كان الليل حالكا اكثر من العادة - حتى مع تجرد السماء من الغيوم - النجوم البعيدة تضئ بخفة بينما يمشي احدا تحتها مترجلاً من عنبره ، ذهب الكساندر ناحية غرفة القادة التي لا يفترض أن يذهب لها بأي شكل او طريقة كانت - لكنه تلقى دعوة - طرق على الباب بهدوء ثلاث مرات ليأتي الصوت القاسي للواء من الناحية الأخرى يأذن له بالدخول
دخل ليدور رودان بالكرسي خاصته يواجه الاخر قائلا " اغلق الباب خلفك ايها المتدرب " فعل اليكس و تقدم خطوة إضافية من اللواء ليصبح مقابلا له بشكل افضل " من اين تعرف فيتال ؟ " سأل رودان بينما لا يزيح عينيه عن الارض يركز في بقعة مخفية " انه معلمي " قال الكساندر لينظر له رودان يحاول تذكر متى عمل فيتال في مدرسة اصلا
" بدوت متعلقا به هل دائما علاقتكما قوية هكذا " لسبب ما كان السؤال محرجا لألكساندر اعني لما قد يسأله احد عن علاقته بالجنرال " في الواقع ليس لذلك الحد لكن عندما رأيته ربما انا لم اتمكن من تمالك نفسي " اغمض رودان عينيه بعد الإجابة غير المرضية ليسأل الكساندر مجددا " و انت منذ متى تعرف فيتال سيدي " نظر رودان للأخر ببرود ثم قال بذات النبرة
" قبل أن تولد انت ربما " قالها ثم فتح الدرج يخرج سيجارة منه ، أشار بيده على انه يريد قداحة ليرميها له الشخص الجالس خلفه ، اشعلها رودان ثم اسند يديه لظهر الكرسي بينما يشير لألكساندر انه يمكنه الخروج اذا اراد و الاخر لم يعد يحتاجه ، اراد اليكس الذهاب لكنه تذكر شيئا فأدخل يده في جيبه مخرجا زر ملابس الجنرال الذي سقط في وقت سابق ، أشار له رودان ان يقترب ليناوله إياه و الاخر فعل لكن انثناء بسيط على السجاد كان السبب في ان انفه اصطدم بصدر اللواء يجعل الاخر يشهق الماً
نهض اليكس معتذرا فورا ثم خرج لينهض رودان و يذهب للجلوس في السرير رفقة الجندي الاخر - الذي كان دانييل - جلس جوار الاخر و استلقى للخلف بينما قدماه لازالتا على الأرض ينظر للسقف الابيض الذي لا ينقص او يضيف شيئا للحياة فقط يبقى هناك
" ماذا كنت تريد منه لواء رودان ؟ " تنهد رودان بينما يطلق نفسا من سجارته قائلا " لا اعلم انا فقط خائف من ان يكون مسلحا او شيء اخر " كانت مخاوف رودان قيد الدراسة بالفعل كون المخترقين و هذه الامور صعبة التنبؤكما يمكن للفرد تزوير هوية و عائلة و سبب التجنيد و كل شيء اخر و في تلك اللحظة حظا موفقا بإيجاد إبرة في كومة قش " ماذا ستفعل بالزر " كان سؤال دانييل الفضولي قد جذب انتباه رودان ليخرجه ناظرا له يبحث عن قيمته في اي مكان " لما افترضت اني سأحتفظ به ؟ " رفع دانييل كتفيه قائلا " لا اعلم ظننت ذلك شيئا جيدا لفعله" ابتسم رودان ثم نهض قائلا بينما يفتح الادراج " سأصنع منه عقدا و أضيفه للصافرة و عقد كارين "
اخرج رودان خيطا بنيا ما و قام بإدخاله في إحدى حفر الخياطة الرديئة التي تتلف بمجرد اقتراب جندي من جنرال ليصنع عقدا بسيطا لا يأخذ اكثر من خمس دقائق و اكيد اقل ، جلس مجددا امام دانييل ليمسكه دانييل و يربط العقد حول عنقه ، انتهى ليعاود رودان الجلوس على السرير بكامل جسده و كما هو واضح انه سيغرق في نوم طويل ، نهض دانييل ليذهب مبتعدا و يسأله صوت رودان من الخلف " الى اين انت ذاهب "
أنت تقرأ
again...Death for nothing
Actionكان فجرا رمادياً باردا...متناظرا عكس الوانه المعتادة البرودة فيه لم تتغير كثيرا ، لقد كان باردا دوما لكن هذه المرة أطراف أصابع جثته تطلب القليل من الدفء..قماش ابيض يتهاوى عليه مقتتل من نوع جديد في وجه بعضهما كجنرالين عظيمين اكثر من فوهة مدفع او نظر...