١٦: قلبُه دليلُه

651 59 107
                                    

«في الموضوع الفلسطينيّ، الصّمود هو مؤشّر الأمل دائمًا، والمسألة لدى الفلسطينيّين هي مسألة صمود وصبر ووقت»

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

«في الموضوع الفلسطينيّ، الصّمود هو مؤشّر الأمل دائمًا، والمسألة لدى الفلسطينيّين هي مسألة صمود وصبر ووقت».

«إنّ وضع الكيان الصهيونيّ اليوم بائس حقًّا، ناشئ من صمود الشّباب الفلسطينيّين».

«صمود أهلنا في غزّة وجهادهم معجزةٌ وحجّة على الجميع».

_

ابتسمَ لصافي - الّذي انعطف إلى إحدى الغرف - رغمًا عن قلقه الشّديد واجتاز المسافة بسرعة. توقّف عند الباب بعد أن بان له السّرير، أغمض عينيه وشدّ على قبضتيه. رآه زين قبل أن يختفي من الممرّ ليتفقّد مريضًا وعندما خرج لاحظ أنّ هادي ثابتٌ في مكانه.

تنهّد بينما يعقّم يدَيه وقصده وقال قبل أن يصل: "أراك تضع الكمّامة اليوم، كيف غاب هذا عنّا يوم أمس؟". مسح هادي دموعه بسرعةٍ والتفت نحوه مجيبًا: "لا أعلم".
-لماذا ما زلتَ هنا، لا تدعه ينتظر أكثر.
-(تضاءل صوتُه) لم أتوقّع أن أراه هكذا و... كلّ هذه الأشياء...
-كلّ ما تراه ضروريٌّ ويساعده.
-ولكن شكله مؤلم!
-جسده يقاوم المرض يا هادي، هناك حربٌ دائرةٌ في الدّاخل، من الطّبيعيّ أن تظهر آثارها، لا؟
-ب بلى
-(ابتسم) أبشّرك بأنّه يستجيب للدّواء، الأرقام تغيّرت قليلًا عن الأمس، للأفضل، هذا مؤشّرٌ جيّد.
-حقًّا؟!
-(ضرب على ظهره) هكذا أريدك! ادخل بمعنويّاتٍ مرتفعةٍ وأسمعه كلامًا جميلًا، هيّا، واترك هذا في الزاوية الفارغة كي لا يعيق عملنا ونضطرّ لإخراجه.
-حاضر

دفعه إلى الدّاخل فضحك وأكمل خطاه حتّى الزّاوية الفارغة، أرخى كفّه فارتفع البالون حتّى التصق بالسّقف.

"أخي، لقد جئت." جلس على الكرسيّ الوحيد وباشر بفرك يديه ببعضهما "أحضرتُ لك بالونًا، ضحك صافي عندما رآه، وهو قليل الضّحك." شعرَ بالحرارة في كفّيه من سرعة الاحتكاك فأخرج يد جواد من تحت الدّثار، قبّلَها وأبقاها بينهما "اخترتُه برتقاليّ اللّون. تعلم أنّي أفضّل الأزرق ولكن..." أخرج نفسًا متوتّرًا "سأنتقي لك الألوان الدّافئة فقط. إذن، كيف حالك؟" تأمّل وجهَه للحظات "أنا متعبٌ قليلًا لأنّي لم أنم، لم أستطع. لم أذهب إلى المدرسة اليوم، سأعود غدًا إن شاء الله. صباحًا عدنا إلى بيتنا مباشرةً، نقل عمّي أغراضي كلّها إلى السّيّارة، والمدفئة أيضًا كي تبقى غرفتنا دافئة. أحضرتُ دفترَي الذّكريات واليوميّات وألبومَ الصّور الأساسيّ، وأحضرتُ الآخر الّذي يحوي صوري في المشفى، لم أتصوّر أنّي قد أتجرّأ على فتحه يومًا، لا أذكر من تلك الحقبة سوى خوفي من كلّ شيء." تنهّد "أحمدُ الله أنّي تغلّبت عليه وإلّا فكيف كنتُ سأجلس إلى جانبك الآن؟".

صغيري خُذْ بِيَديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن