خرجت من غرفة تبديل الملابس المرفقة لغرفة بوني مرتدية فستان ابيض بتنورة سوداء تصل لنصف فخذها و تكشف كتفيها و قد رسمت عليه نوتات موسيقية و تموجات صوتية بالاسود و بعض البنفسجي المتدرج..طالهت الاشقر امامها باستغراب و قالت:مع احترامي الكامل لذوق بوني لكن...ما فستان العاهرات الذي جعلتني ارتديه؟
نهض من مكانه و قال:لأن المكان الذي سنذهب إليه لن تستطيعي دخوله بملابس الراهبات
زاد استغرابها فقال:لا داعي لهذه الملامح..انت من اراد مرافقتي
تنهدت بقلة حيلة ثم دخلت و خرجت مرتدية نفس الفستان لكن هذه المرة أضافت إليه سروالا جلديا ضيقا و قالت:هيا بنا
نزلا إلى المرآب فوجدت عددا كبيرا من السيارات بين القديمة و ذات الطراز الحديث قرابة الخمسين سيارة...كانت لا تزال مصدومة فايقضها منبه قفل السيارة فلحقته بسرعة و جلست بجانبه...كانت هذه أول مرة ترى فيها المدينة التي عاشت فيها طيلة حياتها..أول مرة تراها و تتمعن اسوارها و مبانيها و اجواءها الليلية الصاخبة..انوارها الساطعة و اناسها المستمتعين فلطالما كانت تمشي حانية رأسها متخفية بقلنسوتها و كل ما تفعله هو الركض..حياتها بين العمل و المنزل و البقالة...لم تشعر بنفسها إلا و هي تقف على مقد السيارة التي لا تملك سقفا و بدأت بالصراخ بسعادة أما هو فلم يرد أن يفسد متعتها..وصلا وجهتهما بعد دقائق فتفحصت المكان بعينيها لتجده ملهى عندها فهمت مقصده من قوله"مكان لا تستطيعين دخوله بملابس الراهيات"..دخلا ليجدا المكان يعبق برائحة الخمور و الدخان اضافة إلى اضواء النيون و الليزر الملونة و لا ننسى الثملين و الفتيات اللواتي لا داعي لوصفهن..سحبها ناحية المشرب و اتخذا مقعدين هناك فطلب كأس نبيذ و بمجرد أن أرادت الطلب قاطعها قائلا:و لها مشروب غازي فقط
نظرت له باستغراب و انزعاج قائلة:ما خطبك يا هذا هل أبدو لك بكماء أم ماذا؟
اخذ رشفة من كأسه و قال:لن أسمح لك بالشرب
غضبت من كلامه و قالت:من أنت حتى تتدخل بي؟ابي؟اخي؟جدي؟عمي؟خالي؟زوجي؟حبيبي؟خاطبي؟بأي صفة؟
اخذ رشفة أخرى و قال:بصفتي مرافقك و المسؤول عنك..لنفرض أنك ثملت و وقعت في مأزق أو ارتكبت خطأ ما ...عندها ساتحمل المسؤولية و لا حاجة لي بإضافة مشكل اخر إلى دفتر مشاكلي فقد امتلأ بالفعل
وضعت رأسها على الطاولة بانزعاج من المحاضرة التي القاها على مسمعها ثم نهض مخاطبا الساقي:إياكم ان تعطوها أي نوع من الكحول و إلا..و غمز ممررا سبابته على رقبته مضيفا:إتفقنا؟
انحنى الساقي بطاعة فخلع دايمن سترته و فتح ازرار قميصه العلوية مكففا اكمامه ثم انحنى بجانبها قائلا:عذرا لكن علي اصطياد وجبتي..لن اتأخر
حمل كأسه و انصرف فبدأت تقلده بسخرية ثم تفحصت المكان ببصرها و ابتسمت ابتسامة غريبة لا تبشر بالخير
|■|■|■|■|■|■|■|■|
عاد إلى المشرب بعد ربع ساعة لكنه لم يجدها و عندما سأل الساقي عنها اخبره أنها غادرت بمجرد انصرافه..خاف أن يحدث ما كان يخشاه فركز على طاقتها لكنها كانت ضعيفة و متذبذبة مما أطال المدة التي استغرقها حتى يجدها..دخل منصة الرقص فوجد شابا يتقرب منها فلكمه و سحبها من ذراعها إلى الرواق ليجدها في قمة ثمولها..امسك ما بين حاجبيه متنهدا بيأس ثم قال:بماذا امرتك؟
شعر بلكمة ضعيفة على بطنه فنظر ليجدها تحاول ضربه و قالت بصوت غير مفهوم:لماذا لكمت حبيبي
استغرب من صوتها فانحنى إلى وجهها ليجده أشبه بالطماطم..لحظة كم شربت؟لا بد من أنها سرقت قارورة احدهم و افرغت جام غضبها و انزعاجها عليها..ايقظه من شرودها انحناءها و خلعها لحذاءها ثم محاولتها لخلع الفستان فأمسكها لمنعها و قال:سيبل هل جننتي؟
بدأت تدفع يده عن ذراعيها و قالت:اشعر بالحر و أريد أن استمتع بمياه هذا الشاطئ الجميل..هل تريدني أن اسبح بملابسي؟
تنهد بنفاذ صبر فسمع صوتا أشبه بالنحيب فنظر لها ليجدها تبكي اقترب منها مستفسرا عن ما اذا كانت مصابة او تأذت فنظرت له بعيون دامعة و قالت:لماذا؟
استغرب من سؤالها و قال:لماذا لماذا؟
زادت من نحيبها و قالت:لماذا ليس لدي حبيب..هل انا قبيحة إلى هذا الحد؟من يصغرونني سنا مرتبطون و من يكبرونني متزوجون..أليس مقدرا لي أن أحب او أن يحبني احد و أن أموت وحيدة؟لقد تجاوزت الخامسة و العشرين و لم احظى بقبلة حتى؟
بدأ يربت على كتفها مواسيا إياها فدفعت يده و قالت:انت لا تفهمني..أنت أغرمت و أغرم بك
ثم امسكته من ياقته و قالت بغضب:لكن أنت السبب في عدم حصولي عليها لذلك انت من ستمنحني اياها
تراجع للخلف بينما تتقدم هي نحوه فقال:سيبل أعلم أنك ثملة لذلك لا تعين ما تتفوهين به
رفعت سباباتها في وجهه و قالت ملخبطة الحروف:بل انا في ماكل وقاي العليقة
كتم ضحكته بصعوبة و اجاب:واضح واضح
فجأة دفعته من أمامها و قالت بانزعاج:هيييي أنت لماذا تنظرين لي هكذا..هل تريدين مني أن اعطيك صورتي؟و أيضا كيف تجرئين على ارتداء نفس ملابسي
تقدمت نحو المرآة لتصارع انعكاسها فأمسكها من ظهرها و ابعدها قائلا:هيا لنعد للقصر
حاولت الافلات منه فجرّها و حاصرها بجسده كي لا تهرب قائلا بكيل طافح:لقد اكتفيت..سنعود شئت أو ابيتي
وضعت ذراعيها خلف ظهرها و قالت:إن لم تعطني اياها فسأبحث عن غيرك و عندها انت الملام على خيانتي لك و لن اخبرك بنهاية الرواية
شرد في كلامها المألوف له فقفزت نحوه فجأة فتراجع عندها يدأت تغني كطفل صغير:أريد قبلة..قبلني..قبلني..قبلني..قب...
