" احيانا كثيرة احمد الرب اني لست مضطرا لرؤية وجهي المزري هذا طوال اليوم"قالها ثم ابتعد من امام المرأة ببطء يبحث عن قميصه - سيرتدي قميصا اسود كما اصبح يفعل طيلة الفترة الماضية - بحث في الخزانة و لم يجده ثم اتجه ناحية السرير يبحث هناك ، رفع الوسادة بنفاذ صبر ليستوقفه شيء ما ، الوسادة كانت مبتلة و هذا جعله يدرك ان الوسادة و الغطاء و قميصه الذي يبحث عنه كلها ستكون مبتلة
مسح عينيه و امسك بالقميص يرتديه ، لم يتعب نفسه بتصفيف شعره او اختيار حذاء يتناسق مع ملابسه و بالتأكيد لم يبحث في درجه المليئ بالخواتم عن اياً منها ، خرج من غرفته لتضربه أشعة المصباح على وجهه ، لعن بهدوء لان لا طاقة له للسخط ، ذهب ناحية الباب ليأخذ مفاتيحه رغم ان طبيبه النفسي أوصى بأن لا يقود و هو بهذه الحالة
" فيتال رجاءً توقف "
نظر إليه الاخر و تنهد بينما يعيد اغلاق الباب ، نظر خلفه حيث كان رودان ينظر اليه بقلق ، تنهد فيتال لانه يعلم ان هناك الكثير سيقال بعد قليل
" فيتال انت—"
" رودان من فضلك طلبت مني الا اقود و هذه المفاتيح يمكنك اخذها ، لكني لا اريد اي محادثات طويلة انا بالكاد اتحمل ما يقوله يوهان لذا من فضلك..."سحب قدميه بعدها و غادر ، لا يعلم متى سيعود لروسيا مجددا و لكن هذا أكثر ما يحتاجه الان ، هو لم يتحدث بشأن ناڤين او رسالته ابدا كل مرة يتذكرها تعود نفسيته اعوام للخلف ، ما فعله ناڤين كان في اعين الجميع خاطئ و عند الروس تحديدا جريمة ... و لكن ظن الجميع ان لا علاقة لهم بما يحدث بينهما
ما كان بين فيتال و ناڤين ليس شيء يمكن لاي منهم التدخل فيه لاصلاحه ، هو شيء بينهما ناڤين انهاه بنفسه و فيتال لا زال يتجرع هذا كل ليلة و كل نهار مع ذلك سمية الكلمات كانت لا تزال تفتك به ليس بقلبه او مشاعره فقط بل جسده وجهه الشاحب عظامه التي لا تكف عن التهشم
سار فيتال لمسافة طويلة لم يشعر بها رغم احتراق قدميه من الألم الا أنه لم يشعر بهذا فقط يسير الشعور الذي يتفاقم داخله لا يقل مع خطواته و لكنه مع ذلك واصل
اليد التي وضعت على كتفه لتوقفه كانت ساخنة بالنسبة لجلد فيتال البارد و المزرق ... صنع ناڤين منه جثة تسير دون أن تدرك وجهتها
التفت ليقابل نواه خلفه واسفار معه ايضا ، اقترب نواه و هو يخبر الاخر " تريد السير لاطراف اثينا ام ماذا ؟ " لم يبدي فيتال اي ردت فعل كأنه لم يسمع او فقط ليس مهتم بان يجيب
جلس الثلاثة على طاولة في مقهى ما ، ارتشف اسفار من الكوب جواره ثم نظر الى نواه الذي يقول " هذا بسبب الجنرال اليوناني اذا لم اخطئ " نواه كان اول من يفتح سيرة علاقة الجنرال الروسي و الاخر ، لانه ببساطة لم يكن يحمل ما يكفي من الخوف او الاهتمام لعدم فعل ذلك او لفعل اي شيء في الواقع لكن هذا كان ابنه و هو اب في النهاية
أنت تقرأ
again...Death for nothing
Acciónكان فجرا رمادياً باردا...متناظرا عكس الوانه المعتادة البرودة فيه لم تتغير كثيرا ، لقد كان باردا دوما لكن هذه المرة أطراف أصابع جثته تطلب القليل من الدفء..قماش ابيض يتهاوى عليه مقتتل من نوع جديد في وجه بعضهما كجنرالين عظيمين اكثر من فوهة مدفع او نظر...