الأشعة عالية الإضاءة تنعكس على البحر امامه ، الارتفاع الذي يجلس فيه يجعل كل شيء واضحا في مشهد ألفه منذ زمن ، بعض الرياح المحملة برائحة سالفة مع اثنين كانا اقرب له حين لم يكن قد نال شيئا ذي قيمة تذكر ، نهاية مراهقته حيث كان يبلغ التاسعة عشر محملة بالكثير من الذكريات تحتضن عدة تواريخ لامعة في جزر سانتوريني ، اغمض عينيه و اعقبها بإبتسامة بينما يرفع شعره البلاتيني للأعلى....نظر جواره للرجل الذي يتأمل المشهد بلامبالة فعلية بينما يضع اوراقه اللاصقة على الطاولة التي تفصلهما ، هذه ثاني ليلة سيقضيانها في سانتوريني و جوزيف ليس مرتاحا حقا مع ناڤين و يضع حدودا راسخة بينه و بين الاخر منذ سمع ذلك الحوار بينه و بين مدرس ايجين سيد زيڤان و هو يعتقد ان هذه اللحظة هي الاكثر مثالية لإفتتاح الموضوع
" هل كنت في الحفل الذي اجري الاسبوع الماضي ؟"
كان سؤال جوزيف واضحاً بينما لا يهتم بالاجابة كونه يعلمها سابقا" نعم....لما تسأل ؟"
كتب جوزيف بروية عقبها " تم استضافتك في اي فرع بالتحديد ؟"
" العسكري "
حل صمت عقب كلمة ناڤين تلك ، لم يبدي جوزيف ردا منفعلا ، مجرد اجفال جعل ناڤين يعدل كلمات بذات الهدوء لا يوقف اياً منهما تدفق مجرى الحديث
" امزح....في الواقع انت تعلم مكانة والدي المهنية و انا اتيت عوضا عنه لانه في مكان آخر الان "
اومأ جوزيف بالفهم و اعاد نظره للأمام ثم سأل ما كان يهمه اكثر " مع من كنت تتحدث عند الشرفة " ابتسم ناڤين ثم رد كأنه شيئا لم يعنيه " احدهم ، التقيت به هناك "
كتب جوزيف " هل تسحب احدا التقيت به لاول مرة للشرفة ؟ اعطني الحقيقة فقط "
نظر له ناڤين و هو يعلم ان خيار - ما علاقتك- لم يكن متاحا ، لا يتهرب من ذكر الحقيقة إلا من كان على خطأ و ناڤين اخطأ عندما تحدث مع فيتال لساعة هناك غير مراعي لاشخاص مثل جوزيف " لنقل اني اعرفه فقط " لم يسأل جوزيف بعدها و انزل الأوراق من يده يضعها جانبا ، نهض ناڤين يتمدد و يخبر الاخر انه عليهم العودة لإعداد حقائبهم لانهم سيغادرون ، امسك بيد الاخر و ركض ناحية فندقهم
خلع ناڤين حذائه البلاستيكي عند الباب و ركض للسرير بسرعة ليحظى يقسط من الراحة ، التجوال مع جوزيف لاسبوع كامل لكسب ثقته بينما لا يعطيه الاخر اي ردات فعل امر مجهد و ناڤين اضحى يتحدث كثيرا يحاول ملئ طرفي الحوار وحده ، غطى جسده بالغطاء و هو مستعد لينام ينسى تماما امر جمع الحقائب ، على النقيض الاخر اخرج جوزيف حقيبته و اعدها ثم اخرج حقيبة ناڤين و وضع الاغراض داخلها....
اقترب جوزيف من سرير الاخر ليقوم بإقاظه ، لكنه توقف للحظة لا يعلم ما يريده في تلك اللحظة ، غطى عينيه بكف يده و استند للسرير يتنهد ، الغرفة مظلمة و الاخر منهك لحد جنوني ، هو لا يعلم هل يثق بناڤين ام يخرجه من دائرته الضيقة و ناڤين ملتصق به حتى اصبح يرى وجهه اكثر من وجه ايجين حتى ، جوزيف لا يمانع ذلك و هو فقط يريد الا يندم لاحقا و جل تفكيره هو اختلاق اعذار لناڤين كي لا يبعده بقسوة و حتى مع احتمالية ان يؤذيه هو فقط لا يبعده ، تنهد عقبها مفكرا
أنت تقرأ
again...Death for nothing
Actionكان فجرا رمادياً باردا...متناظرا عكس الوانه المعتادة البرودة فيه لم تتغير كثيرا ، لقد كان باردا دوما لكن هذه المرة أطراف أصابع جثته تطلب القليل من الدفء..قماش ابيض يتهاوى عليه مقتتل من نوع جديد في وجه بعضهما كجنرالين عظيمين اكثر من فوهة مدفع او نظر...