٢٠ (الأخير): مثلَ مَوج

900 56 63
                                    

السّلام عليكم ورحمة الله
أرجو أن تكونوا بخيرٍ وعافية

رحلتنا الملأى بالمشاعر والتّحدّيات قد بلغت - مبدئيًّا - نهايتها، ولا أبالغ إن قلت إنّ بلوغ هذا الفصل بدا محالًا أحيانًا؛
تزامنت البداية مع انطلاق العام الدّراسيّ ثمّ آذانا - وما زال - حال أهلنا في غزّة، ثمّ زحفت الحرب بدمارها وثقلها إلى جنوب لبنان.
ندعو بالفرَج والغلَبة للمسلمين الصّابرين على أعداء الله.

هذا الفصل العشرون يقاطعُ الْتزامي المستمرّ بالرّواية، ولكنّه لا يُنهي مغامرات هادي وجواد.

سأعود إذا ما سمحت الظّروف وبقينا أحياءً بفصولٍ إضافيّة كلّ فترة، إن شاء الله. سأتعرّض في الفصول الإضافيّة لبعض طلباتكم الّتي لم أتمكّن من دمجها في ما مضى، إضافةً إلى قضايا وتطوّراتٍ أُخرى.

✨️أشكر كلّ من تابع باهتمام، كلّ من تفاعل، من شجّعني وأثنى على عملي - والفضل لله - وآمل أنّي لم أهدر أوقاتكم.✨️

أنتظر انطباعاتكم في نهاية الفصل، قراءة ممتعة🌱

_

«واقروا من قرآني آية تفهموا أصل الحكاية
إنّي بضحك ع القنابل موتة جاية وقلبي قابل
تعرفوا إن القنابل والمدافع والشظايا
والسّلاح اللي معاكو ومش معايا مش كفاية
موّتوني ألف مرة مش كفاية
غصب عنكم بلادي حرة وللنهاية
كلمة بكتبها بدمايا للّي يستشهد ورايا
إن تمن الجنة ديا لو حياتك مش كفاية».

_

طلب عمّي أن أنتظر في السّيّارة ريثما يعزّل غرفة الجلوس، كان قد أوصل حقائبنا إلى غرفة والديّ، أمّا هادي فقدْ بلغ الطّابق العلويّ بالفعل ليحضر "شيئًا" بعد أن ألحّ على عمّي بعدم المغادرة قبل عودته.

نزلتُ بعد خمس عشرة ثانية مقتديًا بهادي حين انتظر النّاظر راجحًا، وقفتُ عند الباب وراقبتُ عمل عمّي. لقد أزاح الطّاولةَ نحو باب المطبخ كي يجمع السّجّادة الوحِلة، هناك طبعات أقدام ولكنّ الأثر الأكبر حيث كنتُ - على الأغلب - ممدّدًا. نظرتُ إلى ملابسي الممزّقة الّتي يرفعها عمّي على عجَلٍ - وبرهبةٍ كأنّما يلمس جثّة - وشعرتُ بالضّعف.

خطوتُ ببطءٍ وجلستُ على الأريكة الصّغيرة الأقرب بعد أن حرّر عمّي السّجّادة الملطّخة من قبضة قائمتَيها الأماميّتَين، لاحظتُ سقوط كتفَيه حين رآني ولكنّي لم أبادله النّظر، وزفرت، ولكنّ الصّخور الجاثمة على صدري لم تتزحزح.

شرع عمّي في لفِّها بينما أفكّر بما جرى. حالة هادي وتمحور أحاديثنا حولَه، وانخراطي سريعًا في متابعة المحاضرات وتحصيل ما فاتني شغلاني عن التّفكير في الحادثة. كنتَ ميتًا يا جواد، ثمّ تضرّرت رئتاك وكليتاك ضررًا بالغًا، ولم يمتلك أيّ شخصٍ خبرًا جازمًا بشفائك.

صغيري خُذْ بِيَديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن