سبعة عشر يوما كانت ذاخرة بالاحداث و رحلات استكشافية لم تكن بذات الفاعلية ، القاعدة حقا هادئة إلا من صوت جنرال يتخاصم مع جنرال اخر كأنهما مجندان حديثا العهد ليس كأن كلاهما في الخدمة العسكرية من عشر سنوات ربما ، هذا كان الحال لأول اسبوع ثم حقا كلاهما اصبحا اهداء يستمعان لحديث بعضهما دون الاخرين ولا يتسببان بمشاكل لبعضها
اسبوعين و نصف كانت كل ما يحتاجانه ليعتادا على هذا التغيير ، ناڤين شخصيا لم يكن يشعر بالامان في ارض الروس لكن بعد أن تأكد أن لا احد له مصلحة في إيذائه بدأ بالإسترخاء فعليا ، كان فيتال يخرج ناڤين في نهاية كل اسبوع مرة ليعتاد على المدينة و ناڤين كان شاكرا لذلك
الان هناك جنرال يحمل باقة زهور و متجه بها لإحدى الغرف ، طرق الباب ثلاث مرات و حين لم يجب احد سمح لنفسه بالدخول ، الغرفة كانت مظلمة و صامتة - إلا من صوت المياه المتدفقة في الحمام - جلس فيتال على السرير يغمض عينيه يتأكد إذا كان ناڤين لا يؤذي مؤخرته بالجلوس على سرير حجري
السرير كان جيدا و فيتال وضع وروده جانبا على السرير بينما يستلقي ، تنهد مرة و اثنتين و ثلاثة حتى خنقته أنفاسه المتقطعة ، صوت فتح الباب جعله يهدأ او ربما هو اراد اقناع نفسه بذلك ، في الواقع هو لم يكن يكذب على نفسه بقاء ناڤين جواره كان يجعله هادئاً و متزناً بشكل لا يعرفه و بالتأكيد لم يجربه من قبل
كان اقتراب اليوناني منه يجعله يكتم أنفاسه رغما حتى إذا كانا في منتصف شجار يستمر الليل بطوله هو كان يبتعد معتذرا فقط ليحل تلك المشكلة ، خرج ناڤين ثم نظر ناحية فيتال الذي تذمر داخليا " تبا لما شعره يلمع ؟ ذلك بالتأكيد بسبب انعكاس الإضاءة الصفراء الصغيرة على قطرات الماء في شعره لكني اؤمن ان هناك شيئا لا اعرف لانه يلمع " قالها ثم نظر جواره ليسلم الاخر باقة زهور الاوركيد التي طلبها في وقت ما بين صفحات تلك الايام السبعة عشر
" ألا زلت تذكرها ؟ " قالها ناڤين بينما يحمل الباقة بين يديه ليجيب الاخر " ما كنت لأنسى شيئا تريده..حتى إن ظنني الجميع أهذي بزوجتي غير الموجودة و احضر لها باقة أزهار " قهقه ناڤين بينما نهض فيتال متمددا " استعد سنخرج " اومأ ناڤين على كلام الاخر لينصرف ، اخرج ناڤين سترة خمرية واسعة مع قلنسوة في الخلف و ارتدى بنطالا اسود مع خاتم و عقد باللون الاحمر الداكن ثم اختتم كل ذلك بوشاح طويل يغطي فيه على برد روسيا الانتحاري
امسك بالكتاب الذي كان يقراؤه و خرج ، كان ناڤين محط انظار كل من في تلك القاعدة و حتى عند خروجه منها ، انه يوناني لا يحمل اي شبه ممن هم هنا فشكله كان غريبا بينهم ككتاب تنمية ذاتية وسط اعمال ديستوفسكي ، وصل للسيارة ليجدها سيارة بسقف مفتوح مع حجة من فيتال انه يريد الاستمتاع بالهواء " أين سقف هذا الشيء " قالها ناڤين بينما يدخل ، نظر له فيتال ثم قال بهدوء " انه الخريف الذي لم تلاحظ وصوله و الرياح لطيفة لن اسمح لمجرد سقف او مدلل يوناني بإفسادها "
أنت تقرأ
again...Death for nothing
Actionكان فجرا رمادياً باردا...متناظرا عكس الوانه المعتادة البرودة فيه لم تتغير كثيرا ، لقد كان باردا دوما لكن هذه المرة أطراف أصابع جثته تطلب القليل من الدفء..قماش ابيض يتهاوى عليه مقتتل من نوع جديد في وجه بعضهما كجنرالين عظيمين اكثر من فوهة مدفع او نظر...