Part8

1.7K 28 3
                                    

في غرفة الصالون بالقصر كانت تجلس نادين باحضان قاسم دلف كل من غالي و فاطمه ، فاطمه و هي تجلس :- نادين يا بنتي ، عامله ايه وحشتيني يا حبيبت تيته
نادين ببعض المرح لكي لاتظهر تعبها لفاطمه تقف سريعا فشعرت بدوار مفاجأ لوقوفها السريع كانت ستسقط الي ان شعرت بيد تسندها اليه ، رفعت رأسها لتري من و اذ به جدها
غالي بهدوء :- براحه يا حفيدتي و انتي قايمه ، انتي كويسه ؟!
فاطمه بلهفه و خوف :- مالك يا نادين ، مالك يا بنتي ، مالها نادين يا غالي ؟
نادين بهدوء و مرح :- مالي يا تيته ما انا زي القرده اهو بس عشان وقفت بسرعه بس ، كادت فاطمه ان تتحدث فاوقفتها نادين و هي تحتضنها بمرح :- وحشتيني خالص يا فطومه ، اكيد كان البيت وحش من غيري 
فاطمه وهي تمسك يدها و تجلسها بجانبها :- جدا ، كان ساكت كدا و مفيهوش حس
نادين بمرح وصوت هادئ  :- اوعي تقولي الكلام دا تاني احسن غالي يزعل و كدا هنروح المعتقل
ضحكت فاطمه بقوه و اخذوا يتحدثون قليلا ،
•••••••
بعد قليل دلفوا الشباب جميعا، تعشوا سوياً و جلسوا يتحدثون ، كانو يجلسون جميعاً نظر غالي لرفيقة دربه ثم لاولاده ثم لاحفاده ، ثم قال في سره :- الحمدلله يارب علي نعمك الكتير ، ثم نحنح ليلفت انتباههم له وهو يقول :- فاطمه رفيقة دربي ، اولادي كنزي في الحياه و احفادي الغاليين ، خدوا مني النصيحه دي اوعي في يوم الفلوس تملي عينيكوا و تقسيكوا علي بعض ، اوعي تبص في اسد ابن عمك و اخوك ، الي ليه ليك وليك له ، انا تعبت و شئيت وعملت امبراطورية عمران عشانكوا ، ربيتكوا و كبرتكوا علي ان الامبراطوريه اهم حاجه ، انتوا اتربيتو سوا و كبرتوا سوا ، علمتكوا تبقوا في ضهر بعض و جمب بعض ، اوعوا تنسوا ان في ربنا ، وكله بما يرضي الله هيكون ، الا حدود الله ، راعوا ربنا في مالكم و اهلكم و عيالكم تكسبوا الدنيا و الاخرة ربنا قال في كتابه وذي القربي ، ووصي علي صلة الرحم ، ورسوله الكريم وصي علي سابع جار مبالك بقي باابن عمك و اخوك ، خليكوا كتف في كتف ولو اتهز كتف التاني يسندوا ،اوعوا تيجوا علي حد منكوا عشان قرش ، ربنا ذي ما بيعطي ذي ما بياخد ، و محدش واخد حاجه معاه وهو رايح للي خلقه ،يا احفادي انا و ابهاتكوا كبيرنا و الامبراطوريه دلوقتي هتبقي ملك ليكوا ، و الامبراطوريه مش هتبقي غير لما تكونوا ايد وحدة، ابهاتكوا عاشوا طول عمرهم شايلين بعض و كتف في كتف ، وعمرهم ما اشتكوا ، كل واحد فيهم كان بيشتغل عشان اخوه و انتوا عاوزكوا كدا المستقبل ليكوا ، وبكرا ليكوا ، انتوا الي هتعمروها طول ما انتوا ايد واحده و بما يرضي الله و رسوله ، ثم تطلع الي كل واحد منهم بداية من اسد الي نادين الصغيره ،قال و مش بقول علي الشباب و بس و البنات كمان ، خليكوا دائما جمب بعض يا احفاد عمران ، الا اخوك و ابن عمك يا ولاد عمران ، متخلوش الفلوس تعمي عينيكوا، خليكوا ايد واحده يا ولاد عمران
تحدث اسد باحترام شديد :- متخافش يا جدي ، احنا ايد واحده و عمرنا ما هنتفرق بوجود حضرتك و والدي و اعمامي
وافق الجميع اسد ، جلس الجميع يفكر في كلام غالي و يتحدثون سويًا
••••••••
الي ان راي جاسر العديد من الشعيرات خارج حجاب يارا ، احس بأحساس يخنقه يطبق علي تنفسه ، نار بقلبه ، احساس غريب ، حاول ان يشير لها و هي لا تراه ، يحاول ولا يجدي نفعا ، الي ان صاح فجأه :- نادين دخلي شعرك جوا الحجاب
