الغرفة باردة كما كانت دائما لكن النائم على السرير يرفض الطبيعة المادية لها - برودتها لم تلقى استحسانه - حتى عندما قام بتشغيل المدفئة جواره ذلك لم يجعله يدرك شيئا غير كم كان الجو باردا و هو توقع الكثير من تلك المدفئة و الان عظامه تطلب منه النزول تحت اي غطاء حالا - ليس كأنه كان تحت احدها بالفعل - الطبيعة الجوية لروسيا قاسية و حتى مع كون موسكو قريبة من اوروبا إلا أن الطقس في ذلك الجزء ككل كان ينهش عظام اليوناني
كان هناك مدخنة نهض ليمدها بالحطب ، وضع الحطب و اشعل ستة اعواد كبريت لتشتعل سريعا ، خطته الموفقه جعلت النار تأكل الحطب امامه بسرعة و معه جزء من أفكاره المتهالكة ، ناڤين شخص قليل الاضطراب يتعامل مع كل شيء سريعا و أفكاره كانت تتخزن بالترتيب داخل عقله و الان هو يشعر بنفسه يفقدها تحت اللون الناري للشعلة امامه ، قرب يده لها ليوقفه الصوت برأسه فجأة...كان على بعد خطوة واحدة بالفعل
جلس امامها يشد الغطاء حوله كي يبقى دافئا ، هو بالفعل الان في بلاد غير بلاده و سيبقى هناك لفترة طويلة لا يريد البدء بالتفكير فيها ، لكنه ناڤين سيجد طريقة ليتأقلم بها كما كان يفعل دائما و اتصال واحد مع فينست يوميا سيجعله يشعر بعدم الغربة ، صدره ضيق منذ قدومه و هو يتوقع معاملة سيئة من الروس عندما يخرج صباحا لذلك هو فقط يريد البقاء داخل غرفته حتى نهاية هذا ، الخارج يبدوا موحشا جدا و هذه الغرفة هي اكثر الاماكن ضجرا بالعالم
" سأخرج و سأحاول فقط عدم إفساد كل شيء " قالها لنفسه ثم نهض لسريره ينزل تحت غطائه الرابع يحاول النوم ، اغمض عينيه لفترة ثم استيقظ بعدها ينظر للسقف مع امكانية نوم تنخفض حتى عشرين بالمئة ، تمتم أغنية والديه ليتذكرهما و ليس ليعود للنوم حقا...لم يتمكن من منع دموعه من التساقط بغزارة على جانب وجهه و تصنع خطا دافئا هناك...
ناڤين لم و لن يتمكن من تخطي موت والديه ليس الان و لا غدا ولا بعد مئة عام ، و عندما يتذكرهما فهو لا يحزن فقط...هو يبكي حتى ينقطع الهواء عن صدره و لا يعود قادرا على التنفس أو الكلام ، و كان هذا هو الحال هذه المرة ايضا وجهه اصبح احمرا بينما ينهض يحاول جمع الاكسجين من بين شهقاته ، عيناه تنزلان دموعا لم يظن أنه يمتلكها و هي تؤلم وجهه الان بالفعل ، كان مرهقا جدا السفر اخذ كل طاقته و ليس بحاجة لتذكر هذا على الاقل ليس الان
ليس عندما يحتاج لاكبر قدر ممكن من النوم لان الغد قد يكون طويلا ، مسح عينيه اللتان احمرتا بشدة و حاول استعادة حالته الطبيعية عوضا عن البكاء هكذا بشكل مفاجئ في ساعات الفجر الاولة ، وقف متمددا كونه لم يتمكن من العودة للنوم لذلك وضع ملابسه جانبا و دخل ليستحم و صدقني هو متفاجئ من وجود ماء ، ارخى عضلاته تحت المياه الساخنة التي لم يظن ان الروس يمتلكونها اصلا
خرج و امسك ببذلته العسكرية ليرتديها ، خرج ليرى القاعدة التي كان متواجدا فيها و بالفعل كان بعض الجنود يقظين " اهلا كاسيان " نظر ناڤين ناحية فيتال الذي ألقى عليه تحية بدون ان يزيل عينيه عن الأوراق في يده " كيف عرفت اني هنا " ازال فيتال عينيه عن الأوراق ثم قال بشبه تنهيدة " الرائحة اليونانية ربما " رفع ناڤين حاجبا على كلمة -اليونانية - تلك بالذات لم تعجبه
أنت تقرأ
again...Death for nothing
Aksiكان فجرا رمادياً باردا...متناظرا عكس الوانه المعتادة البرودة فيه لم تتغير كثيرا ، لقد كان باردا دوما لكن هذه المرة أطراف أصابع جثته تطلب القليل من الدفء..قماش ابيض يتهاوى عليه مقتتل من نوع جديد في وجه بعضهما كجنرالين عظيمين اكثر من فوهة مدفع او نظر...