--------------------------
" مصادفة "
" يمكن لتكتل المصادفات احيانا ان تكون مصيبة اكثر من الحقيقة في طبيعة ذاتها "فتح عينيه بتواكل غريب لم يعهده منذ آخر مرة أجرى اختبارا مصيريا فيه ، نظر حوله للمكان غير المألوف و الذي لسبب ما يقل ألفة كلما بقي محتجزا داخله اطول ، يبتغي رؤية وجه يعهده بأقرب فرصة ممكنة ، هو فقط في بلد اجنبي وحيدا لا يعلم لما هو هنا بعيدا عن كل من يعرفه...يداه مقيدتان للطاولة و محاولاته اليائسة بأت بأخطاء ذريعة ، الجفاف استوطن حنجرته و شفتاه متيبسة بوضوح ، لم يشرب شيئا منذ قرابة السبع ساعات ، تُرِك وحيدا لفترة طويلة منذ دخل هنا ، فقط دخل عليه رجل بقي لساعتين يسأله بريبة واضحة و يمكن للأخر ان يقسم بأن الرجل لا يعطيه أدنى درجات الإعتبار
لفت انتباهه صوت فتح الباب امامه ، رفع رأسه ينظر للمتقدمين ناحيته ، ابتلع ريقه مرغما لكنه بشكل ما كان مسرورا لان فرصة أخرى للتوضيح اتيحت ، سمع صوت أحدهما يحدث الاخر قائلا " هل تريد البقاء هنا لفترة أطول جنرال ؟" اومأ الرجل الاخر الذي افترض اليكس انه جنرال و من معرفته بالقوات المسلحة هو يعلم أهمية تلك الرتبة ، الغرفة مظلمة و هو لا يرى وجه اياً منهما فقط مجرد خيالٍ جسدي يتقدم ناحيته...
انعكاس إضاءة المكتب الخارجي بعيدة نسبيا لكن تدفق ضئيل منها دخل الغرفة يتيح له رؤية الخصلات البلاتينية للرجل امامه ، ابتلع اليكساندر ريقه برعب واضح و كون المزيد من الرجال غير المعروفين يدخلون يجعله مرتعبا اكثر ، تقدم الرجل الاخر مجهول الرتبة من زر الضوء و قام بتشغيله يسمح للتيار الكهربائي بالوصول للمصابيح ، لم تكن الاضاءة شديدة رغم ذلك - فقط ما يسمح لهم بالرؤية - نظر اليكس للرجل امامه و ملامح وجهه بدت مألوفة للغالية ، هو فقط بحاجة لصفعة واحدة ليعود عقله للعمل و موهبته في حفظ الوجوه كانت كذبة صريحة
رفع عينيه عن الجنرال امامه و نظر للشخص المألوف الذي يعاود اغلاق الباب ، الإضاءة الطفيفة كانت تجعله يشك اذا ما كان متأكدا من انه هو ، لكن البذلة الداكنة جعلته اكثر من ذلك ، لا يمكن ان يخطئه اطلاقا ، كان الوحيد الذي يمتلكها و اليكس ألقى كل اسئلته عرض الحائط و تحدث قائلا " لواء بلايك هذا انا اليكس انت تعرفني " نظر له رودان ثم اغمض عينيه كأنه يعلم ذلك سلفا ، تقدم ناحية الفتى و لكنه لم يتوقف جواره ، تجاوزه ناحية الادراج بالخلف ، استند على احداها ثم و حين عدل ناڤين طريقة جلوسه ليبدأ الحديث ادار رودان جسده يخرج بضعة ملفات من الدرج جواره ، اخذها و ترجل خارجا ، تتبعه اليكس بعينيه حتى وصل المكتب الخارجي يتصفح الأوراق امامه....
اعاد نظره للرجل قبالته و قال مبررا " لم افعل شيئا صدقني " اومأ ناڤين انه يفهم ذلك لكنه تابع بنفاذ حيلة " ليس لديك ما يثبت صدق الفاظك في حين ذهب اللواء للتأكد من الأدلة الموجهة ضدك " ابتلع اليكساندر ريقه مجددا و لم يتحدث هذه المرة يجعل للاخر فرصة اكمال حديثه ، نظر له ناڤين بعمق ثم قال " لما اتيت لليونان " رفع اليكس نظره ناحية الجنرال بهلع ثم رد " اقسم اننا اتينا هنا اجازة لا اكثر و كل ما حدث محض صدفة خالية من التخطيط " رفع ناڤين مرفقيه للطاولة ثم رد " سنناقش هذا لاحقا اما الان هل تريد اعلام والديك بالأمر ؟" هرع اليكس قائلا " رجاءً لا " ابتسم ناڤين عن كيف أن الفتى لا يريد اقلاق والديه ثم اردف " حسنا هل تريد اعلام شخص اخر ؟"
أنت تقرأ
again...Death for nothing
Acciónكان فجرا رمادياً باردا...متناظرا عكس الوانه المعتادة البرودة فيه لم تتغير كثيرا ، لقد كان باردا دوما لكن هذه المرة أطراف أصابع جثته تطلب القليل من الدفء..قماش ابيض يتهاوى عليه مقتتل من نوع جديد في وجه بعضهما كجنرالين عظيمين اكثر من فوهة مدفع او نظر...