UPSIDE-DOWN 5

10 2 0
                                    

فتحت خضراويتها اللامعتين بهدوء و رمشت عدة مرات لتتضح رؤيتها التي كانت ضبابة إلى أن اتضح السقف المقابل لها..تفرست فيه جيدا فهو ليس كسقف منزلها و لا حتى كسقف المشفى و لا أي سقف تعرفه فاعتدلت في جلستها معيدة شعرها المتناثر خلف اذنيها لتتناهى إلى مسمعها اصوات سيارات و خطوات مارة و أحاديث خافتة بدأ صوتها يعلو و يعلو إلى ان صار لا يطاق فغطت اذنيها بكفيها و بدأت تصرخ بعلو صوتها طالبة من تلك الأصوات ان تتوقف لكنها استمرت في الارتفاع و الارتفاع فانحنت واضعة رأسها عند ركبتيها و اجهشت بالبكاء فأحست بيدين ناعمتين تحاوطان أذنيها و اختفت تلك الاصوات ليحل مكانها صوت انثوي رقيق يردد بحنان:اهدإي..كل شيء سيكون بخير...فقط ركزي مع صوتي
تحسنت حالها فنظرت لوجه منقذتها لتجدها فتاة بشعر بني طويل و بشرة تميل للسمرة كما ان عينها اليمنى خضراء بخلاف عينها اليسرى البنية...و بمجرد ان ابعدت الفتاة يدها ظهر سوار من العدم حول رصغ سيبل فقالت الفتاة بابتسامة:سيقلل حدة هذه النوبات
بادلتها سيبل الابتسامة لكن معالمها تحولت إلى الاستفهام و سألت بأدب: عذرا لكن من تكونين؟و أين انا؟
ابتسمت المعنية بلطف و قالت:أنا بوني سومونز..أما عن هذا المكان فهو قصر عائلة سالفاتور
رفعت سيبل حاجبها باستغراب فهي لم تسمع بهذه العائلة قط و أيضا هي في قصر..ما هذا التخبيص
جالت بعينيها في الغرفة متفحصة إياها لتجد جسد كيد مرميا على اريكة في زاوية الغرفة فركضت نحوه لتجد جسده مغطا بالكدمات و الضمادات فشهقت برعب و انحنت بجانبه مرددة إسمه عله يجيب لكن دون جدوى فالتفتت لبوني طالبة منها توضيح مايحصل لتجيبها:تعرض لك مجموعة نشالين وصادف ان كان كيد قريبا فحاول إنقاذك و هذه النتيجة
حاولت سيبل تذكر الحادث لكن طنينا قويا قد اجتاح رأسها فقالت باستغراب: لكني لا أذكر شيئا
هزت بوني كتفيها و قالت بتفسير :طبيعي فقد تلقيت ضربة قوية على رأسك
ازداد استغرابها اكثر فأكثر فكل ما يحصل حولها غير منطقي ..عندها اعتدلت في جلستها و قالت:لحظة ..لحظة ...لحظة..إن كنت قد تلقيت ضربة على رأسي و تعرض كيد للضرب المبرح لماذا نحن في القصر بدل المشفى؟
عقدت بوني ذراعيها أمام صدرها بغرور و أجابت:هذا لأني أفضل من المشفى فلو رأيته قبل يومين لما ميزت أنفه من فمه
كان عقل سيبل عندها يعانق المنطق مواسيا إياه فقد كان يبكي في الزاوية لكنها صرخت فجأة كمن تذكر شيئا:هل أنا نائمة منذ يومين؟
وضعت بوني يدها على فم الأخرى و قالت بصوت خافت:اصمتي..تكادين تهدمين القصر بصوتك..و أجل انت نائمة منذ يومين
عندها نهضت مستعجلة تبحث عن حاجاتها لتوقفها بوني مستفسرة فأجابت:لقد غبت عن أختي الصغرى يومين كاملين و آخر مرة تحدثت معها كانت ثملة..أخشى أن يكون قد حصل لها مكروه
أمسكتها بوني من يدها و قالت:اهدإي..لا داعي لهذه العجلة فقد أعادها كيد إلى المنزل قبل و هي الآن في رحلة تخييمية مدرسية في الغابة لذا لا تقلقي عليها
رفعت سيبل حاجبها باستغراب و قالت:هل تعرفين أختي
هزت بوني رأسها ايجابا و قالت:أجل أعرفك أنت و أختك عن طريق كيد فهو لا يتوقف عن الحديث عنكما
أقنعها كلام بوني و حتى لو حاولت الاتصال للتأكد فإن إلينا ستكون في وسط الغابة أي أن الشبكة ضعيفة فنهضت لتجد أن ملابسها قد اصطبغت بلون الدماء القاني لتشعق بفزع قائلة:ما هذا؟؟
ضربت بوني جبينها بيأس و قالت بينما تقلب عينيها:أي جزء من جملة "تعرضت لمحاولة السرقة و تم ضربك لم تفهميه"
ابتسمت سيبل ببلاهة لتنفجر الأخرى ضاحكة و قالت:حسنا حسنا...ما رأيك بحمام دافئ لاستعادة نشاطك
سحبتها خارج الغرفة نحو الحمام الكبير فحاولت الاعتراض لكن بوني قاطعتها:تؤ تؤ تؤ ..لا يسمح لك بالاعتراض و لا داعي للقلق بشأن الملابس فمقاسنا متقارب
ادخلتها الحمام و طلبت منها التصرف كما لو كانت في بيتها و اغلقت الباب
كانت معالم التفاجؤ تسيطر عليها ثم انفجرت ضاحكة على تصرفات بوني الطفولية المرحة فصحيح انها التقتها منذ اقل من ساعة لكنها الفتها بسبب خفة دمها و عفويتها..ثم التفتت نحو الحمام ففتحت فمها إلى درجة ان فكها كاد ينكسر..كان حماما رائعا و كأنه قد خرج من قصص الأساطير:أرضية زليجية سوداء مزيينة بمربعان ذهبية و جدران سوداء مزخرفة بالذهبي تبثت على احداها مرآة تمتد من الارض إلى السقف أما الحوض و المفسلة فقد كانا من الرخام الابيض المموج بالذهبي و الصنابير ذهبية على العموم اللونان الغالبان هما الاسود و الذهبي
ملأت الحوض بمياه دافئة و خلعت ملابسها الملطخة بالدماء ثم غمرت جسدها بالماء لتشعر براحة كبيرة تجتاح جسدها..اغمضت عينيها و هي تسنشق رائحة البخور و الخزامى التي تعم الحمام إلى ان داعب خيالها مشهد غريب:كان مشهدا لها و هي تتمسك بملابس شاب ما في الغابة و قد كانو محاطين بمخلوقات غريبة و مخيفة جعلتها تفتح عينيها فزعة و مستغربة في نفس الوقت فقد كان وجه الشاب ضبابيا لم يسبق لها ان رأت تلك المخلوقات أبدا
طردت تلك الرؤيا من رأسها بحجة أنها تهيؤات لا أكثر ولفت جسدها برداء الحمام و مرت بجانب المرآة لكنها تراجعت باستغراب و هي تنظر لانعكاسها ثم صرخت لتسمع صوت بوني عند الباب فادخلتها و اوقفتها مشيرة لانعكاسها قائلة:من تلك التي تحدق بي
قلبت بوني عينيها و قالت:إنها أنت يا غبية..هذا أحد آثار علاجي الجانبية
كان من حقها أن تنصدم فقد صارت ملامحها اكثر شبابا و ازداد قوامها رشاقة و ازدادت بشرتها نظارة و جمالا و اختفت علامات الارهاق من جسدها و قد ظهر و شم لهلال يتدلى منه عنقود نجوم على ذراعها اليمنى...ناولتها بوني الملابس و خرجت لتتركها ترتدي ملابسها ثم بدأتا تسيران في الرواق متبادلتين اطراف الحديث فالتقتا دايمن الذي قال ساخرا:كنت أظن ان صديقاتك عجائز فقط لكنك غيرت ذوقك
ثم التفت إلى سيبل و قال:مرحبا اسمي دايمن
قلبت عينيها بملل و قالت:و انا ملك الموت الذي سيقبض روحك ان لم تبتعد عن طريقي
تجاوزته بمجرد ان أنهت جملتها فقالت بوني بسخرية:أين جبهتك أنا لا أراها
ثم لحقت سيبل إلى الغرفة قدخلت لتجدها تنظر إلى كيد بقلق و شفقة فقالت:الأفضل أن ننقله إلى السرير
هزت بوني رأسها موافقة و عندما انتهتا بدأت بوني تعبث بشعر كيد قائلة:هل هناك شيء استطيع فعله لمساعدته
ناولتها بوني وعاء ماء و بعض الكمادات و قالت:بلليها و ضعيها على جبينه..سيساعده هذا على الاستيقاظ بسرعة
|■|■|■|■|■|■|■|■|
ارخى الليل سدوله على مدينة لاس فيغاس و قد كانت سيبل لا تزال على حالها ...تغير كمادات الراقد أمامها..تائهة بين أختها التي لم ترها منذ يومين و صديقها بالحال المزرية و الحادث الذي لا تذكره ..تنهدت بارهاق لكنها شعرت بعطش رهيب فخرجت باحثة عن المطبخ الذي وجدته بعد عشر دقائق بسبب كبر القصر..شربت حوالي لتر كامل لكن عطشها كان يزداد مع كل جرعة إلى أن التقط انفها رائحة زكية فتبعتها إلى ان بلغت نقطة مظلمة من القصر لكنها استطاعت الرؤية بوضوح..وصلت إلى باب معدني كبير حاولت فتحه لكنه لم يفتح فكسرته و كأنه من الورق المقوى ثم نزلت السلالم الحجرية و قد ازدادت وتيرة تنفسها و تسارعت نبضات قلبها إلى ان بلغت آخر درجة فرأت...
.
.
.
.
.
مرحبا كيف الحال
اتمنى انكم اشتقتم لي و اتمنى ان تكونو بخير المهم ما هي توقعاتكم و آراؤكم
سلاماتووووووو 👋👋👋👋❤️❤️❤️
لا تنسو التصويت

UPSIDE-DOWN رأسا على عقبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن