UPSIDE-DOWN 22

7 2 0
                                    

UPSIDE-DOWN 22
تساءلت سيبل في سرها..من يكون هذا الطفل؟ أو بتعبير أصح من تكون هذه العائلة؟
لكن سرعان ما همس صوت غريب بداخل رأسها:هذا ماضي دايمن
تفاجأت من هذه المعلومة التي لم تتوقعها فهمست و كأنها تخاف أن يسمعها احدهم:من تكونين؟
شعرت و كأن ذاك الكيان يبتسم بلطف و أجاب:لا داعي لأن تعرفي الآن..ركزي مع الأحداث
استمرت العربة  في السير لساعات تتوقف عند القرى لتجميع الاطفال و تكديسهم إلى أن توغلت بين سفوح الجبال ليلوح قصر عال على الطراز الكوري الملكي يتربع على قمةأحدها....بدأ الجنود في إخراج الأطفال الذي كانو يقاومونهم ببسالة إلى أن تنهال عليهم العصي و أعقاب السيوف قاسمة ظهورهم أو كاسرة عظامهم ثم يسحبون المغمى عليه منهم على طول الدرج الحجري الذي يتكون من حوالي 500 درجة ثم يرمونهم في ساحة القصر حيث كانت تطل امرأة بدروع الحرب من شرفتها بينما ينسدل شعرها البني بجديلة على طول ظهرها و عيناها الخضراوتان اللامعتان فقالت مخاطبة الشاب الذي بجانبها:العينة صغار جدا..اظنهم لن يتحملو تلك الدماء عندما تبدأ في الجريان في عروقهم
ابتسم الشاب بسخرية و قال:بالعكس أمي
رمقته المرأة بنظرة قاتلة جعلته يعكس كلامه قائلا:أعني سيدتي...إنهم بين الخامسة عشر و السابعة عشر و قد كانو فلاحين طيلة عمرهم أي أن اجسادهم مدربة بشكل فطري
أعادت المرأة نظرها إلى الساحة متأملة "العينة"التي تتكون من قرابة الثلاثمئة طفل تاركة نظرة حاقدة على وجه القابع أمامها
حل الليل فدخل الجنود الزنزانة حيث كان أول من نهض محاولا الخروج هو دايمن..حاول المقاومة للافلات لكن عقب سيف الجندي لم يرحمه ليسقط أرضا ممسكا بطنه آنا بألم...سمع نحنحة قادمة من البوابة لينحني الجندي قائلا:يشرفنا وجودك هنا..سيدة وون مي هو
بمجرد أن سمع إسمها علت همهمة بين الحاضرين فمن يعرفها يرتجف خوفا لأنها كما سميت في الأساطير (الجميلة الخالدة) صاحبة أقوى جيش في الشرق لدرجة ان الاباطرة العظماء يتوددون لها و يطلبون مساعدة جنودها...رفعت يدها منهية هذه الثرثرة فانفلت أحد الأطفال من بين الحشد و ركع عند قدميها قائلا:أرجوك سيدتي..اعف عني...ارحميني...لا اريد الموت هنا
علت معالم التقزز محياها فركلته بقوة لدرجة أن جسده قد تفتت بمجرد اصطدامه بالجدار و بسقت قائلة باشمئزاز:لا أقبل الضعفاء بين صفوف جيشي
كان الأطفال لا يزالون في صدمة غير مستوعبين لما حصل..ما هذه القوة الاسطورية؟
سرعان ما كبلهم الجنود بالسلاسل جاعلين اياهم صفا واحدا و اقتادوهم داخل نفق سري خلف القصر حيث ترددت صلصلة سلاسهم و أنفاسهم المترقبة إضافة إلى احتكاك أقدامهم الحافية بالارض الصلبة الخشنة...سرعان ما توقفو أمام بوابة حجرية عملاقة فتحت بمجرد اقتراب مي هو منها فدخلو ليجدو عددا من الكهنة و في الوسط كائن ناري غريب الشكل يصرخ بلغة غير مفهومة فحاول مهاجمتها لكن السلاسل اوقفته فور اقترابه من وجهها...ناظرته بتقزز و استفزاز ثم تحول شعرها إلى شفرات حادة و احدثت شقا عميقا في صدره ضاخا دماءه النارية التي سرعان ما بدأ الكهنة في جمعها في اوعية لُفت بتعاويذ غريبة ثم استفرغت مي هو سمها في وعاء آخر و من ثم مزجوهم و سحبو أول الاطفال و قامو بتجريده من ردائه لينكشف جذعه ثم قامو بشق ظهره من الكتف حتى الخصر على شكل علامة الضرب و قامو بملء الجرح بدماء ذاك الشيطان و من ثم ابتعدو عنه متخذين وضعية الدفاع ...بدأ الطفل في التشنج بشكل غريب و اصدار أصوات اشبه بالزمجرة..ابيضت عيناه تماما و حددت عروقه باللون الأسود ثم نهض و بدأ يضرب رأسه بالجدار بعنف صارخا بوحشية إلى ان سقط جثة هامدة
سحه الجنود بعيدا كما لو أنه حيوان نافق او جيفة قذرة ثم سحبو طفلا آخر و هذا الطفل كان دايمن و قامو بنفس الشيء .بدأ جسده في التشنج و ابيضت عيناه لكنه دخل عالما آخر أسود بالكامل ثم سمع صوت يناديه...التف حول نفسه و بحث كثيرا إلى أن ناداه الصوت:ماذا تريد؟
شعر دايمن بالضيق و صرخ:من تكون ياهذا؟
لم يكترث الصوت لكلامه و كرر نفس السؤال فصرخ قائلا: لا أريد شيئا منك
قهقه الصوت بسخرية و قال:حقا؟..لا شك أن هناك شيئا ما مثلا:ملك..سلطة...مال...قوة..خلود..او ربما...انتقام
قال الصوت الأخيرة مركزا على حروفها فاتسعت عينا دايمن مرددا اياها و كأنه يسمعها لأول مرة ثم رفع رأسه قائلا:أجل أريد الانتقام...أريد إنهاء مجد وون ميهو
|■|■|■|■|■|■|■|■|
كاد الظلام أن يحل و هو لم يستيقظ بعد بينما هي تضمه إلى صدرها ماسحة العرق المتكون على جبينه بسبب الأوهام التي يعيشها..سرعان ما بدأ في التململ و فتح عينيع بوهن ليجدها تقابله فعانقته بسعادة و كأنه قد غاب عنها سنوات لا نهارا واحدا..ابتسم بلطف مربتا على ظهرها ثم ابعدها عنه بعد أن تذكر أنها كادت تموت بسببه..دفعها بلطف قائلا بعد أن اشاح بوجهه عنها:كارولاين...الأفضل أن تبتعدي عني
لم تفهم الدافع وراء تصرفه الغريب فقالت مديرة وجهه نحوها:بابا..ماذا هناك؟
نهض من على السرير بغضب وقال:توقفي عن مناداتي بهذا الإسم..أنا لست أباك..و لست حتى دايمن...أنا مجرد وغد تم تحويله إلى شيطان و لعنه بماض أسود و عذاب أبدي
نهضت بغضب هي الأخرى و قالت:شئت أو أبيت أنت خادمي و أبي و كل عائلتي..لا أهتم إن كنت ناتجة عن علاقة بين سيلين و ذاك اللعين سيلاس لأن الوالدين لا ينجبان و يرميان..بل يعتنيان..و حتى كلاب الشوارع تعتني بجراءها...انت من كنت معي و سمعت أول كلماتي و شهدت أولى خطواتي...أنت من علمني كل ما أعرف..انت من سهر بجانب سريري لأني كنت مصابة بالحمى...أنت من تفقد خزانتي و أسفل سريري عندما كان يخيل لي أن وحشا ما يقبع هناك...انت من احتضنني و بدد خوفي عندما يخيفني هزيم الرعد...
قاطع كلامها ناهرا إياها: لكني كدت اقتلك...كادت حياتك أن تنتهي على يدي ألا ترين هذا
هزت كتفيها و قالت:لا أبالي..لا أريد العيش في عالم لست فيه
ضرب صدره بعنف جعلها تجفل و قال:لكني أبالي..جسدي ليس ملكي وحدي بل إن هناك شيطانا يسكنه معي و أعيش معه حربا دامت قرونا حاولت أن أكون المنتصر بها لكنه سرعان ما يهزمني و يرتكب مجازر مستخدما جسدي و لا أريدك أن تكوني ضحية لتلك المجازر...كارولاين افهميني أرجوك
نطق بهدوء فور رؤيته الدموع التي اغرقت خضراوتيها فدفعته بعيدا عنها و غادرت الغرفة واضعة يدها على فمها محاولة منع دموعها من الانفجار
|■|■|■|■|■|■|■|■|
استيقظت ممسكة قلبها الذي يطرق بجنون من بشاعة المناظر التي شاهدتها..كيف لطفل لم يتجاوز ربيعه الخامس عشر لكن ما أثار استغرابها هو ظهور كاثرين في آخر الرواية و قالت جملة واحدة فقط:{أرجوك اعتني به فرغم ابتسامته الدائمة و صلابته إلا أن بداخله طفلا هشا خائفا لا زال محتاجا لحضن والدته كي يطمئن}
أول ما خطر ببالها هو أن تبحث عنه و تطمئن عليه..لكن أولا غيرت ملابسها الممزقة بملابس رياضية فضفاضة سوداء...بحثت عنه في كامل القصر لكن لم تجد له أثرا فقررت اتباع طاقته لكنها كانت ضعيفة جدا و متذبذبة لدرجة أنها وجدت صعوبة في إيجاده..تأخر الوقت و قد اختفت طاقته فركزت على أول مكان قد يذهب إليه و انطلقت نحوه دون تأخير...وصلت بعد لحظات لتجده جاثيا أمام تمثال كاثرين منتحبا كطفل صغير و قال بصوت مبحوح:أ تعلمين؟لطالما حملت نفسي ذنب موتك..بل أنا من قتلك...لماذا لم أعاقَب على أفعالي..ألا يقولون أن الجزاء من جنس العمل؟إذن..لماذا لا زلت حيا إلى الآن..لم أعد أريد العيش و هذا الجبل موضوع على كاهلي..اريد ان ارتاح