نظرت له نادين باستغراب من صياحه المفاجأ ، ليشير لها علي يارا لتفهم و تخبرها بذلك ، ارتاح قليلا لفعلتها ، كانو يتحدثون سويا جميعا ،
لتقول يارا لزين :- وانت يا ابيه زين مش عاوز محاسبه علي الضيق كدا
زين باستغراب :- بتسألي ليه
يارا بلهفه :- بصراحه بعد اذن جدو طبعا قولت بدل القاعده دي والاجازه كدا كدا جايه قولت اما اجي اشتغل معاكو في الشركه و انورها كدا 
زين بفهم :- تنوري في اي وقت تعالي بس و ملكيش دعوي
يارا بسعاده :- الاهي تنستر و تنجح يا شيخ
ليضحك زين علي كلامها
••
شعرت يارا فجأه بمن يمسكها من الخلف و يخبرها :- و مين بقي الي سمحلك تشتغلي و من دماغك كمان
يارا و هي تشد البلوزه من يديه :- يا فهد سيب ام البلوزه هتنقطع وبابا قالي ماشي
لينظر فهد لابيه و هو مازال يمسكها و يقول :- صح الكلام دا يا حج
ساهر ببرود و خبث  :- لا مقلتش و معرفش حاجه
يارا بخوف من فهد :- ايه يا حج في ايه ، دا انا بنتك برضو ، تسلمني بسرعه كدا ، قوله الله يكرمك
ليضحك ساهر و هو يقول :- قالتلي قالتلي سيبها
فهد و هو يخبطها علي رقبتها من الخلف :- عشان الحج بس
يارا و هي تعدل بلوزتها :- شكرا علي كرمك يا حضرة الظابط هنودي جمايلك فين مش عارفه ، ثم ذهبت الي ابيها و جلست بجانبه :- انت يا حاجه تسلمني كدا ينفع
ساهر :- اه عادي جدا ، عندك مانع
يارا بخوف مصطنع  :- انت براحتك يا حج تعمل الي انت عايزه
نظرت لفهد و هي تخبره بزعل مصطنع  :- انت قاعد بقالك يومين ليه ، قوم روح  ما كان ما كنت
فهد بحده مزيفه :- يارا مش عشان هزارنا و ضحكنا تاخدي علي كدا ، حاسبي علي كلامك
يارا وقد تجمعت الدموع بعينيها و هي تقف :- تمام حاضر يا ابيه ،و استأذنت و صعدت ، وقفت نادين خلفها و قبل ان تصعد نظرت لفهد بهدوء لتقول :- علي فكره يا ابيه هي مقالتش حاجه و انت عارف انها بتهزر معاك ، يارا حساسه جدا و ما بتصدق تشوفك اصلا ، عن اذنكوا
••••••••••••
كان جاسر يتابع مرحها مع الجميع ، و الغريب انه شعر بنيران بداخله و كأنه يحترق ، ليس بحزن و لا بشئ سئ ، عندما كانت تضحك مع زين احس انه يريد صفعها و اوقافها علي الكلام ، استغرب نفسه كثيرا و عندما حزنت كأن العالم توقف و كان يريد الوقوف و لكم فهد ، كانت عينيه عليها الي ان صعدت ، استغرب نفسه كثيرا و قال :- ايه دا في ايه ، اي الشعور دا ، وانا مالي اصلا ماتضحك مع الي تضحك معاه ، يزعقلها يحرقها انا مالي ، غريبه يا جاسر ، و اسمعنا يارا يا جاسر ، لم نفسك شويه دي بنت عمك انت اتهبلت ، وقف جاسر و استأذن منهم و خرج
نظر غالي الي فهد وهو يقول :- شايفك قاعد ، ورا اختك يلا
أماء له فهد ثم وقف و صعد
•••
كانت تجلس ساره بكل هدوء و دون كلام ، تنظر لزين بين الفنيه و الاخري ، نظرت له و لاحظها زين لتشيح بنظرها سريعاً و تتوتر ، ظل زين ينظر لها لبرهه و ادعي الامبالاه ووقف وصعد الي اعلي
••••
صعدت نادين خلف يارا دخلت الي الغرفه ، شاهدت يارا تجلس و تمسك بهاتفها وكأن شئ لم يكن
نادين و هي تدلف :- دا انا قولت هطلع هلاقيكي مبهدله نفسك عياط ، دا انا صدقت
يارا بمرح :- ايه رايك فيا بقي ، ولا دنيا سمير غانم في لهفه
ضحكت نادين :- يخرب عقلك بجد ، دا انا اديت كلمتين لابيه جاسر هيموتني عليهم
يارا و هي تكتم فم نادين :- بس بس هتفضحيني ، و انتي لازم تتسحبي من لسانك يعني
نادين و هي تفلت يدها :- اهو الي حصل بقي ، و انا ادافع عنك اتاريكي ، قاطعها طرق الي الباب ، ليتوقفوا عن الكلام و تخبر يارا نادين انه اذا كان فهد تخبره انها بالمرحاض و ذهبت سريعا
فتحدثت نادين :- اتفضل
وقف علي الباب عندما رأي نادين بالغرفه ليسألها باستغراب :- اومال يارا فين ؟! ، هي لسا بتعيط ؟
نادين و هي تخرج :- يارا في الحمام يا ابيه ، انا اسفه يا ابيه و ذهبت سريعا ، دخل فهد الغرفه و انتظر لتخرج ، خرجت يارا من الحمام و هي تتدعي الحزن ، نظر لها فهد لتتجاهلهو تذهب الي فراشها تجلس عليه و تربع يديها
ذهب لها فهد وهو يقول :- اوعي يا بت تفتكري الدور الي عملته دا دخل عليا
يارا و هي تنظر بعيداً :- دور ايه مش فاهمه
فهد وهو يجذبها من اذنها :- يابت دا انا الي مربيكي ، الشويه الهبل الي عملتيهم تحت دول ميدخلوش عليا
يارا بالم:- اه ..اه خلاص يا فهد محصلش حاجه اوعي كدا
تركها فهد وهو يقول :- ممثله عظيمه ، انتي ايه الي دخلك تجاره بس
يارا بغرور مزيف :- خسروني بس عشان دندون حبيبتي متبقاش لوحدها ، وروح نام بقي انت مش عندك شغل قوووم
فهد و هو يقف و يقبل راسها :- طيب قومت ، يلا تصبحي علي خير
يارا بمرح :- و انت من اهله يا فهوده
تركها فهد و غادر لغرفته وذهب الجميع الي النوم
••••••
في ذلك الوقت كانت نادين ذاهبه الي غرفتها و تنظر لهاتفها لم تلاحظ اسد ، الي ان استمعت الي صوته
كان اسد يصعد الي اعلي ورأي فراشته تتجه الي غرفتها ، ذهب خلفها وقف خلفها بمسافه نادي عليها :- نادين
سمعت نادين صوته خلفها توترت سريعاً ظنت انها تتخيل الي ان سمعته يقول :- نادين بصيلي ، التفتت نادين سريعاً
لتقول بسرعه و توتر :- نعم يا اسد
ظهر شبح ابتسامه علي شفتيه ونزل بظهره قليلا امام وجهها و قال بهدوء وحنين :- معنتيش تتدخلي ما بينهم ، كلنا عارفين ان هي بتمثل ، تصبحي علي خير يا فراشتي
ذهب اسد و ظلت نادين تنظر الي مكانه بشرود و توتر دخلت الي غرفتها اقفلت بابها ، و استندت عليه و هي تقول :- ثانيه ثانيه هو قال ايه ، قال فراشه لا و كمان ياء الملكيه ، ايه الي بيحصل دا ، ضحكت نادين و ذهبت لتفعل روتينها و ذهبت للنوم
•••••••••••
في صباح يوم جديد ، استيقظت مريم علي رنين هاتفها لتقول :- السلام عليكم مين ؟
الطرف الاخر :- و عليكم السلام ، لو سمحتي حضرتك تقربي الاستاذ سامح شرقاوي
انتفضت مريم لتقول بسرعه :- ايوا انا اتفضلي
:- انا ممرضه في مستشفي عمران و قريب حضرتك جه في حادثه للاسف من شويه و هو في العمليات دلوقتي
مريم بخوف و ذعر :- ايه ؟ سامح اخويا ، طيب ممكن العنوان بالتفصيل
اخبرتها الممرضه ثم وقفت مريم و ارتدت ما كان امامها ثم ذهبت سريعا ، دقائق ووصلت مريم الي المشفي لتدخل الي الاستعلامات سريعا لتسأل الممرضه :- لو سمحتي اخويا جه هنا في حادثه اسمه سامح شرقاوي هو فين
الممرضه بعمليه :- هو في العمليات في الدور الرابع
صعدت مريم سريعا مع خروج الطبيب من العمليه
اوقفته مريم سريعا :- لو سمحت يا دكتور ، اخويا اخويا اخباره ايه ؟
خرج اسر من تلك العمليه التي كان مرضها استنذف طاقته جميعا ، شعر بفتاه توقفه و صوت مألوف له يخبره :- يا دكتور ، اخويا جراله ايه ؟
رفع اسر عينيه لتلتقي بعينيها و يالا ذلك الالتقاء ، ماذا يحدث الان امن نظره فقط
فاق من شروده و هي تترجاه ان يخبرها ، اسر وهو يغض بصره سريعا و يستغفر :- المريض كان جاي حالته صعبه جدا و اتنقل العنايه المركزه ، ادعي ال ٤٨ ساعه دول يعدوا علي خير
مريم بذعر :- اي الي ممكن يحصل !!!
اسر بعمليه :- حاجات كتير ، زي ان يخش في غيبوبه او قاطعتها هي و هي تشهق :- غيبوبه !!
اسر بحزن :- للاسف لان كان جاي حالته صعبه جدا انا عملت الي عليا و الباقي علي ربنا ادعيله ، عن اذنك
ثم تركها تحرك خطوتين و نظر الي الخلف مره اخري ، يحاول تذكر لمن هذا الصوت ولكن لا يستطيع  ان يعرف لمن تحرك ليكمل عمله ، اما مريم وقفت امام غرفة العنايه و تنظر لاخيها و ترفع رأسها :- يارب انا معدتش ليا غيره يارب ، يارب
••••••••••••
وفي الجامعه عند نادين و يارا ، لتقول نادين ليارا :- هي مريم مجتش النهارده ؟
يارا :- رنيت عليها مرضتش ، تقريبا مش جايه
نادين :- تمام ربنا معاها بجد علي الانسان  الي هي عايشه معاه دا و العقربه  مراته
يارا بتأكيد :- اه و الله ربنا معاها ، يلا عشان الدكتور لو دخل مش هيرضي يدخلنا وراه
كانوا يتحدثون غافلين عن ذلك المختل الذي يراقبهم من الخلف
•••••••••••
عند ايلا في المكتب دخلت لها السكرتيره تخبرها بضرورة ذهابها الي مكتب جدها غالي ، وقفت ايلا سريعا ً و ذهبت له ، دقت الباب و دلفت
ايلا :- طلبتني يا جدو
غالي :- اقعدي يا ايلا
جلست ايلا و جلس غالي امامها علي الكرسي الاخر وهو يقول :- اخبار الشغل ايه ؟
ايلا بهدوء:- الحمدلله كله تمام يا جدو ، هو انا حصل مني حاجه ؟
غالي :- لا يا ايلا بس في موضوع كدا حابب اكلمك فيه
ايلا و هي تنصت ابيه بتركيز :- اتفضل يا جدو ، سامعه حضرتك
غالي :- انتي عارفه انك كبرتي و بقيتي عروسه قمر ، في عريس متقدملك ، وحابب اعرف رأيك!
ايلا باستغراب و خجل :- عريس ، مين دا ؟
غالي :- هادي ابن شوكت صبحي ، رجل الاعمال ، اكيد عرفاه ، اتعاملتي معاه قبل كدا
ايلا بنفور منه :- بعد اذنك يا جدو بس  هو حضرتك موافق
غالي :- ملكيش دعوي بيا دلوقتي الرأي رأيك
ايلا بجديه :- انا اسفه يا جدو بس انا مش موافقه عليه ، دا ولد مش ملتزم و اخلاقه مش كويسه و كلامه مش كويس ، انا اتعاملت معاه في الصفقه الي كانت بينا  ، وهو انسان غير محترم بالمره ، وكلامه معايا و نظراته كانت مش كويسه بالمره
غالي بابتسامه لها :- كنت عارف انك مش هتوافقي بس كان لازم اقولك ، و ايه حكاية النظارات دي بقي ، وليه مقولتيش  و انتي كان معاكي زين وقتها و انتي عارفه كان هيعمل ايه
ايلا بتوتر :- بصراحه يا جدو خفت زين يتأذي و كدا كدا مش هقابله تاني
غالي :- تمام يا ايلا ، اعتبري الموضوع متذكرش، اتفضلي علي مكتبك

عشق آل عمران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن