again...Death for nothing

chapter 42

" فدية مغايرة "
_____________$______________

نظر بهدوء ناحية النافذة ، السماء كانت غائمة صباحا و القمر شديد البعد مساءً ، رفع شعره للخلف بضيق بينما غزو الأفكار السلبية شديدة التشاؤم استحوذ عليه ، اراد إيجاد ناڤين فقط و هو ظن انه لم يطلب الكثير ، بدأت تراوده افكار ان الاخر خارج البلاد بأكملها و ربما حصل على قائمة ببعض الاسماء

نهض عن الكرسي و اقترب من النافذة يفكر بإلقاء نفسه عنها و رغم كونها مجرد رغبة إلا أنها بدت كالحقيقة تماما ، انه يسقط داخليا كل يوم و لمسافة بعيدة ، لم يجد قاعا يرتطم به ، عيناه حالكتان و بائستان للغاية و رغم ذلك وجد غياب ناڤين عنه شيء يدعو للمأساة اكثر منهما

اضاق عينيه يتأكد من الشخص الذي يراه بالأسفل ، كان شعره اسود و يرتدي ملابس سوداء...انه رودان ، لم يحتج الجنرال لأكثر من ذلك ليكون قد جزم بالأمر ، كان يريد النزول للتحدث معه و لكنه لاحظ الشخص الاخر الذي يقترب منه ، كان يرتدي سترة بيضاء و هو حقا لم يهتم لانه كان فينست فقط و فيتال لم يعتقد ان رودان سيكون بخير مع احدهم بقدر فينست و ربما ليس معه حتى ففي النهاية هو يكرهه الان غالبا

الهواء تدفق بسلاسة حولهم يجعل شعر فينست الاشقر يتموج بخفة بينما ينظر ناحية اللواء و يسأله بهدوء " لما انت شاحب هكذا " تنهد رودان و رد مرهقا " لما يستمر الجميع بقول ذلك انا بخير حقا " ضم فينست شفتيه معا ثم رد " لا اصدقك " رودان لم يعلق و فينست لم يحتج لتبرير اخر و عوضا عنه قال رودان شيئا يغير به الموضوع سريعا " لقد اخبرني فيتال انك تريد تعلم الاقلاع بالطائرة " اومأ فينست بشرود ليتقدم رودان و يمسك يده يسحبه للمدرج

توقفا امام طائرة تحمل العلم الروسي أخبره رودان انه احضرها معه من روسيا لايطاليا ، ابتسم فينست و ركبا معا ، امسك رودان بيده و علمه خطوة بخطوة حتى اقلع امامه ليتمكن من مشاهدة ذلك عن كثب ، لم يكن الأمر صعبا لانهم يحتاجون للاقلاع بسرعة و لا يمكنهم استغراق وقت طويل ، هبط رودان بعد أن اخذ الاخر في جولة قصيرة و بصراحة فينست لم يتعلم الكثير فقط بعض الاساسيات

لم يخرج ايهما من الطائرة و بقيا على الكرسيين بهدوء ، نظر فينست ناحية رودان و سأله بهدوء " كيف حال علاقاتك " سؤال غريب جعل رودان يعقد حاجبيه يفكر ، لحظات و اجاب السؤال المعلق " جيدة لحد ما و انت كيف هم اصدقاؤك ؟" لم يفكر فينست بإجابة السؤال كثيرا لانه كان يعرفها و عوضا عن ذلك فضل العبث بالباب جواره

" ليس لي اصدقاء سوى ناڤين....و جوزيف سابقا "

" يمكنك ان تعتبرني صديقا و يمكنك ان تعتبر فيتال ايضا "

قال رودان بهدوء و فينست ابتسم رغما ثم اقترب يشبك يديهما معا ، رودان لم يلاحظ و ربما هو لم يكن مهتما لتلك الدرجة ، اكملا تلك الليلة يتحدثان بشغف وسط ذلك الركود الذي يحيطهم ، احتاجا لذلك للغاية و تطرقا لمواضيع ربما ما كان سيحصلان على فرصة أخرى لطرحها
.
.
.
اولى لحظات الفجر تشبه الغروب للغاية و هذا ما دفعه للمكوث امام النافذة ليشاهده و رغم ذلك كان من المحبط تجمع الغيوم في السماء و حجبها الدائم للشمس ، صرخ بإحباط و ألقى كأسه من النافذة بقسوة ، ادخل يده في شعره المتشابك و تنهد ، اهمل تصفيف شعره و حلاقة لحيته كليا ، منذ غادر ناڤين و لم يستطع ايجاده و هذا حاله...شخص في قمة البؤس و كره الذات بلا سبب وجيه