" إلهي هذا مؤلم " صرخ ناڤين بينما يجثوا على ركبتيه ، ينظر للأفق بعينين واسعتان و شفاه ترتجف ، عظامه تطلب الرحمة لخمس دقائق يجمع فيها ما تبقى من حطامه ... اقل من عشر دقائق و سقط فاقد الوعي في الارض الجليدية ، تاركا الثلج يدفنه هناك و الرياح تتسابق على تقليب جسدهحاول ابقاء عينيه مفتوحة لكن كيان الرجل الطائر و هو ينزل رأسه له جعله يشعر بالراحة اكثر قليلا ، رفع يده للسماء يحاول الامساك بخيط الامل الصغير لنجاته ، نبضات قلبه المسرعة بدأت تتباطئ إشارة له أن يكف عن المحاولة
اغمض عينيه و هو يقول " ادفن تحت جليد الاعادي و انا من كان يثمل بالضحك عليهم .. يا لسخرية القدر "
.
.مستويات الأكسجين كانت تقل و تجعل التنفس شبه مستحيل بالنسبة للأثنان المحاصران بالحطام ، حاول فيتال تحرير قدمه و لكن شعور عظمه الذي يغادر موقعه جعله يتراجع
" رودان لا تفقد الوعي ، ابقى معي عزيزي "قالها فيتال في محاولة يائسة ليبقي وعي الاخر معه بينما هو ينسحب للاادراك " رودان هل تحتاج بعض الاكسجين ، هل انت بخير حتى " اومأ رودان براسه عاجزا عن الحراك " فيتال ... هناك إشارة استغاثة في جيبي اخرجها لانه من الواضح ان الاثار التدميرية للصاروخ انتهت " قالها رودان بأخر ذرات الوعي التي يمتلكها
حاول فيتال الاقتراب من الاخر و ادخل يده في جيبه ، بحث بعشوائية مبالغ الى ان امسك بأسطوانة قوية " انها هي بلا شك " اخرجها و بحث عن مكان يخرج منه يده و لكن بحق خالق الجحيم بالكاد يدخل الأكسجين الى هنا كيف يخرج يده
حاول ابعاد الحطام عن جسده متجاهلا الوتد المعدني الذي يقيد حركة كتفه ، ابعد احد الاطارات و اخرج يده ثم الإشارة و فقد الوعي مباشرة تاركا يده في الخارج ممسك بالعلبة
.
.رفع فينست نظره للسماء و هو يرى اللون الاحمر " إشارة " تمتم بشيئ من الكسل و سار برفقة الجنود ناحية الحطام ، اقترب فينست عندما لمح اليد الشاحبة التي تتدلى من بين الحطام " من فضلك ابتعد قد يكون عدوا " وضع احد الجنود سلاحه امام فينست ليعيق تقدمه ، امسك فينست السلاح و ابعده جانبا ثم تقدم بهدوء لا يشغل باله بالرد على الاخر
جلس القرفصاء امام الحطام و أشار لهم بأبعاده لانه يريد ان يرى من تحته ، بدأ الجنود بذلك و هو لم يقاوم حقا رغبته الملحة برؤية الدماء على الاراضي الثلجية التي تمتد الى بضع كيلوامترات تفوق بلاده بألوف مألفة من الكيلومترات
اقترب من الزراع الشاحبة و قام بعضها حتى نزفت و شاهد الدماء اللامعة التي تسيل بهدوء من يد الروسي لتنزل على أرضه و تلون الابيض كما اراد الاخر
" سيدي لقد افرغنا الحطام " عندما سمع فينست ذلك نهض و نفض الثلج من معطفه الابيض و اتجه ناحيتهم ، لكن لا اخفي عليكم انه تفاجأ عندما رأى الحالة السيئة للرجلان بالداخل ، سحب فيتال اولا و راقب تبعثر شعره الاحمر مع الثلج
أنت تقرأ
again...Death for nothing
Acciónكان فجرا رمادياً باردا...متناظرا عكس الوانه المعتادة البرودة فيه لم تتغير كثيرا ، لقد كان باردا دوما لكن هذه المرة أطراف أصابع جثته تطلب القليل من الدفء..قماش ابيض يتهاوى عليه مقتتل من نوع جديد في وجه بعضهما كجنرالين عظيمين اكثر من فوهة مدفع او نظر...