chapter 8

51 16 0
                                    

سبعة عشر يوما كانت ذاخرة بالاحداث و رحلات استكشافية لم تكن بذات الفاعلية ، القاعدة حقا هادئة إلا من صوت جنرال يتخاصم مع جنرال اخر كأنهما مجندان حديثا العهد ليس كأن كلاهما في الخدمة العسكرية من عشر سنوات ربما ، هذا كان الحال لأول اسبوع ثم حقا كلاهما اصبحا اهداء يستمعان لحديث بعضهما دون الاخرين ولا يتسببان بمشاكل لبعضها

اسبوعين و نصف كانت كل ما يحتاجانه ليعتادا على هذا التغيير ، ناڤين شخصيا لم يكن يشعر بالامان في ارض الروس لكن بعد أن تأكد أن لا احد له مصلحة في إيذائه بدأ بالإسترخاء فعليا ، كان فيتال يخرج ناڤين في نهاية كل اسبوع مرة ليعتاد على المدينة و ناڤين كان شاكرا لذلك

الان هناك جنرال يحمل باقة زهور و متجه بها لإحدى الغرف ، طرق الباب ثلاث مرات و حين لم يجب احد سمح لنفسه بالدخول ، الغرفة كانت مظلمة و صامتة - إلا من صوت المياه المتدفقة في الحمام - جلس فيتال على السرير يغمض عينيه يتأكد إذا كان ناڤين لا يؤذي مؤخرته بالجلوس على سرير حجري

السرير كان جيدا و فيتال وضع وروده جانبا على السرير بينما يستلقي ، تنهد مرة و اثنتين و ثلاثة حتى خنقته أنفاسه المتقطعة ، صوت فتح الباب جعله يهدأ او ربما هو اراد اقناع نفسه بذلك ، في الواقع هو لم يكن يكذب على نفسه بقاء ناڤين جواره كان يجعله هادئاً و متزناً بشكل لا يعرفه و بالتأكيد لم يجربه من قبل

كان اقتراب اليوناني منه يجعله يكتم أنفاسه رغما حتى إذا كانا في منتصف شجار يستمر الليل بطوله هو كان يبتعد معتذرا فقط ليحل تلك المشكلة ، خرج ناڤين ثم نظر ناحية فيتال الذي تذمر داخليا " تبا لما شعره يلمع ؟ ذلك بالتأكيد بسبب انعكاس الإضاءة الصفراء الصغيرة على قطرات الماء في شعره لكني اؤمن ان هناك شيئا لا اعرف لانه يلمع " قالها ثم نظر جواره ليسلم الاخر باقة زهور الاوركيد التي طلبها في وقت ما بين صفحات تلك الايام السبعة عشر

" ألا زلت تذكرها ؟ " قالها ناڤين بينما يحمل الباقة بين يديه ليجيب الاخر " ما كنت لأنسى شيئا تريده..حتى إن ظنني الجميع أهذي بزوجتي غير الموجودة و احضر لها باقة أزهار " قهقه ناڤين بينما نهض فيتال متمددا " استعد سنخرج " اومأ ناڤين على كلام الاخر لينصرف ، اخرج ناڤين سترة خمرية واسعة مع قلنسوة في الخلف و ارتدى بنطالا اسود مع خاتم و عقد باللون الاحمر الداكن ثم اختتم كل ذلك بوشاح طويل يغطي فيه على برد روسيا الانتحاري

امسك بالكتاب الذي كان يقراؤه و خرج ، كان ناڤين محط انظار كل من في تلك القاعدة و حتى عند خروجه منها ، انه يوناني لا يحمل اي شبه ممن هم هنا فشكله كان غريبا بينهم ككتاب تنمية ذاتية وسط اعمال ديستوفسكي ، وصل للسيارة ليجدها سيارة بسقف مفتوح مع حجة من فيتال انه يريد الاستمتاع بالهواء " أين سقف هذا الشيء " قالها ناڤين بينما يدخل ، نظر له فيتال ثم قال بهدوء " انه الخريف الذي لم تلاحظ وصوله و الرياح لطيفة لن اسمح لمجرد سقف او مدلل يوناني بإفسادها "

again...Death for nothingحيث تعيش القصص. اكتشف الآن