الفصل الثاني.

171 7 0
                                    

فتحت الفتاة باب غرفتها الساعة العاشرة صباحاً بملابسها الرياضية بينما شعرها مصفف إلى الخلف، لا شئ افضل من الهرولة بدراجتها الزرقاء في هذا الجو المنعش.

فُتح باب الحمام فجأة لتشهق تايلور بسرعة عندما رأت بيدري واقفاً أمامها بدون قميصه و بسروال رياضي قصير بينما قطرات المياه تنزلق من شعره، أبعدت الفتاة نظرها عنه سريعاً قبل أن يلاحظها تحدق بعضلات بطنه، متى حصل بيدري على كل هذه العضلات على اي حال؟!

قهقه بيدري بطفولية بينما احمرت وجنتا الفتاة و هى تمشي نحو الخارج سريعاً، "لا صباح الخير؟ هل كهذا علمتك اوليفيا كيفية معاملة الضيوف؟" قال بيدري و هو يرتدي قميصه قبل أن يتبعها ليشاهدها تجلس على الأرض لإرتداء حذائها، "إلى اين؟" سأل الشاب حتى يسمعها تخرج نفساً عميقاً، "لا اظن ان هذا من شأنك!" قالت و هو تقف لتعطيه إبتسامة مزيفة، "كنت في طريقي للهرولة على اي حال" قال و هو يلتقط حذاءه من الأرض حتى تتنهد سام.

فتحت سام الباب و تركته خلفها ليخرج أيضاً، أمسكت الفتاة بدراجتها لتخرجها من الحديقة الأمامية للمنزل ثم دفعتها لتقف خارجاً، "اسمع هنا، سآخذ جولة حول الحي، لذا سيكون لدينا خطة ما، انتَ من هذه الناحية، و انا من الناحية المعاكسة!" قالت و هى تنظر له لتراه مستنداً على البوابة و هو ينظر إليها، "لما لا نذهب من هذا الجانب معاً؟" سأل و هو يضع يديه في جيبه حتى تأخذ تايلور نفساً عميقاً.

"لأنني و بإختصار، لا اريد التجول معك!" قالت الفتاة و هى تحدق بعيناه العسليتان ليعم الصمت لمدة دقيقة، "اتعلم ماذا؟ افعل ما تريده، انا لا اهتم! فقد لا تزعجني!" قالت الفتاة قبل أن ترفع نفسها لتجلس على مقعد دراجتها بينما شاهدها بيدري بأبتسامة كبيرة.

حركت تايلور قدميها لدفع دراجتها إلى الأمام ثم شعرت بالشاب يتبعها ليركض ببطئ إلى جانبها، "تبدين جميلة على اي حال، لا اتذكركِ بدون بيجامتكِ المنزلية" قال ممازحاً حتى يراها ترقع أنفها إلى السماء، يبدو أنها لم تكن نكتة جيدة...

بعد عدة دقائق من الصمت حركت الفتاة عينيها نحو بيدري لتراه يأخذ أنفاسه بترتيب معين، بينما بدأت قطرات العرق تنزلق من جبهته و وجنتيه تبدأ بالإحمرار، تستطيع تايلور أن تقسم أنه لم يكن بهذه الوسامة من قبل، "هل يعجبك ما ترينه؟" سأل ممازحاً و هو ينظر إليها لتبعد عينيها سريعاً، "لم أكن انظر إليك!" قالت ثم بدأت تزيد في سرعة الدراجة، "مهلاً تايلور، لا استطيع مقاومتكِ!" قال ثم زودت السرعة أكثر حتى لم تعد تسمع صوت أنفاسه بعد الآن.

بعد عدة ثوانٍ وقفت الفتاة بدراجتها و نظرت إلى الخلف، لما لم يصل حتى الآن؟ عادت الفتاة ادراجها لعدة خطوات لترى بيدري مستلقٍ على الأرض، هلعت الفتاة ثم تركت دراجتها لتسقط على الأرض بينما ركضت نحو الشاب بسرعة لتنخفض إلى مستواه، "بيدري، بيدري! هل تسمعني؟!" قالت و هى تمسك بوجهه لترى أن كان يتنفس بطبيعية ام لا.

وضعت الفتاة ايديها في جيوبها بحثا عن هاتفها لكنها تركته في المنزل، "يا إلهي ماذا على أن أفعل!" قالت تحت أنفاسها و هو تنظر بالارجاء، لا احد يستيقظ مبكراً ايام إجازته لذا الشارع فارغ، "ربما اعطيني قبلة الحياة أو شيئاً ما" سمعته الفتاة يقول لتنظر إليه بدون أن يفتح عيناه بينما هناك ابتسامة كبيرة على وجهه.

"ايها اللعين!" صرخت الفتاة و هى تقف على قدميها بسرعة، "عليك الإعتراف، لقد كنتي قلقة علي ايتها الشابة!" قال و هو يجلس حتى تنظر إليه تايلور بغضب، "ماذا تظن أن علي فعله عندنا ارى جثة شخص عشوائي مستلقاة في منتصف الشارع؟!" قالت الفتاة و هى توبخه، كيف يجرأ؟!

"حسناً تايلور، انا آسف لم أكن أريد أن اخيفك- كانت مزحة ثقيلة فحسب، كما أنني كنت متعباً! استلقيت على الأرض حتى استريح لبضعة دقائق!" قال و هو يتبعها و هى تأخذ دراجتها من على الأرض لتسندها على الحائط، "هل يمكنك أن تنقلع الآن؟! انا حقاً لا اريد ان اراك!" قالت الفتاة و هى تنظر له غاضبة حتى يتنهد قليلاً، "لا" قال حتى تضع الفتاة يدها على وجهها لتخفيه.

"ايمكنك التوقف عن ازعاجي؟!" قالت تايلور حتى تراه يحرك أصابعه بين شعره، "كلا تايلور! علينا التحدث!" قال حتى تزيل الفتاة رأسها من يديها، "عن ماذا تريد التحدث بيدري؟ لا يوجد شئ يمكننا التحدث عنه!" قالت حتى يصمت قليلاً، "ماذا تريد؟!" صرخت تايلور و هى تحدق بعينيه حتى يتنهد قليلاً.

"اريد ان نعود لما كنا عليه!" قال حتى تلصق الفتاة حاجبيها، "لا يمكننا العودة لما كنا عليه بيدري، انا لا اريد العودة!" قالت، "لما لا تحاولين؟!" صرخ متسائلا حتى تعض الفتاة شفتيها، "كم انت اناني، تعرف تماماً لما لا اريد المحاولة!" صرخت عليه الفتاة أيضاً.

"لقد كنت خائفاً تايلور!" قال بينما تجمعت الدموع في عينيها، "لا اهتم بأي شئ يخصك الآن بيدري!" قالت و كادت تذهب قبل أن يمسك بذراعيها ليسحبها إليه بسرعة ثم يشبك شفتاه بشفتيها.

لا تريد تايلور الإبتعاد...لكن كل شئ فقط خاطئ...

دفعته الفتاة بكل قوتها بينما سقطت الدموع من عينيها، "لا يمكنك فقط العودة من اللاشيء و تتظاهر أن شئ لم يحدث ثم تذهب مجدداً و كأنك لم تعد!" قالت تايلور محاولةً مسح دموعها التى انهمرت بكثرة.

"اذا تعال للعيش معي في برشلونة، تايلور، لا يجب علينا أن نكون شيئا، فقط لنكون على مقربة من بعضنا البعض" قال بيدري حتى تحدق الفتاة بعينيه لثانية، كلمة واحدة فقط ستجعل خطته تنجح نجاحاً باهراً.

"لا"

Second Chance / بيدري جونزاليس Where stories live. Discover now