UPSIDE-DOWN 17

5 2 0
                                    

تحول المكان من حولها جذريا كما أن الجريدة التي كانت بين يديها قد تغير تاريخها و عناوينها و كتب عليها تاريخ التاسع من يوليو 1950..استغربت مما يدور حولها فالتفتت إلى صوت الضحك لتجدها فتاة في مقتبل العمر بشعر أسود طويل و عينين بنيتين تجر خلفها شابا بشعر اشقر و عينين ملونتين و عندما تمعنتهما جيدا وجدت أن الفتاة تشبه تمثال كاثرين باركر أما الشاب فقد كان نسخة عن دايمن لكن بشعر يصل إلى رقبته..استمرت الفتاة في الركض نحوها لكن بدل أن تصطدم بها اخترقتها و كأن سيبل شبح أو أنها غير موجودة تماما...كادت الفتاة أن تسقط فأمسكها الشاب و قال:على مهلك كاثرين..ستتأذين
انفلتت كاثرين من بين ذراعيه و قالت مستجمعة أنفاسها: بل إن رأسي سينفجر إن لم اعرف ماذا حصل و أخذها احدهم قبلي
ثم اقتربت منه و قالت بنبرة بريئة و مترجية:أرجوك دايمن..استخدم سرعتك الخارقة كي نصل بسرعة
تأكدت شكوك سيبل عندها فلابد أنها دخلت ذكريات دايمن مع كاثرين او عادت الى الماضي بطريقة ما...قلب دايمن عينيه بقلة حيلة ثم حملها على ظهره و قال:تشبثي جيدا
بعدها اطلق قدميه للريح فلحقتهم سيبل إلى أن وصلو إلى المكتبة العامة..قفزت كاثرين من على ظهره بحماس ثم وضعت يدها على صدرها كي تضبط نبضات قلبها الجنونية بعدها امسكت يده و بمجرد أن دخلا قالت الأمينة و كأنها تعرف طلبها مسبقا:قسم الاساطير الرواق "س" الرف الخامس
شكرتها كاثرين بلطف و بمجرد أن اختفوا عن ناظريها سحبت دايمن و شرعت في الركض لكنها وقفت مشدوهة من علو الرف الذي يبلغ طابقين و الكتاب الذي تريده موجود في الأعلى...قبضت يديها مانعة نفسها من إلقاء وابل من الشتائم و احراق من وضع الكتاب بهذا العلو و كأن احدهم سيسرقه ثم استدارت إليه قائلة بنبرة لطيفة:داني..ارجوك استخدم قواك كمصاص دماء و احضره لي..ارجوك
ابرزت شفاهها متصنعة الظرافة فوضع يده على وجهها و قال ساخرا:ما رأيك أن تستخدمي قواك العقلية كبشرية و تستخدمي السلم
أبعدت يده عن وجهها بحنق و قالت:أنت أكثر وغد مستوغد عرفته..تستغل خوفي من المرتفعات للسخرية مني لكن..أتعلم سأذهب و أجد شابا و سيعطيني الكتاب ثم سندردش و نتفق على الالتقاء مجددا و سأهملك ثم سأعجب به و سيصير حبيبي و عندها ستكون الملام لأني خنتك و لن اخبرك بنهاية الرواية
تفقد دايمن المكان من حولهما فوجده فارغا عندها سحبها محاصرا إياها بالرف و قال بخبث:غبية..إياك أن تحاولي مساومتي مجددا و إلا فإني سأفعل أشياء سيئة..سيئة جدا
وضعت يدها على صدره و قالت بوجنتين محمرتين:دايمن..ه..هذا المكان ليس مناسبا لهكذا أشياء
أمال رأسه و قال متظاهرا التفاجؤ:حقا!!و من قرر هذا؟
تراجعت أكثر إلى الخلف كي تحاول ترك مسافة بينهما و قالت:كل البشر متفقون على هذا
ابتسم بجانبية و قال بنبرة لعوبة:لكن لسوء حظك..أنا لست بشريا
بدأ يقترب منها فأغمضت عينيها مستسلمة لما سيحدث لكنها شعرت بشيء مسطح يوضع على وجهها ففتحت عينيها لتجده الكتاب الذي تريده و أضاف هامسا بجانب أذنها:و لا ترتدي فستانا يتطاير بسهولة عندما تنوين الركض لأني قد أرى ما يوجد أسفله
