قرص الشمس الضئيل يكاد يختفي فعلا ، انها مرحلة الغسق التي لم يتبقى شاعر لم يتغزل بها ، كانت الطائرة التي على وشك الهبوط تخترق السماء لتصل لروسيا في وقت قياسي ، هبطت على المدرج امام عدد من الجنود المتجمهرين هناك ، فُتِح الباب لينزل اللواء بهدوء حاملا حقيبة صغيرة بيده بينما ينظر امامه
قزحيته الفضية ثابتة كأنه لم يكن خارج الوطن يوما ، نزل بهدوء حتى استقر على الأرض يقترب من الجنود تحت الضوء البرتقالي في السماء ، من بين الجنود كان هناك ذلك التدافع الذي لم يتمكن احدا من إيقافه - انه جنرال في النهاية - خرج فيتال من بين الجنود ينظر للأخر ، ابتسم رودان عقب ذلك اما فيتال لم ينتظر كثيرا و ركض ناحية الاخر
كان شعر فيتال الاحمر يعطي تأثيرا خاصا في السماء المكتحلة بالأسود ، توقف امام رودان قائلا " اهلا بعودتك ايها اللواء " بادله رودان المصافحة بينما يبتسم " اهلا بك جنرال فيتال...امل اني قمت بالعمل على اكمل وجه " كسرا المصافحة و اومأ فيتال بنعم يدفع الاخر للإبتسام
ثواني من التحديق و امسك فيتال برودان و قام بإحتضانه بينما يتنفس بسرعة مبالغ بها " يا رجل لقد اطلت الغياب " قالها فيتال بهدوء بينما يمسح على شعر الاخر ، ابتسم رودان ثم شبك يده بيد الاخر بدون ان يبرح بعيدا عن صدره " رائحتك كالمنزل " تمتم رودان بهدوء ليبتسم فيتال و يشد بعناقه اكثر
رائحة فيتال لم تكن حقا كالمنزل لقد كان يحمل رائحة روسيا كاملة في معطفه ، ابتعد رودان عن الاخر ليشاهد ابتسامته نفس الابتسامة التي كان يفكر بها طيلة فترة إقامته هناك " لندخل لواء " قال فيتال بهدوء قبل أن يمسك يد رودان و يدخلا
بقي ناڤين يشاهد من بعيد بينما يضع سماعة الرأس في أذنيه يحاول اخذ قسط طويل من الراحة في حين يتساءل بكسل عن متى سيعود هو ايضا لإحتضان كل ما يمكن احتضانه من اثينا ، اغمض عينيه يحاول الاندماج مع الأغنية التي تتحدث عن مواعدة احد لحبيبته و يتغزل بجمالها طيلة الأغنية
لم يكن لناڤين شخص معين يركب هذه الاغاني عليه لا حبيبة و لا خائنة ولا حتى جميلة كل ما يملكه هو مدفعية من نوع ما لا تجيد الرومنسية بأي شكل كان و ناڤين رومنسي حُر وفي رواية أخرى رومنسي بائس - رغم عدم حصوله فعليا على علاقة بأي شكل كان - لكنه كان يحب فكرة العلاقة و الزواج و انجاب اطفال معاقين لعالم معاق ، ما كان ناڤين ليكون افضل اب اطلاقا لكنه كان افضل ابن قد ترغب بالحصول عليه
ناڤين كان يقدس والديه لدرجة احزنته كثيرا عند فراقهما - بالتأكيد نحن لا نقصد هنا انه كان يبكي و حسب - لا لقد كانت انقباضة قلب واحدة لم يتوقع احداً انها ستنفتح مجددا ، بالتأكيد كان لناڤين الداعم و إلا كان ليتم إيجاده منتحرا في الدور السابع غرقا بعد أن شنق نفسه.....
" انجل "
انه الداعم الذي تحدثت عنه سابقا ، انجل اخت ناڤين الصغرى - تصغره بأربعة اعوام - و هي كانت كل سبب قد يدفعه للمضي يوما ، على عكس ناڤين فأنجل تمكنت من تخطي موت والديها بعد عام او اثنين عكس ناڤين الذي مازال ينزل الدموع عليه كلما تذكره ، انا فقط لا اريد البدء بتخيل صدمته عندما ماتا او كيف انه فكر بقتل نفسه وراءهما...افكار اطفال....
أنت تقرأ
again...Death for nothing
Actionكان فجرا رمادياً باردا...متناظرا عكس الوانه المعتادة البرودة فيه لم تتغير كثيرا ، لقد كان باردا دوما لكن هذه المرة أطراف أصابع جثته تطلب القليل من الدفء..قماش ابيض يتهاوى عليه مقتتل من نوع جديد في وجه بعضهما كجنرالين عظيمين اكثر من فوهة مدفع او نظر...