١٢: أحبّكَ ولكن

689 60 202
                                    

يا نبض الضّفّة لا تَهدأ أعلِنها ثَورة
حطِّم قيدَك اِجعَلْ لحمَك جسر العودة...

فليُمسِ وطني حُرّا فليَرحل مُحتلّي
فليَرحَلْ

فليُمسِ
وطني حرّاً

فليَرحَل مُحتلّي

«يا جُيوش الشّرِّ ستُهزَمون»

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

«يا جُيوش الشّرِّ ستُهزَمون»

_

"أنتظرك في المكتبة • . <
-فردون"

تطلّعت في الورقة فوق مقعدي والغيظ يستعر في داخلي. غمزة؟ فردون؟ هل أبدو خفيفاً إلى هذا الحدّ؟

خرجتُ من القاعة بعد إلقاء نظرةٍ أخيرةٍ نحو المدرّج لأتأكّد من غياب صالح، بدأت أخاف، هل أصابه مكروه؟ كنت سألت أحداً لو أنّي أعرف اسمه، ولا أستطيع توصيفه بدقّة، هل يميّزه أحدهم لو قلت إنّ روحه تشبهني؟

بلغتُ الطّابق الثّاني حيثُ المحاضرة التّالية ووقفت بموازاة الصّفّ. المكتبة أمامي في نهاية الممرّ، هل أذهب أم أنعطف يميناً وأنتظر أستاذي؟ لا، أشعر برغبةٍ في لكم فريد.

ابتسمت للفكرة ومشيت بخطٍّ مستقيم، وجدتُ المكتبة خاليةً إلّا من ثلاثة، حتّى الأمينة ليست موجودة. "وصلت؟! خشيتُ ألّا تأتي" صرخ فريد بينما يلوّح لي، أليس من قواعد هذا المكان إخفات الصّوت؟

نهض صديقه، لا أعرف اسمه بعد، طوله مقاربٌ لطولي ولكنّه أضخم. "تعال، اجلس" أشار إليّ ثمّ إلى الكرسيّ المقابل له، إلى جانب ثالِثِهم.
-لا وقت للجلوس، ماذا تريدون؟
-أنت تعلم، نريد تسيير العمل، مصالحنا مشتركة.
-كنت واضحاً في أنّي لست بحاجةٍ إلى المال، لا مصلحة لي من العمل معكم.
-(أخذ نفساً عميقاً) فهمنا هذا، ولكن... يؤسفني إبلاغك أنّك لستَ في موقع الاختيار.

نظرتُ إليه بعدم تصديق، هل يمزح؟ هل هو جادّ؟ ملامحه لم تتبدّل، صفحة وجهه عصيّةٌ على القراءة.

ضحكت. كلّ ما يجري أضحكني. السّخرية الّتي تحيط بي، غيظي الّذي طفح، قلقي على صالح، شعوري بالوحشة بين هؤلاء، البرد، رغم التّكييف، رغم الدّفء الّذي يغمر المكان، المكتبة باردة، وجودهم مخيف، ولكنّي ضحكت.

صغيري خُذْ بِيَديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن