Part31

1.3K 24 0
                                    

عشق آل عمران 👤
________________
غرفة جاسر بعد ان صعد الي غرفته ورفض اكمال طعامه ، جاسر واسر هم فقط من تذوقوا طعم طعام والدته كان جاسر لا يأكل من دون يديها ،كانت دائمًا تخبره :- المفروض تاكل من اي حد دي نعمة ربنا
ليقول بطفوله :- انا بحب اكلك انتي وبس
عانا كثيرًا بعد وف..اتها ، حتي انه اصيب عدة مراة بسوء التغذية ومناعته كانت تسوء ،كان يأكل لقمه اولقمتين وبعدها ينفر من الطعام و يقف ويذهب ،والان ماذا بعد ان تعود وأقام ذاته علي ذلك تأتي هي بكل بساطه تذكره و تحي ذلك الالم بداخله مره اخري

كان يقف امام الشرفه عينيه ممتلئه بدموع الفراق والألم يقبض علي يديه لكي يحافظ علي ثباته وعدم سريان ذلك المجري داخل عينيه، وذكرياته تنهشه ، لم ولن ينسي يومًا ذكرياته مع والدته ،فهي التي تحييه الي الان ولكن ذلك الالم لا ينتهي فيتجاهله ويحاول ان يغض عنه ثم أتت هي و بكل بساطه تذكره به و تعيد له ذلك الالم بأقوي

صعدت ساره خلف جاسر سريعًا لتفتح الباب دون طرق عليه ،لتراه علي حالته تلك ،شعرت بسوءٍ يملئها و كاأن سوء ما يشعر به انتقل لها ، ابصرته بتلك الحاله ،لاول مره منذ ان رحلت والدتهم تراه هكذا جاسر لم ينهار يومًا كان لهم السد المنيع عن تلك الحياه و الاعيبها ، كان دائما يحاوطهم بوجدانه ويتلقي هو رصا..صات الحياه لكي يحيوا هم بهناء و سعاده ،لاول مره تراه بتلك الهشاشه ،لتذهب الي عنده سريعًا بأعين مواسيه برغم عدم معرفتها الاكيده بما يحدث معه

كان شارد هو يديه تذداد بضغطها وعينيه كانت تنافس اللون الاحمر في حمارها ،كانت تؤلمه بشكل لا يطاق ولكنه لا يريد ولا يستسلم  شعر بأحد يفتح بابه و يدلف ام يلقي له بالًا ،لا يقدر علي المماطله و الشرح ،ثواني وابصر  صغيرته الاخري امامه ساره ،رباهم هو وكان لهم الاب و الام ، ينظر بعينيها بألمٍ و تنظر له بحنين

لم يشعر الا وهي تجذبه الي احضانها ويديها تربط اعلي كتفه، شعر بذلك الحنان الذي يحتاجه ليرفع يديه و يحيط خصرها بقوه و تشدد ساره و نادين يمتلكون نفس حنان والدتهم ليضمها اكثر و ينفك ذلك السيل و تهرول سيول الماء من عينيه في تسابق كأنها الحريه ، كان يبكي ،يبكي لاول مره منذ زمن ، يبكي بصوتٍ لدرجة خروج شهقاته كطفل صغير ،طفل صغير اجبرته الحياه علي الخساره ليبكي لخسارته ، كانت هي تربط اعلي كتفه و تهزه يمينًا ويسارًا وعينيها تذرف الدموع كذلك و هي تخبره بحنان :- عيط يا جاسر ،عيط يا حبيبي ، وبعد تلك الكلمات شهق بصوت عال و لم يقوي الوقوف لينزل أرضًا لتستند ساره علي باب شرفته و تجذبه الي احضانها اكثر و هو يشهق و تلك السيول لم تجف بعد

في الاسفل كان اسر يأكل بنهم و عينيه تذرف السيول بلا توقف ، رغم جلوسهم جميعًا سويًا الا انه لم يستطع السيطره علي دمعاته ، كانوا ينظرون اليه بحزن دفين وشفقه ماعدا اللتانِ لا تفهمان ماذا يجري معه ، وجهه محمر وبشده فمه ممتلئ بالطعام يشرق بين الفنيه و الاخري و يزيل بكف يده احد السيول ليري جيدًا ،كان لا ينصت الي اي حديث حوله ، ذلك الطعام يشعره بها ويعيد ذكرياته معها إذًا فليأكل ، فليأكل الا ان ينهي ذلك الطعام كله ،اخبرهم بتحذير عن تناول لقمه واحده من ذلك الطعام و هو سينهيه بمفرده

عشق آل عمران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن