١١: مُلامِسٌ للقلب

575 65 177
                                    

إي وربِّ العزّة
فلتُبشري يا غَزّة
جاء وعدُ الله
وهوُ قريب

وغداً لا رَجعة
سوف نُصلّي الجُمعة
وعدُنا في القدسِ
وهوَ قريب

وغداً لا رَجعةسوف نُصلّي الجُمعةوعدُنا في القدسِوهوَ قريب

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

_

فتحتُ هاتفي بعد نوم هادي لأقرأ للمرّة الثّانية التّعبير الّذي صوّرتُه سابقاً. كانوا قد قرأوا أثناء حصّة اليوم نصّاً عن الإنسان الصّالح وتعرّفوا إلى مجموعة خصالٍ وقيم، وعلى ضوئه طلبَت منهم المعلّمة كتابة نصٍّ من ثلاث فقراتٍ حول إنسانٍ صالحٍ يعرفونه، ووقع اختيار أخي عَلَيّ.

"أحياناً يطرق الحزن بابي، أشعر بالضّعف والحاجة. أحياناً يباغتني الألم، فأذكر الأيادي الّتي كانت تربّت على ظهري والأحضانَ الّتي كانت تعطف عليّ. أحياناً أتّخذ خطوةً نحو اليأس، أكاد أستسلم لحزني وألمي، ولكنّه لا يسمح لي. أجده دائماً إلى جانبي.

قبل قليلٍ أيقظَني، بالتودّد والمداعبة، وحملَني إلى طاولة المطبخ حيث انتظرني وعاءٌ من الحساء الدّافئ. لاحظتُ أنّه لا يأكل، وبعد إصرارٍ منّي علمتُ أنّه يمرّ بوعكةٍ صحّيّة، ولكنّه قام بكلّ ذلك من أجلي، وبمقدار الحبّ نفسه كما كلّ يوم. البارحة سمعَني أغنّي فأنّبَني من دون أن يقسو عليّ، مازحني قبل أن يبيّن لي خطَئي، وطمأنني إلى أنّه يثق بي. قبل أيّامٍ أيقظَتني بعد منتصف اللّيل عوارض الرّبو، انتظرتُه، فهو لا يتركني أقضي لياليّ الصّعبة وحدي. لا تكفي السّطورُ لأعدّد ما مررتُ به من أزمات، ولكنّه لا يتأفّف ولا يتذمّر من الرّعاية بي. إنّه يدرس كذلك، ويعتني ببيئة بيتنا بحرصٍ. هو شخصٌ مسؤول، ولكنّه لا يؤخّر صلاته بسبب مسؤوليّاته، ولا يهجر من أجلها كتاب الله، ولا يغفل عن ذكره دائماً أو عن تذكيري بفضله علينا ولُطفه بنا، ولهذا أراه إنساناً صالحاً. لستُ أتكلّم عن أبي، ولكنّه يذكّرني به، يذكّرني بأمّي أيضاً، فهو يؤدّي مهامهما: حضنه مسكّن آلامي، وصوته مُستراح نفسي، وقُربه يعوّضني عمّا فقدت. هذا الشّابّ الصّالح هو أخي، جوادي الحبيب.

أجده دائماً إلى جانبي، يعلّمني، يأخذ بيدي إلى طريق الأمل، نحو باب الرّجاء. أخي يشرّع نوافذ البهجة فتنتعش روحي بعد الذّبول. يُسعدني، فأذكر أنّ اليأس لا يليق بي. أخي جواد يربطني بالله دائماً لأتيقّن أنّي في كنفه حاشا أن أضيع".

صغيري خُذْ بِيَديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن