استمرت في سحبه إلى أن بلغا سهلا شاسعا فطالعها غير فاهم لسبب وجودهما هناك عندها ابتسمت بلطف رافعة سبابتها و وسطاها قائلة:أمامك خياران..إما أن تسابقني لنرى من سيفوز...أو نتقاتل و بهذا أتعلم بعض الحركات للدفاع عن نفسي
قلب عينيه بملل ليتفاجأ بها تهاجمه فتجنبها دون عناء و قال:ألم تقولي أني أملك خيارين؟
هزت كتفيها بجهل و قالت:غيرت رأيي..لنتقاتل
ظلا على هذا الحال حيث كان يمسك ضحكته بصعوبة من لكماتها الفوضوية و غير الاحترافية...نال منها التعب فقالت بانفاس متقطعة:مماذا صنعت؟
عبس وجهه فتداركت الموضوع قائلة:تتجنبني بكل رشاقة كما لو أنك من المطاط
اخذ نفسا عميقا و قال:قلدي ما افعل
وقف باعتدال ثم باعد ما بين قدميه ثانيا ركبتيه قليلا و رفع قبضتيه أمام وجهه...قلدت ما فعله لكنها كان تلكم بشكل منحن فوقف خلفها معدلا وضعية ظهرها و مرفقيها ثم أشار لها أن تلكم بأقصى قوتها مما تسبب في انطلاق بعض الريح..ثم وقف أمامها و مد يديه قائلا:تخيلي أن يدي كيس ملاكمة و عندما اقول.. ألكمي باليد التي امرتك بها
هزت رأسها بفهم و بدأت بتنفيذ أوامره إلى أن باغتها و كاد يلكم وجهها فتراجعت عندها ابتسم قائلا:ردة فعل جيدة لكن بطيئة
عقدت حاجبيها بانزعاج فقال:لا ضغينة لكن عدوك لن يعلمك بحركاته
تنهدت بقلة حيلة و عادت إليه تقاتله و في كل مرة يباغتها بحركة جديدة إلى أن تعبت فاستلقيا يطالعان النجوم إلى أن غفت
|■|■|■|■|■|■|■|■|
كانت تضع أحمر شفاهها متأنقة و كأنها ستخرج في موعد غرامي إلى أن دخل الغرفة و اتكأ على الجدار قائلا:هل ستخرجين في موعد دون علمي؟
ابتسمت و هي تدور امامه قائلة:أخبرني أولا ...كيف ابدو؟
اصطنع الابتسام قائلا:جميلة كعادتك..لكن لم كل هذا؟
وضعت نظاراتها الشمسية فقد كان الجو ساطعا في الخارج و قالت:تلك الزنجية تريدني أن التقي بها..أخبرتني أنها تريد الحديث معي
استغرب إنزو من اجابتها و قال: و من أين لها برقمك؟
وقفت أمامه قائلة:كانت عشيرتنا معروفة بتناقل الرسائل عبر المرايا من جميع أنحاء العالم يكفي أن تعرف وجه من تريد الإرسال له...الأمر أشبه بالهواتف
وضع يده على ذقنه مفكرا فيبدو أنه وجد وسيلة ستفيده فطبعت قبلة على خده و قالت:لا تقلق عزيزي لن أتأخر
غادرت لتركب سيارة سوداء كانت تنتظرها عند الباب متوجهة نحو مكان لقاءها بأختها و الذي كان مقهى في منتصف المدينة...ترجلت بفستانها الاسود القصير لتدلف إلى المقهى مثيرة كل أنظار الندل حولها و هو أكثر ما كانت تكره فتوجهت نحو التي اتخذت مقعدا في طاولة تتوسط المقهى فقد استأجرته لهذا اليوم كي لا يستطيع أحد ازعاجهما..جلست دارسي بروح مرحة و ابتسامة مخاطبة اياها بمزاح:صباح الخير أختاه...يبدو أنك بلغت من الغنى ما خولك فعل ما تريدين
أجابت بوني بصوت بارد: كفاك لفا و دوران..تعرفين فيم أريدك؟
وضعت دارسي سبابتها على ذقنها ناظرة للأعلى بتفكير و قالت:امممم...تذكرت...تريدينني أن اساعدك في إختيار فستان للمثول أمام سيدك او ريما مساعدتك في اختيار فستان سيدتك او ربما....
ضربت بوني الطاولة بغضب مقاطعة إياها و قالت:لماذا أنت في صفه؟
ابتسمت دارسي باستفزاز و قالت:لاني أحبه
خللت بوني اصابعها بين خصلات شعرها المموج محاولة التنفيس عن غضبها و قالت:تحبينه؟؟...أهذا جواب سؤالي؟؟...من بين كل سكان الكرة الأرضية أحببت جثة يسكنها شيطان....أشك أنك تعلمين حقيقته
اتسعت ابتسامتها قائلة:بلى أعرف...لأنني من استدعيته...كما أني لا أحب الجثة بل أحب الشيطان الذي يسكنها
شعرت بوني بدوار شديد فقالت بعدم استيعاب:لكنه يعبث بك فقط..هدفه الوحيد هو تحرير سيده و من ثم سيرميك جانبا
هزت دارسي كتفيها بلا مبالاة و قالت:أعرف..و لا يهمني
طفح كيل بوني... كيف لأختها أن تعرف أنه يتم استغلالها و العبث بها و تقول هذا ساخرة بكل فخر..لم تعد تطيق صبرا فأمسكتها من ياقة سترتها تهزها بعنف قائلة:دارسي كفاك أوهاما..لقد استدرجك ليوقع بك
ابعدتها دارسي تعدل فستانها ثم خلعت السترة ليظهر كتفاها المخططان بالندوب فبدأت تتقدم نحوها قائلة:لم يستدرجني أحد بل أنا من استدعيته بكامل رضاي..هل تعلمين لماذا؟لأن أحدهم تركني تحت انقاض تلك القرية االمهجورة و سار يمرح و يتمرغ بين ثروات عائلة السالفاتور الملاعين...عندما كنت تعبثين و تتوددين لاسيادك كنت اتلقى ألوان العذاب..لا تكاد تشرق الشمس إلا و أنا دمية تعذيب لهم و لا تكاد تغرب إلا و اتحول في طرفة عين إلى خسيسة رخيصة بينهم...اتعلمين من كان يواسيني؟...إنه هو..كلما استدعيته كنت اشعر بحرارته حول جسدي و بخوفه علي و غضبه منهم..ظللت على هذا الحال مئة عام كاملة إلى أن وجدت طريقة لاستدعائه خارج البوابة...أجل..أنا من أخرجته..أجل أنا من انتشلت جثة حبيب سيدتك السابق و خيطت احشاءها كي تحتوي طاقته...و أجل ربطته بي كي أكون الحامل
نطقت الاخيرة كاشفة عن ناحية قلبها ليظهر ندب كبير يملأ كامل المنطقة هناك و من ثم حملت حقيبتها و ارتدت سترتها قائلة:لقد ماتت أختي برفقتي تحت الردم..نلتقي في أرض المعركة أيتها الزنجية
لم تستطع بوني الاحتمال أكثر..أهذه حقا أختها البريئة الوديعة التي لم تكن تقوى على سحق نملة..كيف لها أن تصير مخلوقا قاسيا بقلب متحجر خال من المشاعر...لكنها متأكدة أنها ماتت فقد رأت جثتها و احتضنتها باكية..أيعقل أنها كانت فاقدة للوعي لا أكثر؟...احتضنت نفسها تشعر بألم كاسح يجتاح جسدها..لم يكن جرحا او وباء او فيروسا..بل كان قلبها الذي تحطم إلى أشلاء فقد خانت وصية والدتها....تكورت على نفسها أرضا باكية بحرقة و ألم...عل ذلك يخفف من انكسارها
|■|■|■|■|■|■|■|■|
دخل القصر ليجده فارغا تماما..لا وجود لبوني و صوت كارولاين غائب على غير العادة...مسح على وجهه متذكرا ما فعله ليلة أمس..لكنه كان منهارا تماما...لم يكن قصده...تتبع طاقتها إلى أن وصل أمام باب غرفتها فسمع انينا خافتا...طرق قائلا بلطف:حبيبتي...أأنت بخير؟
أجابته بصوت باك مبحوح:ابتعد عني...ألم تطلب مني أن أفعل المثل؟؟
قبض يده بندم و قال:كارن...افتحي الباب كي نتحدث
احس بصوتها يقترب أكثر و قالت:لا أريد
تنهد بقلة حيلة و جلس متكئا على الباب و قال:امممممم حسنا...لكن ما رأيك أن أحكي لك قصة..كم مر على آخر قصة حكيتها؟؟
لم تصله إجابة بل كل ما كان يسمع هو صوت ارتطام خفيف إثر جلوسها خلف الباب فقال:على أي...يقال أنه في زمن بعيد او ربما قريب من يعلم...كانت هناك اميرة مشاكسة لكن لطيفة و أبوها الذي يحبها كثيرا...لكن كانت هناك مشكلة و هي أن هذا الأب قد ابتلي بلعنة إذا ما سيطرت عليه تجعله يؤذي من حوله دون وعي إن لم يقم بتجديد ختمها...و في أحد الأيام سيطرت عليه هذه اللعنة...و كاد أن يؤذيها لولا تدخل الحرس..فانهار بمجرد التفكير بأنه سيفقدها لذلك و في لحظة غضب طلب منها الإبتعاد...لكن بعد أن استعاد زمام نفسه قرر الاعتذار و هو لا يعرف الإجابة إلى الآن
سمع قفل الباب يفتح ببطء ثم رآها تطل بجسدها الصغير من خلفه و قالت بصوت خافت:أسامحك
ابتسم بلطف ثم عانقها قائلا:اشتقت لك
أحكمت ذراعيها حول جسده مجيبة:لا تقلقني عليك مجددا...كما أني لن أبتعد عنك حتى لو طلبت...مفهوم؟
دفن رأسه في رقبتها مجيبا:أرجوك لا تفعلي
《♣︎◆♣︎◆♣︎◆♣︎◆♥︎◆♣︎◆♣︎◆♣︎◆♣︎》
كانت تتجول في المدينة باحثة عن عمل فقد اوشكت نقودها على النفاذ لتلمح بوني تسير بهوان مطأطئة رأسها و الحزن باد عليها فتسللت من خلفها لتفزعها لكنها تسمرت في مكانها عندما رأت وجهها الشاحب و آثار الدموع فاحتضنت وجهها قائلة بقلق:بوني...ماذا بك؟؟
رفت المخاطبة رأسها و قالت:سيبل...أشعر بالضياع
زادت هذه الجملة قلقها عليها فلم يسبق لها أن رأت بوني على هذه الحال...كانت دائمة المرح و الابتسام لدرجة أنها ظنتها أسعد شخص في العالم و أنها لا تعاني اي مشاكل حتى تنغص حياتها....أمسكت يديها بلطف و أجلستها على أحد كراسي الحديقة و قالت:بوني إحكي لي ما حصل...قد نجد حلا
هزت بوني رأسها بدموع قائلة:لا يوجد
استمرت سيبل في حدثها على الكلام فقالت:تعرفين الفتاة التي تكون رفقة إنزو؟
هزت سيبل رأسها بحاجبين معقودين غير فاهمة لما ترمي له فتابعت:تلك الفتاة تكون أختي
وضعت سيبل يدها على فمها بصدمة و قالت:تمزحين...صح
هزت بوني رأسها نافية و احتضنتها باكية بحرقة...ربتت سيبل على ظهرها بينما كانت تقول بشهيق يجعل كلامها صعب الفهم:لم..اكن...اع..اعلم ان..اها حية....و..و..هي الان.ن تري...تريد..الانتق..الانتقام مني...ظنا...من.منها...اني...تخ...تخليت...عنها
امسكت يدها بلطف و قالت ماسحة دموعها بكمها:أولا لا تبكي في مكان عام فهذا يجعلك تبدين أضحوكة...ثانيا ستفسدين مكياجك...ثالثا...ما رأيك أن نملأ بطوننا
ناظرتها بوني باستغراب فأكملت موضحة:أعلم أنك تظنينني غير مدركة لوضعك لكنك مخطئة فأنا ادركه جيدا و قد مررت به مع ابي بالتبني...اتركيها فقد اختارت طريقها و هي ناضجة بما يكفي فلا تحملي نفسك ذنب اخطائها و أعلم جيدا أنك لو كنت على دراية بأنها حية لقاتلت العالم بأسره للبقاء معها و سيأتي يوم تندم فيه و تعود طالبة السماح و إلى أن يحين ذاك الوقت لا تتهاوني في نصحها....اتفقنا؟؟
ابتسمت بوني بلطف و مسحت دموعها قائلة:معك حق...هيا لنمأ بطوننها
ابتسمت سيبل برضى لأنها استطاعت إعادة بوني المرحة و رد و لو القليل من جميلها...دخلتا المركز التجاري و بدأتا تتجولان في المحلات و قد اشترتا بعض الفساتين و الاحذية لكليهما ثم جلستا في إحدى الكشكات لتناول الطعام و بدأتا في تجاذب أطراف الحديث فقام أحد الشبان باسقاط صينية طعامها و ضرب حقائبها بقدمه فنهضت قائلة:هيييي أنت..هل انت أعمى
استدار الشاب و وقف أمامها قائلا:منذ متى تعلم القردة الحديث؟
رمقته بنظرات غاضبة و قالت:عليك الإعتذار لي
انفجر الرجل ضاحكا و قال ممسكا بطنه:أنا؟؟اعتذر لك؟؟... أَمة* غبية...تبا ...لماذا بدأت يومي بالشجار مع زنجية لعينة
طفح كيلها فبدأ عيناها باللمعان لتبدأ النباتات من حولهم بافراز مادة ما كانت تتوجه بالأساس نحو ذاك الشاب و لم يسر إلا خطوتين إلا و وقع ارضا ممسكا قلبه بألم و قد ابيضت عيناه فوقفت أمامه قائلة:من أكون؟كرر ما قلتَه أيها الوغد...من أكون؟
تجمع الناس حولهم و اتصلوا بسيارة الإسعاف و منهم من يصور المشهد فبدأ سيبل بسحبها و تهدأتها قبل قتله و قد نجحت في ذلك بعد جهد جهيد
.
.
أَمة:بالفتحة و ليس أُمَّة..مؤنث عبد و معناها الخادمة أو المملوكة.
.
.
السلام عليكم يا جماعة الخير...الجزء طويل..أعلم و ممل لكن سامحوني لأني حاولت أن اظهر تطور علاقة سيبل بالشخصيات الأخرى و علاقة الشخصيات فيما بينها و الاشارة إلى بعض من ماضي بوني الذي سنعرفه في البارت القادم
قيمو البارت من عشرة...و ما هو اكثر جزء احببتموه
احبكم سلاماتووووووو ❤️💞💗❤️🩹💕💓💖✨️❣️💘
أنت تقرأ
UPSIDE-DOWN رأسا على عقب
Vampireماذا لو كنت هجينا من دمي جنسين او استيقظت يوما ما لتجد نفسك صرت مخلوقا لم تكن تصدق حتى بوجوده و تعتبره لسطورة فقط بل و تجد ان من يحيطون بك لهم علاقة بماض دفين لا تملك عليه أدنى فكرة هذا هو السؤال الذي طرحته بطلتا قصتنا و تتساءلان كيف تحولت حياتنا...