قاطعها انتفاخ خديها المفاجئ كي تتقيأ فوضع يده على فمها و اخذها إلى الحمام فاستفرغت ما في بطنها أحمر من كثرة النبيذ الذي شربته ثم انهارت بالبكاء و قالت:لماذا حظي عاثر في كل شيء..لماذا؟
انهارت بالبكاء على صدره ثم انتظم نفسها فاطلع عليها ليجدها نائمة...حملها و مددها على المقاعد الخلفية للسيارة ثم وقف امامها و قال ساخرا مناظرا انعكاس الواقف خلفه:أخيرا اتيت لأجلها
سحبه كيد و امسكه من ياقته ضاربا ظهره بالشجرة التي كانت خلفه و قال من بين اسنانه:ماذا فعلت لها أيها الوغد؟
امسك دايمن يدي الآخر بكل برود و قال:لا ذنب لي بذلك..بل الذنب ذنبك
أحكم كيد قبضته و قال من بين اسنانه المرصوصة:اصمت ايها الشيطان المنبوذ
انفجر دايمن ضاحكا مما جعل كيد يستغرب فأردف:معك حق .. لكن ان اكون شيطانا منبوذا خير من مدعي متباهي فأنا اعرف ما تحبه فتاتي و ما تكره متى تكون عصبية و متى تكون متفهمة حتى أني اعرف نوع الشامبو الذي يناسب شعرها أما انت فأكاد اجزم أنك لا تعرف كلمة سر هاتفها حتى
ثم دفعه عنه و عدل ملابسه قائلا:إياك أن تقارن نفسك بي فقد بنيت حياتي من الصفر و اكتسبت هيبتي و مكانتي بعرق جبيني و لم أعتمد الواسطة و لم اختبئ في ظل أخي كما فعل أحدهم
ثم نظر إلى السيارة و قال:خذها الى المنزل..تحتاج الراحة
ابتعد كيد عنه بنظرات حاقدة ثم حمل سيبل و انتقل بها فركب دايمن سيارته عائدا نحو القصر لكن تصرفات سيبل و كلماتها شغلتا باله فهي تشبهها كثيرا..نفس الكلمات المهددة و التصرفات...ظل شاردا إلى أن اعده بوق شاحنة كاد أن يصطدم بها إلى وعيه فنفض تلك الافكار من رأسه و عاد إلى القصر
《♣︎◆♣︎◆♣︎◆♣︎◆♥︎◆♣︎◆♣︎◆♣︎◆♣︎》
نقلها مباشرة إلى غرفتها..مددها على السرير و نزع جواربها فلم يكن هناك حذاء ثم غطاها و جلس على الأرض بجابها..اخذ منديلا و مسح العرق المتصبب من جبينها ثم عدل شعرها المتمرد على وجهها ذي الوجنتين و ارنبة الأنف المحمرين و بدأ يمسح على شعرها بحزن دفين و قال:يا له من غبي متباه..هو لا يعلم اني اتوقع كل كلمة ستقولينها و متى تبكين و متى تضحكين بل الوقت الذي تحبين فيه تناول الطعام...سيبل لقد سئمت..سئمت من اخفاء حبي لك...لكن للأسف لا استطيع..هل سبق ان جربت رعاية شجرة جميلة و مثمرة لكن عندما اردت تذوق ثمارها تم منعك بحجة أنك خادم لا اكثر..هذا الشعور هو ما اعيشه كل ثانية و أنا بقربك..فقط لأني خادم للعائلة..أليس من حقي أن احب أم أنه محرم علي
ثم امسك يدها و قال:لكن لا تقلقي..لن اتهور و افعل ما يؤذيك كي اشبع رغبتي فهذا هو الحب..أن تتمنى لنصفك الآخر الخير و الصلاح و الراحة و أن لا تجرء على ايذائه و لو بوخز إبرة..يكفيني الاعتراف لك على هذا النحو فهذا يزيح عن قلبي بعض المرارة والحزن
ثم استقام بجذعه و انحنى يطبع قبلة عميقة على شفاهها و همس:احبك ملكتي
بعدها عدل الغطاء و خرج لكن بمجرد أن دقت ساعة منتصف الليل اجتاح ألم رهيب رأسه و ذراعه اليمنى و كأنهما ستنفجران..ابيضت عيناه من الألم و احمر وجهه كما برزت عروقه بشدة و سقط يتلوى في مكانه ..ظل على هذا الحال قرابة النصف ساعة ثم بدأ الألم يخف تدريجيا إلى أن اختفى فتمدد على الارض كي يسترجع قواه و يجمع شتاته
《♣︎◆♣︎◆♣︎◆♣︎◆♥︎◆♣︎◆♣︎◆♣︎◆♣︎》
في منزل متوار بين اشجار الغابة..فتحت بنيتيها بتثاقل إثر ازعاج اشعة الشمس الساطعة لها..تفقدت المكان بجانبها لتجده فارغا فجالت ببصرها لتلمح ذا الندبة واقفا عند النافذة عاري الصدر ليظهر جسده المثالي الذي يغطي جانبه وشم أشبه بالفراشات و الورود الشائكة و تتوسط ظهره جمجمة بقرنين و جناحين عظميين و الندبة الكبيرة الموجودة على جهة قلبه و على ظهره و كأن احدهم قد انتشل قلبه من صدره..نهضت من مكانها لينسدل فستان نومها البنفسجي ثم سارت نحوه..كانت تبدو رائعة الجمال بشعرها البني الطويل و بشرتها البيضاء لكن كانت هناك ندوب سوداء قديمة ظاهرة على جسدها تكاد تغطي جلدها بالكامل و كذلك هناك ندبة ناحية قلبها...اقتربت منه و احتضنت ظهره قائلة بصوت لطيف:صباح الخير عزيزي
اجابها بنبرة جافة فوضعت رأسها على ظهره و قالت:لماذا أنت منزعج؟هل الأمر متعلق بسيلاس؟
تنهد بانزعاج و قال:لقد وبخني أمس لأني حاولت تصفيتها
أحكمت حضنها و قالت:لا داعي للانزعاج..عندما تصير ملك العالمَين تستطيع الانتقام منه
استدار لها و امسك يديها متصنعا الحب:شكرا لك عزيزتي..لولاك لما نجحت
ابتسمت بخجل و قالت:استطيع فعل أي شيء من أجلك فقط مر و أنا سأنفذ دون نقاش
وضع يده على خدها و اقترب قائلا:لدي مهمة لك سأخبرك عنها لكن الآن...و اقترب من رقبتها هامسا:ضمآن جدا
ابتسمت بلطف و قالت:اشرب قدر ما شئت..فدمائي و روحي و جسدي ملكك
الصقها بالجدار واضعا يده على جانب رأسها كي يثبتها ثم غرز انيابه الحادة في وريدها و بدأ يرتشف بنهم و شعور الدماء السحرية و هي تجري في عروقه الميتة يزيده رغبة في المزيد اما هي فقد كانت تتألم حد الجحيم لدرج أنها غرست اظافرها في صدره و دوى صراخاها في كامل المنزل..ابتعد عنها خوفا من موتها فوقعت ارضا..امسكها متصنعا الاسف و الندم بقوله:ما كان عليك السماح لي تعرفين قوة هيجاني..قد اقتلك
ابتسمت بضعف و قالت بصوت متقطع:لا تقلق علي..المهم تكون سليما مرتاحا و لا تفكر في الباقي
حملها و مددها على السرير فأمسكت يده قائلة:ما هي المهمة؟
وضع يدها على السرير و قال:سأخبرك عندما تستعيدين قواك لذا ارتاحي و لا تقلقي
.
.
.
.
.
.
.
.
.
مرحبا... اعطوني رأيكم بيه و اتمنى يعجبكم
ترى ما هي المهمة التي سيوكلها لها و ما الذي يعنيه كيد بنعت دايم بالشيطان دائما و ما الذي عناه ب"تختبئ بظل اخيك"؟
في البارت لقادم ستظهر شخصيتان جديدتان و الكشف عن بعض من ماضي دايمن و اصله ايضا و كذلك قواه
الن
مهم اعتنو بأنفسكم احبكم و شكرا على الدعم
سلاماتووووووو 💕💘💖❣️✨️💞💓💗❤️
أنت تقرأ
UPSIDE-DOWN رأسا على عقب
Vampireماذا لو كنت هجينا من دمي جنسين او استيقظت يوما ما لتجد نفسك صرت مخلوقا لم تكن تصدق حتى بوجوده و تعتبره لسطورة فقط بل و تجد ان من يحيطون بك لهم علاقة بماض دفين لا تملك عليه أدنى فكرة هذا هو السؤال الذي طرحته بطلتا قصتنا و تتساءلان كيف تحولت حياتنا...