رفع يده عاليا و أبرز مخالبه فأسرعت معانقة إياه لدرجة أنه سقط مقيدا بجسدها..حاول ابعادها دون جدوى إلى أن انهار بالبكاء قائلا:ابتعدي عني..أنا لعنة يموت كل من اقترب منها..أنا شيطان بشري
ضيقت من عناقها قائلة بدموع:و أنا أيضا..هناك شيطانة لعينة تسكن جسدي و تستحوذه وقتما شاءت..أنت لم تختر أن يشاركك ذاك الشيطان جسدك بل إنه من اغواك بلذة الإنتقام..أنت أكثر إنسانية من آلاف البشر الذين يدعون أنهم ملائكة...لا تحمل نفسك ذنبا لم تكن واعيا به
صرخ بها بنحيب قائلا: لقد قتلت أمي و أبي و سلمت اخي لهم بعد ان شوهته و سمحت لهم بالاعتداء على أختي بدم بارد لدرجة أنه لم يرف لي جفن و أنا أسمع صراخها...لا زالت أطيافهم تلاحقني و تؤنبني..لم اعد أستطيع
عاد إلى البكاء بحرقة محاولا بلع غصته فقالت عند أذنه بصوت هادئ:و كاثرين...ألم تعدها أنك ستعيش محييا ذكراها و سامحا لحبها بالنمو داخل قلبك...دايمن..لقد رأيت كل شيء...رأيت كيف انتزعك أولئك الأوغاد من كنف عائلتك و زرعو ذاك الكائن فيك و اغووك كي تكون الأدات التي يقومون بها بجرائهم بينما تبقى ايديهم نظيفين و هم ينظرون من خلف الستار...لا تسمح لهم ببلوغ هدفهم... اتفقنا؟
قالت الأخيرة محيط وجهه بيديها ماسحة دموعه بكمها ثم وضعت جبينها على جبينه و قالت:لا تجعلها تراك بهذا الحال بعد ان عهدتك قويا صلبا مبتسما
بلع ريقه هازا رأسه علامة على القبول فسحبت يده كي ينهض قائلة:هيا بنا
تفاجأ من سؤالها فقال متسائلا:إلى أين؟
هزت كتفيها بجهل و أجابت: لا أعلم..فقط أي مكان يساعدنا على نسيان ما حصل و يرفه عنا...و أعدك أني لن اتهور و أفقد السيطرة هذه المرة
قالت الأخيرة و قد علت وجهها حمرة خفيفة إثر تذكرها لما حصل المرة الماضية فابتسم بلطف و سبقها فالتفتت إلى التمثال هامسة:لا تقلقي..إنه بين أيد امينة
《♣︎◆♣︎◆♣︎◆♣︎◆♥︎◆♣︎◆♣︎◆♣︎◆♣︎》
في إحدى الجزر المحيطة بكوريا قبع ذاك القصر العظيم..و في إحدى غرفه جلس ذو الشعر الأبيض مناظرا انعكاسه في المرأة..وجهه الوسيم الذي لا يعكره سوى عيبان...شق فمه الذي امتد إلى على طول خده الايمن و ندبة عينه..اغمض جفنيه متذكرا كيف سحبه دايمن ذلك اليوم من رأسه خارج المنزل بعد أن أجهز على والديه و عندما قاومه حاول تصفيته فصفعه لدرجة أن وجهه قد شق...فتح عينيه بتعب بعد أن ايقظه طرق في الباب تلاه صوت خادم يقول:سيدي..لقد وصلت العين  الجديدة   هم في انتظارك
ارتدى هارو قناع وجهه و رداءه الأسود ثم ناظر المرآة قائلا:لا تقلق أخي..سأذيقك من نفس الكأس الذي اذقته اسرتي...لم يبق الكثير
ثم حطم المرآة و غادر
.
.
.
.
.
.
.
السلام عليكم المهم اتمنى ان تسلكو لي لأني حقا..لا اعلم كيف اصف شعوري لكن هل تعلمون عندما تفكر الكاتب بمشهد ديناصوري و تصفه على أنه فرخ دجاج..للأسف هذه مشكلتي(ضيفو بهارات من عندكم😉) حاولت ما أمكن أن اصف ماضي دايمن دون حرق و سبب كره أخيه له إضافة إلى وصف جانبه المنهار الذي لطلما اخفاه
المهم قيمو البارت من عشرة و توقعاتكم للبارت القادم و ايضا ألم يلاحظ احدكم إختفاء دايمن
استمتعو بالبارت
احبكم
سلاماتووووووو 💕💓💖❤️💞✨️❣️💘💗❤️‍🩹

UPSIDE-DOWN رأسا على عقبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن