chapter 29

52 16 4
                                    

                     --------------------------                    

    " مصادفة "


" يمكن لتكتل المصادفات احيانا ان تكون مصيبة اكثر من الحقيقة في طبيعة ذاتها "

فتح عينيه بتواكل غريب لم يعهده منذ آخر مرة أجرى اختبارا مصيريا فيه ، نظر حوله للمكان غير المألوف و الذي لسبب ما يقل ألفة كلما بقي محتجزا داخله اطول ، يبتغي رؤية وجه يعهده بأقرب فرصة ممكنة ، هو فقط في بلد اجنبي وحيدا لا يعلم لما هو هنا بعيدا عن كل من يعرفه...يداه مقيدتان للطاولة و محاولاته اليائسة بأت بأخطاء ذريعة ، الجفاف استوطن حنجرته و شفتاه متيبسة بوضوح ، لم يشرب شيئا منذ قرابة السبع ساعات ، تُرِك وحيدا لفترة طويلة منذ دخل هنا ، فقط دخل عليه رجل بقي لساعتين يسأله بريبة واضحة و يمكن للأخر ان يقسم بأن الرجل لا يعطيه أدنى درجات الإعتبار

لفت انتباهه صوت فتح الباب امامه ، رفع رأسه ينظر للمتقدمين ناحيته ، ابتلع ريقه مرغما لكنه بشكل ما كان مسرورا لان فرصة أخرى للتوضيح اتيحت ، سمع صوت أحدهما يحدث الاخر قائلا " هل تريد البقاء هنا لفترة أطول جنرال ؟" اومأ الرجل الاخر الذي افترض اليكس انه جنرال و من معرفته بالقوات المسلحة هو يعلم أهمية تلك الرتبة ، الغرفة مظلمة و هو لا يرى وجه اياً منهما فقط مجرد خيالٍ جسدي يتقدم ناحيته...

انعكاس إضاءة المكتب الخارجي بعيدة نسبيا لكن تدفق ضئيل منها دخل الغرفة يتيح له رؤية الخصلات البلاتينية للرجل امامه ، ابتلع اليكساندر ريقه برعب واضح و كون المزيد من الرجال غير المعروفين يدخلون يجعله مرتعبا اكثر ، تقدم الرجل الاخر مجهول الرتبة من زر الضوء و قام بتشغيله يسمح للتيار الكهربائي بالوصول للمصابيح ،  لم تكن الاضاءة شديدة رغم ذلك - فقط ما يسمح لهم بالرؤية - نظر اليكس للرجل امامه و ملامح وجهه بدت مألوفة للغالية ، هو فقط بحاجة لصفعة واحدة ليعود عقله للعمل و موهبته في حفظ الوجوه كانت كذبة صريحة

رفع عينيه عن الجنرال امامه و نظر للشخص المألوف الذي يعاود اغلاق الباب ، الإضاءة الطفيفة كانت تجعله يشك اذا ما كان متأكدا من انه هو ، لكن البذلة الداكنة جعلته اكثر من ذلك ، لا يمكن ان يخطئه اطلاقا ، كان الوحيد الذي يمتلكها و اليكس ألقى كل اسئلته عرض الحائط و تحدث قائلا " لواء بلايك هذا  انا اليكس انت تعرفني " نظر له رودان ثم اغمض عينيه كأنه يعلم ذلك سلفا ، تقدم ناحية الفتى و لكنه لم يتوقف جواره ، تجاوزه ناحية الادراج بالخلف ، استند على احداها ثم و حين عدل ناڤين طريقة جلوسه ليبدأ الحديث ادار رودان جسده يخرج بضعة ملفات من الدرج جواره ، اخذها و ترجل خارجا ، تتبعه اليكس بعينيه حتى وصل المكتب الخارجي يتصفح الأوراق امامه....

اعاد نظره للرجل قبالته و قال مبررا " لم افعل شيئا صدقني " اومأ ناڤين انه يفهم ذلك لكنه تابع بنفاذ حيلة " ليس لديك ما يثبت صدق الفاظك في حين ذهب اللواء للتأكد من الأدلة الموجهة ضدك " ابتلع اليكساندر ريقه مجددا و لم يتحدث هذه المرة يجعل للاخر فرصة اكمال حديثه ، نظر له ناڤين بعمق ثم قال " لما اتيت لليونان " رفع اليكس نظره ناحية الجنرال بهلع ثم رد " اقسم اننا اتينا هنا اجازة لا اكثر و كل ما حدث محض صدفة خالية من التخطيط " رفع ناڤين مرفقيه للطاولة ثم رد " سنناقش هذا لاحقا اما الان هل تريد اعلام والديك بالأمر ؟" هرع اليكس قائلا " رجاءً لا " ابتسم ناڤين عن كيف أن الفتى لا يريد اقلاق والديه ثم اردف " حسنا هل تريد اعلام شخص اخر ؟"

again...Death for nothingحيث تعيش القصص. اكتشف الآن