في جزيرة جيجو التابعة لكوريا الجنوبية حط ذو الخصلات الشقراء رحاله و بالضبط عند الميناء...أخذ نفسا عميقا يملأ رئتيه من هوائها العابق بعطر الازهار الطازجة و اكليل الجبل البنفسجي الذي ينسيك كل همومك أما مناظرها فحكاية اخرى:الخضرة الممتدة على حد البصر و الجبال العالية المغطات بالخضرة و الثلوج على قممها و البراكين الخامدة إضافة إلى البحيرات و الشلالات الصافية دون نسيان المغارات و الكهوف لهوات المغامرة و أخيرا معابدها القديمة التي تمتلك كل واحدة منها قصة تختلف عن الأخرى..بعد أن اكتفى من الاستمتاع بالمناظر شق طريقه لما جاء من أجله..تعمق داخل الغابة الرطبة إلى أن وصل كهفا عملاقا فتوغل داخله و كل ما يسمع هو صوت قدميه التي تسير عبر الارض المبللة و سقوط قطرات المياه من السقف... بدأ الضوء يلوح من بعيد ليظهر سلم حجري طويل منحوت في الصخور يقود إلى سهل ممتد انتشرت عليه ابراج حجرية مخروطية الشكل نقشت عليها اسماء و عبارات ك"فلترقد بسلام" و ما إلى ذلك...خلع سترته و ألقاها على العشب ثم استخدم طاقته لتكديس برج آخر من الحجارة بعدها أخذ الطين و بدأ يعدل عليه ليجعله بالشكل المخروطي المتناسق الذي يريد و اخيرا كتب عليه عبارة "فلترقد بسلام" ثم جثى أمامه و بدأ يردد بضع كلمات لكنه قفز إلى الخلف فجأة متجنبا السكين الأسود الذي رمي نحوه ثم قال بحنق:لماذا اتيت إلى هنا؟
(ملاحظة:دايمن و الشخصية الجديدة يتحدثان بالكورية)
تنهد المخاطب بسخرية و قال:يبدو أنك ما زلت تجيد لغتك الأم رغم أنك لم تعد تملك جنسية وطنك...أخي
شدد على كلمته الاخيرة فالتفت دايمن له و قال:لا تنعتني بهذه الصفة مجددا
انفجر الشاب ضاحكا و قال:ماذا؟ألم تعد تطيقني إلى هذا الحد؟
بدى على دايمن الانزعاج و أضاف راصا على أسنانه: لا احتملك تعبير لا يكفي حقدي لك حقه..لو كان بإمكاني تغيير دمائي و تنقية الهواء قبل استنشاقه لفعلت
ابتسم المخاطب بجانبية من أسفل كمامته السوداء و أجاب: تتحدث و كأنك أفضل مني..انسيت من تكون يا حاصد الأرواح؟
صر دايمن على اسنانه و أمسكه من ياقة سترته السوداء قائلا:لا تنعتني بهذا الإسم مجددا ايها الداعر
عقد الشاب حاجبيه متظاهرا الاستغراب و أضاف: لماذا أنت غاضب هكذا؟أم انك انزعجت لأني ذكرتك بحقيقتك؟
ثم قرب وجهه راصا على كل كلمة:شيطان لعين كل ما يقوده هو تعطشه الدائم للدماء و الفساد و رؤية الجثث منتشرة على مدى البصر
احكم دايمن قبضته بغضب أكبر و صرخ:اخرس هارو اخرس
خلع هارو يدي الاخر عن ياقه و قال:لا تنعتني بهذا الاسم ايضا فهو يذكرني بذلك الضعيفين المسميان والداي
نهره دايمن بانزعاج و قال:لا تنعت والدينا بهذه الألفاظ
انفجر هارو ضاحكا و قال ساخرا:هل تعني والدينا اللذان انتزعت راسيهما و قلبيهما كما فعلت لأهل الجزيرة للأجيال و أجيال
ثم اضاف بسخرية بعد أن جال بنظره في السهل:ما هذا الغباء...هل تظن ان المجيء إلى هنا كل شهر و إقامة برج حجري لعين ثم الصلاة امامه طالبا السماح من ارواح ضحاياك سيكفر عن قرن من القتل و التعذيب دون تفريق بين الاطفال و العجائز و النساء و الرجال....بالمختصر نحن شيطانان حتى الصميم و حتى لو قضينا بقية حياتنا في الصلاة و طلب المغفرة سندخل الجحيم دون شك
ثم بدأ يتراجع مبتعدا و قد تحولت عينه اليمنى ذات الندبة إلى لون أصفر مشع و قال و كأنه يخاطب كائنا هو وحده من يستطيع رؤيته:اهدأ يا صديقي فلن يكون هذا الوغد وجبة لك اليوم ربما في المرة القادم
ثم قف قفز عاليا مخترقا الغابة
《♣︎◆♣︎◆♣︎◆♣︎◆♥︎◆♣︎◆♣︎◆♣︎◆♣︎》
في قصر ويلز و بإحدى الغرف الواسعة المجهزة بأحدث الاختراعات الطبية و الحيوية..استلقت سيلين على السرير محاولة الاسترخاء بينما تقف ساحرة معالجة بجانبها...هزت سيلين رأسها بمعنى ان تبدأ فأخذت حقنة و غرستها في عنق الصهباء مفرغة محتواها في وريدها ثم وضعت مستشعرات حيوية على صدرها ناحية قلبها و على جانب رأسها فغرقت في الغيبوبة...سرعان ما بدأت تتعرق و ترتجف و تهدي بكلام غريب تارة يكون رجاء و تارة سبا و شتما....استيقظت و هي بالكاد تلقط انفاسها و صدرها يعلو و يهبط بعنف...نزعت المستشعرات فناولتها الساحرة مناديل ورقية كي تجفف عرقها..اخذت كأس ماء شربته دفعة واحدة و قالت:كم صمدت؟
تفقدت الفتاة العداد الذي كان على الشاشة و قالت:خمس عشرة دقيقة و عشرين ثانية
تنهدت سيلين بعدم رضى ثم حملت عباءتها و غادرت نحو غرفتها...ارتمت على الاريكة بتعب و أمسكت ما بين حاجبيها فقاطعها صوت لطالما كان مقربا لقلبها:كم مرة علي أن اخبرك أن تترفقي بحالك... هل تريدينني أن أغضب منك؟
فتحت عينيها بحماس لتجده يقف أمامها فانحنى إلى مستواها و قال:صباح الخير صهبائي
قفزت عليه محتضنة إياه بشوق ثم نفخت خديها زامة شفاهها بطفولية و عقدت ذراعيها بانزعاج مشيحة بنظرها فقال باستفسار:لماذا؟ماذا فعلت؟
نظرت له بانزعاج و قالت:متى آخر مرة زرتني؟
فهم اخيرا ما ترمي له فأضافت:ألست صديقتك؟كما أني سيدتك في المقام الأول
ابتسم ثم تفقد رقبتها ليجد عليها آثار وخز عديدة فانزعج و قال:كم مرة تدخلين المحاكاة في اليوم؟
جلست على الاريكة محاولة تغيير الموضوع فجثى مقابلها و قال:سيلين..أنت تضرين نفسك بهذا...قد يتسبب اكثارك من دخول المحاكاة في دخولك إلى سبات أبدي
بدى عليها الحزن و الانزعاج فقالت بصوت خافت:أفضل دخول ذاك السبات على أن الاقيه مجددا...اكاد أرى ظله في كل مكان لذلك احاول هزيمة المخاوف التي تراودني و التي هو سببها
امسك يدها بحنان و لف وجهها ناحيته قائلا:توقفي عن لوم نفسك فهذا لن يفيدك في شيء..كل ما تجنينه هو اتعاب نفسك و أعصابك
ابتسمت بانكسار محاولة جعله يطمإن على حالها ثم اشاحت القناع الاسود الذي يغطي نصف وجهه الايسر لتظهر علامات حرق قديم طمست على اغلب ملامحه فازال يدها و قال معيدا القناع:لقد مر أزيد من قرنين على هذا لا داعي للوم نفسك في كل مرة نلتقي
بدى عليها الحزن و قالت:نيكلاوس ....كيف حالها؟ و لا تكذب علي أرجوك
اخذ نفسا عميقا و قال:استيقظت بالأمس قد كانت تحت تأثير الهلوسة لكن بوني قد تكفلت بها لذا لا تقلقي..لكنها تكرهك بشدة...اظن أنه عليك ان تبقي بعيدة هذه الفترة كي لا تنجرحي بكلامها
ثم صمت قليلا و أضاف:متى ستخبرينها؟لم يبقى الكثير من الوقت للمواجهة النهائية كما أن بوابة الجحيم بدأت تتصدع و لم يعد السحرة قادرين على صد شرورها و ما ساعد على ذلك هو ذاك الهجين
استغربت من جملته الاخيرة و قالت:عن اي هجين تتحدث؟
ثم شهقت بصدمة و قالت:هل تعني..؟لكن كيف؟
هز نيكلاوس كتفيه بجهل و قال:لا اعلم..انتظر استيقاظ كارولاين كي أحصل على معلومات اكثر..لكني واثق أنه قد تم انتزاع قلبه بشكل كامل
تنهد بحيرة ثم قال معيدا تشكيل شعره الطويل الأسود على شكل ذيل حصان و قال:علي الذهاب الآن
ارتمت في حضنه و قالت:زرني في أقرب وقت ارجوك..وحدك من تخفف ألمي
مسد على ظهرا بابتسامة دلالة على قبوله ثم غادر
《♣︎◆♣︎◆♣︎◆♣︎◆♥︎◆♣︎◆♣︎◆♣︎◆♣︎》
فتحت جفونها بتعب لتجد أن جذعها فقط ما يستلقي على السرير اما ساقاها فقد امتدتا إلى الأرض...جلست على حافة السرير معيدة شعرها إلى الخلف و هي تمسد على رأسها لعل ذلك يخفف من صداعها..فجأة ومضت صورة من ليلة أمس في عقلها فنظرت لنفسها لتجد أنها ترتدي فستان بوني..سرعان ما بدأت تلك الومضات تتراكب في لقطات ثم إلى مشهد كامل يصور ليلة الأمس بكل تفاصيلها من لحظة شربها إلى نومها باكية على صدر دايمن مرورا بتصرفاتها المتهورة و المنحرفة أمسكت رأسها شادة شعرها بقوة و كأنها تحاول استئصال تلك الذكريات من عقلها لكن دون جدوى..كيف ستنظر الآن إلى وجهها في المرآة؟و دايمن؟كيف ستكون ردة فعله عندما يلتقيان مجددا؟هل تراها تركت انطباعا سيئا عنها؟..ممن تسخر..إن تقربت من فتى و طلبت منه تقبيلك و تحرشت به هل تراه سيستقبلك بعدها بيدين مفتوحتين و رحابة صدر...استلقت على السرير راكلة الهواء بغضب ثم دست وجهها في الوسادة صارخة بقوة لاعنة نفسها و تهورها لدرجة أن حبالها الصوتية قد آلمتها...قاطع نوبة تأنيبها لنفسها طرق في الباب فعدلت من هندامها و اتجهت نحو الباب ثم اطلت من العين السحرية لتجده مالك الشقة..فتحت الباب بابتسامة مصطنعة محاولة التخفيف من الغضب العارم الذي كان يعتري الواقف أمام الباب لكن دون جدوى..نطق المالك بغضب مكبوت: ما هو تاريخ اليوم؟
اجابت سيبل بابتسامة متصنعة البلاهة:الخامس و العشرون من الشهر السادس..ياااه لقد اقترب عيد ميلادك
ابتسم المالك بصعوبة و قد كانت مرعبة جدا و قال:و ما آخر مرة دفعت فيها إيجار المنزل؟
شعرت سيبل بالحرج و لم يعد لها مفر فقالت:سيدي..اقسم اني سأسدد الإيجار كاملا و سأجازيك على انتظارك لي بمبلغ كبير فقط امهلني...
قاطعها بضرب الجدار بقربها بغضب مما افزعها و قال:شهر واحد..لا مشكلة..شهران اثنان..قد اتدبر أمرها...لكن ست أشهر دون دفع..من تظنيني.. دار ايتام؟
نطق الأخيرة بغضب و قال:اسمعيني..إن كنت تمرين بضائقة مالية فقد اتفهمك لكن من سيتفهمني..انا أيضا اكسب قوت يومي من التأجير و تعلمين أن أغلب المستأجرين قد رحلو بسبب سمعة الحي السيئة و أنا ايضا اريد المغادرة
بمجرد أن أرادت النطق أشار لها أن تصمت و قال:سآخذ بعين الاعتبار أنك لم تتأخري عن الايجار إلا هذه السنة و اكراما لروح أختك سأمهلك ثلاثة ايام لإيجاد سكن جديد أو سأطردك و تستطيعين سداد أجرة شهرين فقط قبل مغادرتك و هذا آخر كلام
تركها دون سماع ردها فأغلقت الباب و استندت عليه شادة شعرها بحيرة..اخذت حماما سريعا و غيرت ملابسها ثم خرجت قاصدة أقرب كشك لبيع الجرائد..اشترت واحدة و انتقلت مباشرة إلى صفحة عروض العمل و الإيجار ثم بدأت رحلتها للبحث عن عمل جديد
.....
جلست على أحد كراسي الحديقة العمومية و نزعت الحذاء عن قدميها المتورميتين من المشي..اخرجت قلما احمر من حقيبتها و شطبت على اعلان عمل آخر كما شطبت على خمسة عشر اعلانا من قبله ثم شربت الماء عله يروي ضمأها..مسحت العرق المنتشر على جبينها بعياء ثم قرأت الاعلان التالي...قاطع تفحصها للجريدة صوت ضحكات فتاة فأشاحت الجريدة من على وجهها لتجد أن المكان من حولها قد تغير بالكامل:الاشجار ما تزال شتلات و الكراسي خشبية كما ان الناس يرتدون ملابس غريبة و السيارات قديمة جدا و كأنها من الخمسينات
.
.
.
.
.
.
.
.
.
مرحبا شباب المهم هل يملك احدكم دواء مضادا للفصول الطويلة..اظنني احتاجه و بشدة المهم ما رأيكم بهارو و نيكلاوس و بشخصياتهم و ما الذي عناه نيكلاوس بالمواجهة النهائية؟و سر التغيير الذي حصل من حول سيبل؟
اتمنى ان يعجبكم الجزء و انكم لم تجدوه مملا شكرا على دعمكم الدائم
احبكم سلاماتووووووو 💕💘💖❣️✨️💞💓💗❤️
أنت تقرأ
UPSIDE-DOWN رأسا على عقب
Vampireماذا لو كنت هجينا من دمي جنسين او استيقظت يوما ما لتجد نفسك صرت مخلوقا لم تكن تصدق حتى بوجوده و تعتبره لسطورة فقط بل و تجد ان من يحيطون بك لهم علاقة بماض دفين لا تملك عليه أدنى فكرة هذا هو السؤال الذي طرحته بطلتا قصتنا و تتساءلان كيف تحولت حياتنا...