حديثي ممل لدرجة أنك ستحاولين التهرب من كلامي
فركت عينيها بتعب و قالت:لا بالعكس كل ما في الأمر أني متعبة و هذه الأشياء صعبة الفهم..كم اشتقت لذاك السرير المريح
ابتسم على شكلها و قال:لكنك لا تستطيعين النوم فمصاصو الدماء لا يفعلون
رفعت حاجبها باستغراب و قالت:هل نسيت أنك كنت نائما ليومين؟؟
أشار بأنها مخطئة و قال:لقد كنت في غيبوبة بالأصح المهم دعينا نعود إلى القصر الآن
التفتت يمينا و يسارا لتجد أنهما محاطان بالاشجار فقط و لا أثر للقصر فمد يده لها قائلا:هل نسيتي قواي؟؟
وضعت يدها على يده و في رمشة عين كانا في الغرفة فودعها و اتجه نحو الباب لكن نداءها له جعله يستدير فارتمت في حضنه..انحنى إلى جانب أذنها و همس بقلق: سيبل..هل أنت بخير؟؟
فنطقت بهوان و ضعف:كيد..أعمار مصاصي الدماء طويلة جدا أليس كذلك؟؟
همهم دليلا على صحة كلامها فنظرت له بعينين مغرورقتين بالدموع و قالت صوت ضعيف:عدني أنك ستبقى معي و لن تتركني..أرجوك
أحكم ذراعيه حول جسدها الصغير مقارنة بخاصته و قال:أعدك
ابتعدت عنه و مسحت دموعها متصنعة القوة فابتسم و خرج لكن عكر ابتسامه صوتها قائلة:للحظة كنت سأذرف الدموع من هذا المشهد الشاعري
استدار لها ليجدها تستند على الجدار مخالفة ساقيها بينما تتفقد أظافرها و اردفت ساخرة:تعلم أنك لا تستطيع أن  تحبها فالهجينون لا يتزوجون فيما بينهم
قلب عينيه بملل و قال بنبرة باردة سرعان ما صارت مستفزة:لا تقلقي ..لن أكرر نفس خطإك
ثم وضع سبابته على ذقنه بتفكير و قال:آآآ بذكر الأخطاء..في رأيك كيف ستكون ردة فعل الكبار إن عرفوا أن خادمهم المحبوبة قد تم تعذيبه من طرفك؟؟..دون نسيان ملفك الذي صار متسخا جدا
ضربت ساقها بالأرض غاضبة و قالت:من تظن نفسك يا حقير؟؟!!
وضع سبابته على شفاهه و قال:صه أخفضي صوتك..لا نريد افتعال المشاكل في هذا الوقت كما أن سيبل نائمة و لا اريد ايقاظها..المهم أردت إعلامك أن الكبار يريدون تصفيتك و لا تستطيعين الاستنجاد بأمك فكما تعلمين هي لا تختلف عنك كثيرا..في رأيك هل سيكون هذا التعذيب السبب الذي سينهي حياتك؟؟
نطق الأخيرة متظاهرا التساؤل بينما كانت ترص على أسنانها بغضب فتابع و هو يقترب منها مهددا:الأفضل لك أن تبتعدي عني و عن سيبل و عن أي شخص له علاقة بي و إلا فإني اقسم أن نهايتك ستكون على يدي
تركها تغلي في غضبها و غادر القصر
《♣︎◆♣︎◆♣︎◆♣︎◆♥︎◆♣︎◆♣︎◆♣︎◆♣︎》
وقفت أمام ذاك المنزل و هي تفرك يديها بتوتر..كيف لا و هي تقف الآن أمام بيت الرجل الذي اعتبرته والدها لكنه رماها خارج المنزل دونما رحمة أو شفقة بسبب كذبة قد صدقها..تقدمت نحو الباب..رفعت يدها لجرس الباب و ترددت في كبس الزر لكنها استجمعت شجاعتها أخيرا و رنت و بعد لحظات سمعت صوت قفل الباب فتسارعت دقات قلبها...انفتح الباب و ظهر من كان خلفه لتجد...
.
.
.
.
.
.
.
.
سلام شباب..المهم عيدا مباركا سعيدا بالصحة و العافية و طول العمر
ربما هذا أطول بارت أكتبه في حياتي لأنه عبارة عن بارتين و قمت بدمجهما لتعويض التأخير كما أن هناك أشياء كان علي شرحها
إذن ترى ماذا رأت سيبل؟و ماذا عنى كيد بكلمة الكبار و بقوله ان ملف كارولاين متسخ و يطمعون في تصفيتها
و شكرا على السكرات و لا ننسى السكاكر الذين يدعمونني
سلاماتووووووو احبكم ❤️💓💞✨️💜❣️💗💕💘💖

UPSIDE-DOWN رأسا على عقبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن