" ردهة صحية "
.
.
.
" حسنا انتهيت من الفحص سيد زيڤان "اومأ الاخر على مهل ثم نظر ناحية الطبيب جواره ، كانت نظراته تطالب بالتقرير الطبي ، امسك الطبيب كتف مريضه و اخذ نفسا قبل أن يجيب " انت مصاب ببعض النوبات ستتحسن قريبا " نظر فيتال بتمعن في ملامح الاخر - كاذبة للغاية - لكنه لم يعلق ، كان متعبا اكثر من التفكير بطريقه لمصارحة الاخر بشأن الأمر ، وضع رأسه على الوسادة ينام ليومين لاحقين كما أمر الطبيب
خرج الطبيب مغلقا الباب خلفه ، رفع المتواجدان رأسهما لخروج الاخر سريعا ، لم يحتج الكثير ليدرك ما به ، لقد لاحظه من اللحظة الأولى و رغم ذلك رغب بأن يتأكد ، يوهان فارق ما بين شفتيه ليقول شيئا او يسأل بالمعنى الاصح لكن الطبيب استبقه قائلا " منذ متى تأتيه مثل تلك النوبات ؟" عقد رودان حاجبيه و رد " ليس وقتا طويلا " دون الطبيب ذلك و نظر ناحيته و قال بينما يضيق عينيه " انه مدمن سيدي " صمت كلاهما و يد رودان المتشنجة عند مقبض المسدس كان تشكل له مشكلة أخرى عليه التعامل معها
يوهان بدى هادئا رغم دقات قلبه السريعة ، كانت امامه الان مشكلة أخرى عليه حلها ، اقترب من الطبيب و وضع يده على كتفه قائلا " انت تعرف انه يعمل بالقطاع العسكري...لذا إن فكرت بفتح فمك " اومأ الطبيب بيأس ثم ابعد يد الاخر متنهدا و نظر اليه بتأنيب قائلا " التعاطي جريمة بغض النظر عن الجهة السياسية سيدي " قالها ثم ابتعد ، يوهان لم يتبعه يعلم انه لن يفتح فمه ابدا و ما قاله قبل قليل بدافع المسؤولية البحتة ليس إلا
نظر ناحية رودان الذي اغمض عينيه بضيق ، عض شفته السفلى متحسرا و نظر ناحية يوهان ، بدى من امامه كأنه يحاول حل عقدة ما ، نظر يوهان بدوره ناحية الاخر و سأل عدة اسئلة تحتوي عصارة الأمر
" منذ متى بدأ التعاطي و كيف بدأه و لما تركه "
رغم يقيني كلاهما ان من بالداخل لم يفعل ذلك بإرادته و انها حيلة من شخص ما إلا أن الشكوك تدور حول رؤسهما ففكرة ان احدهم كان يدس المخدر قرب الجنرال تستدعي الكثير من القلق ، ربما هو جندي إيطاليا و ربما هما لم يريدا توقع الاسوء ، رفع رودان سماعة هاتفه بملل ليسمع صوت دانيال على الناحية الأخرى ، تنحنح رودان ثم تحدث بدون ان يحاول اخفاء الغضب في صوته " احضر لي كل شخص لا يبدوا مألوفا و كل شخص ظهر فجأة خلال العام الأخيرة "
" سيكونون عندك في غضون ثلاث ساعات "
" ساعة و نصف "
" حاضر "اغلق رودان الخط و نظر ناحية يوهان ، سأل بهدوء قائلا " هل نخبر فيتال بذلك ؟" نفى يوهان ثم قال مبررا " ليس الان على الاقل ، انه ليس جاهزا لا نفسيا و لا جسديا...تعلم عزيزه ناڤين غادر قريبا و والدته بالعناية المركزة " اومأ رودان ثم نهض يدخل يده في جيبه يخرج مفتاح السيارة بينما يرد " لنحرص على أن لا يعلم عامة الشعب " رفع يوهان كتفيه بانعدام حيلة و غادر مع الاخر
أنت تقرأ
again...Death for nothing
Aksiكان فجرا رمادياً باردا...متناظرا عكس الوانه المعتادة البرودة فيه لم تتغير كثيرا ، لقد كان باردا دوما لكن هذه المرة أطراف أصابع جثته تطلب القليل من الدفء..قماش ابيض يتهاوى عليه مقتتل من نوع جديد في وجه بعضهما كجنرالين عظيمين اكثر من فوهة مدفع او نظر...