ابتعد عنها واضعا يديه في جيبي سرواله فاحتضنت الكتاب محاولة استيعاب ما حدث قبل قليل و صرخت في لحظة ادراك لدرجة أن الرفوف قد اهتزت و قالت:عد إلى هنا ايها المنحرف اللعين
تنهد الحاضرون بيأس فقد اعتادو مشاجراتهما التي لا تكاد تنتهي أما هي فقد لاحقته متوعدة اياه بالجحيم
كادت سيبل أن تتمرغ ارضا من فرط ضحكها فقد كانا اشبه بطفلين يتشاجراني على لعبة إلى أن اوقفها شعورها بشيء يسحب طرف معطفها...التفتت لتجده طفلا صغيرا فنظرت حولها لتجد أن المكان قد عاد إلى طبيعته أي الحاضر..ساعدت الطفل على اخذ القصة التي يريدها ثم خرجت و ضغطت أزرار هاتفها متصلة ببوني
وصلت القصر بعد لحظات و دخلت غرفتها دون مقدمات ثم قالت:هل تملكين صورة لدايمن أو كاثرين؟
تفاجأت بوني من دخولها الغير معتاد و طلبها المفاجئ فقالت باستغراب:و كيف تعرفين كاثرين؟
خلعت سيبل معطفها و جلست على الكرسي قائلة:لا وقت للشرح
اخذت بوني ورقت بيضاء و ركزت قواها عليها فبدأت الورقة في الاحتراق بلهب زهري و ظهرت عليها صورة فتاة و شاب فانتشلتها سيبل من يدها و صرخت:هما..أقسم
طالعتها بوني بتعابير لا تحمل معنى محددا و قالت:اشرحي ما حصل و من هم ستجننينني
حكت لها سيبل كل ما حدث و ختمت كلامها قائلة:لكن ما حيرني هو كيف دخلت ذكرياته و أنا بالكاد اعرف عنه بضعة أشياء
بدى على بوني نفس الاستغراب و قالت مغيرة الموضوع:دعينا من هذا..اخبريني أين ذهبت عندما كنت غاضبة أمس؟
اصطبغ وجه سيبل بلون أحمر مما جعل بوني تضيق عينيها متفحص إياها بخبث فقالت سيبل بتشتت:لا شيء لكن..و تحولت نبرتها إلى الحزن:لم أرى كيد منذ أن تشاجرنا..لقد جرحته بكلامي..ما كان علي أن اقسو عليه و احمله المسؤولية كل ما اريده هو أن أراه الآن و اعتذر منه
"لا داعي فأنا لست غاضبا منك"التفتت لتجده واقفا خلفها فقفزت إلى حضنه لدرجة أن ظهره قد اصطدم بالجدار فانفجرت باكية و قالت:سامحني ارجوك..ما كان علي قول كل ما قلته..ما كان علي تحميلك مسؤولية ما حصل
طبطب على ظهرها ثم ثنى ساقيه ليصل إلى مستواها و قال ماسحا دموعها:دموعك غالية..لا أريدك ان تهدريها على غبي مثلي
كانت تشهق كالاطفال فأمال رأسه باستغراب:ماذا يبكيك؟
بدت لطيفة بملامحها الباكية فضغط قبضته كي يتمالك نفسه و لا يقدم على ما قد يندم عليه فأمسكت يده و قالت:هل سامحتني؟
ابتسم مبعثرا شعرها و قال:أنا لم أغضب منك أصلا
قاطعها صوت رنين هاتفها فتفقدته لتجده رقما غريبا ثم فصلت الخط بفرح مما جعل البقية يستغربون فقالت:كنت أبحث عن عمل و الآن اتصل بي صاحب محل كبير للملابس و أخبرني أن هناك مكانا لي
استغرب كيد من كلامها و قال:لكن لماذا تريدين الحصول على عمل؟
مسحت سيبل عينيها و أجابت: علي أن أدفع أجرة شهرين و إفراغ الشقة و إلا فإن المالك سيقاضيني و من ثم سأقطن في نزل رخيص ريثما أحصل على منزل آخر
هز كيد رأسه رافضا و قال:لا تحتاجين كل هذا تستطيعين العيش معي و أنا سأدفع المبلغ المطلوب
شدت سيبل على يده و قالت:أنت أكثر من يعرفني و تعرف كيف هي شخصيتي
تنهد بيأس فام يسبق له أن هزم عنادها كما أن كبرياءها لا يسمح لها بالاتكال على الاخرين لذلك وافق لكن بشرط أن يأتي لأخذها كل يوم و يبيت معها فوافت عندها استخدم طاقته لنقلها إلى مكان قريب من مقر عملها الذي كان محلا كبيرا لبيع الملابس الفاخرة و كانت هناك فتاتان غيرها أما المالك فقد قبلها على الفور و بدأت عملها من لحظتها بينما كيد يراقبها من سطح المبنى المقابل
|■|■|■|■|■|■|■|■|
عاد إلى القصر بعد رحلة طويلة من الركض بسرعته الخارقة من الجزيرة عودة إلى لاس فيغاس...دخل بوابة القصر فسمع موسيقى صادرة من الأعلى عندها ركض عبر الدرج نحو غرفة كارولاين و فتح الباب ليجدها جالسة على السرير ممسكة صندوق موسيقى خشبيا أسود فركض نحوها و عانقها بلهفة لدرجة أن عظامها كادت تتكسر بين ذراعيه فابتسمت برضى سرعان ما اخفته بتعابير منزعجة مصطنعة   قالت:ما هذه الرائحة التي تفوح منك..هل كنت تنظف الاسطبل؟
امسكت انفها بتقزز فابتسم و أجاب:و أنا أيضا اشتقت لك
جلست واضعا ساقا فوق الاخرى و قالت:إذن ماذا حصل عندما كنت في الغيبوبة؟
أمال دايمن شفاهه بجهل و قال:لا شيء مهما
ظهر عليها انزعاج حقيقي هذه المرة و قالت:أنت تعرف من اعنيها بكلام
شددت على كلماتها الاخيرة فقال:لقد اتصلت لتطمئن عليك
رفعت حاجبها باستغراب:هل هي من اتصلت؟
تنهد بقلة حيلة بعد أن كشفته فنهضت ن مكانها و رمقته بنظرات غاضبة قائلة:كم مرة علي أن اخبرك أني اكرهها حتى أني أكره اسمها و دماءها التي تجري بداخلي..كان ليكون هينا علي لو كانت دمائي شيطانية تماما على أن تكون مهجنة بدمائها..أنت هو أبي فأنت من اعتنيت بي و حميتنب و اهتممت بي أما هي فلا تربطني بها أي علاقة ..حتى كلاب الشوارع يهتمون بجرائهم لذلك فلا يوجد عذر يبرر فعلتها
كان دايمن يتلوى ألما على الأرض إثر نظراتها الغاضبة فأشاحت بعينيها عنه و قالت:أخرج
أراد أن يقترب منها لمواساتها فصرخت بانكسار:انقلع..لا اريد أن أرى أحدا
قبض يده التي كانت ممدودة لها و غادر الغرفة فبدأت تحطم كل ما يعترض طريقها و قلبت الغرفة رأسا على عقب ثم انهارت بالبكاء
《♣︎◆♣︎◆♣︎◆♣︎◆♥︎◆♣︎◆♣︎◆♣︎◆♣︎》
مر يومان على عملها بالمحل و قد كانا جيدان فالزبائن لطيفون و روحها لمرحة ساعدتها على الاندماج لكن نظرات زميلاتها المزدرية جعلتها تشعر ببعض الاستغراب و الضيق الذي كانت تخفيه بمحاولتها لترتيب الملابس و تعليقها
بعد يوم طويل من العمل و الانتظار دخل صاحب المحل و توجه نحو مكتبه ليحصي المداخيل و يرتب الأوراق المهمة فقررت استغلال الفرصة..وقفت عند الباب تفرك يديها باحراج ثم طرقت الباب فسمح لها بالدخول..ابتسم فور رؤيتها و طلب منها الجلوس ثم قال بنبرة ودية:إذن..بماذا أساعدك يا جميلة
اتخذت سيبل كلمته الاخيرة على انها مجاملة فقط ثم قالت بابتسامة محرجة:صراحة لا أعرف بماذا ابدأ فأنا في قمة الحرج لأني بدأت العمل بالامس فقط  الآن اطلب هذا
نهض المالك من كرسي و جلس عل المقابل لها مضيفا:لا داعي لكل هذا الإحراج..اعتبريني صديقك و تحدثي بأريحية
ابتسمت بشكر و قالت:أريد أجرة شهري مقدمة إن أمكن
بدى عليه التفاجؤ من طلبها فقالت مستدركة:أعلم أن هذا طلب غبي لكني في أمس الحاجة..
قاطعها برفع يده في وجهها ثم نهض و قال مبتسما:لا داعي لكل هذه المبررات
ثم وقف خلفها و أمسك كتفيها قائلا:سأمنحك المبلغ الذي تريدينه
شعرت بأن لمساته غريبة فنهضت و قلت بابتسامة:شكرا لك سيدي
بادلها لابتسام بطريقة غريمة ثم أخرج حزمة من المال و قال:و أيضا لا داعي لأن تناديني سيدي عندما تكون بمفردنا
ثم بدأ يحسب الأوراق المالية بين يديه و قال:ناديني حبيبي أو عزيزي أو أي لقب تفضلينه
استغربت سيبل من كلامه فبدأت تتراجع إلى الوراء مدركة نواياه الخبيثة بينما هو يتقدم نحوها و قال متصنعا البراءة:ما هذه التعابير الخائفة...كل ما أريده هو مساعدتك
و أضاف مقلصا لميافة بينهما بخطوات واسعة:لكنك في المقابل ستقدمين لي خدمة بسيطة و بهذا سنتبادل المنافع
ثم خلع سترته و رماها على الأرض و أمسك كتفيها ملصقا إياها بالجدار ثم أضاف:منذ أن رأيتك أول مرة و أنا أحلم بك و أريدك لي..أريدك بشدة
ضحكت سيبل بخفة و قالت: إذن فأنت تريدني؟
اتسعت ابتسامة الرجل ظنا منه أنها وقعت في فخه فرفعت وجهها ليظهر ما جعله يتجمد من الرعب:اصطبغت كامل عينها اليمنى بلون ذهبي مشع و بدأ يزحف على جانب وجهها شيء لزج اسود غطى اغلب ملامحها كما اتسع جانب فمها الايمن ليصل إلى اذنها و تظهر اسنانها المدببة اضافة إلى يدها التي كهرت عليها مخالب طويلة ثم امسكته من رقبته و اطاحته أرضا قائلة و كأن عدة أشخاص يتحدثون في نفس الوقت:و أنا أيضا اريدك..فدماؤ الفاسدين و لحومهم دائما ما تكون لذيذة
ثم انقضت على رأسه ملتهمة إياه في لقمة واحدة و بدأت تشرب دماءه بنهم كبير و هي تنهش لحمه كما لو أنها وحش مفترس
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
السلام عليكم يا جماعة الخير المهم ها هو البارت اعطوني رأيكم به
رأيكم بعلاقة دايمن و كاثرين.... و دايمن  كارولاين .. كارولاين و سيلين.... و سيبل و كيد بالمختتصر علاقات الابطال و لماذا دخلت سيبل إلى ذكريات دايمن و ما سر نوبتها في اخر الفصل و كالعادة إن كانت هناك أي ملاحظات فكلي آذان صاغية و شكرا على الدعم الدائم و التعليقات و التحليلات الحفزة
احبكم
سلاماتووووووو ❤️💗💓💞✨️❣️💖💘💕

UPSIDE-DOWN رأسا على عقبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن