و: هدفٌ جديد

485 46 75
                                    

_《لماذا الذّهول؟تعلّمتُ منك ثباتي وقوّةَ حُزني وحيداًفكم كنتَ يوم الطّفوف وحيداًولم يكُ أشمخ منكَ وأنت تدوس عليكَ الخيول!》_

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

_
《لماذا الذّهول؟
تعلّمتُ منك ثباتي وقوّةَ حُزني وحيداً
فكم كنتَ يوم الطّفوف وحيداً
ولم يكُ أشمخ منكَ وأنت تدوس عليكَ الخيول!》
_

"هادي!" ناداه زميلٌ واقفٌ قرب الباب فسكت مهدي والتفتا معًا نحوه "المعلّمة سناء تنتظرك في الفصل المجاور". استأذن من المجموعة ونهض، ابتسامةٌ صغيرة زيّنَت وجهه بينما يخطو بحماسٍ نحو الفصل، لعلّها أنهت مراجعة وتدقيق الرّواية كما وعدَته قبل أيّام.

"معلّمتي؟" نطق بينما يطرق الباب المفتوح.
-ادخُل وأغلق الباب.

جعلت نبرتُها الحادّة القشعريرةَ تسري في بدنه، ولكنّها تتكلّم هكذا في المواقف الجدّيّة، وأثناء الشّرح، وعندما يكون مزاجها معكّرًا... نحّى قلقه جانبًا ونفّذ ما طلبَت ثمّ اقترب من الطّاولة حيث تقف. لم تبادله النّظر فأخفض بصره بينما ينتظرها، فحطّ على الدّفتر ذي الغلاف البرتقاليّ الدّافئ الّذي يحوي روايته.

شجّعه ذلك فسأل: "هل أنهيتِ تدقيقها؟" نظرَت إليه فابتسم وأضاف "ما زلتِ على رأيك؟". الصّوت الّذي صدر تاليًا باغتَه، الشّعور الْتهمَ قلبه، رفضَ أن يصدّق، هناك خطأ، لا بدّ من عذرٍ لاستدارة وجهه إلى اليمين، للّذع في خدّه الأيسر، أعاد وجهَه إلى موقعه السّابق ليقابل وجهها الآن، ملامحه تعلوها الصّدمة، أمّا هي فمتجهّمةٌ وحادّة.

حرّك شفتيه المفرّقتين بشكلٍ طفيفٍ ليستفسر، فصدر الصّوتُ ثانيةً، وتضعّفت جميع الأحاسيس الّتي أيقظَتها الصّفعةُ الأولى: اللّذع في خدّه، المرارة في حلقه، حرارة الدّموع في عينيه، والضّيق في صدره. تراجع عدّة خطواتٍ، وزفر نفسَه المحبوس في الأثناء بينما ينظر إليها بعينين متّسعتين، وجفل حين شرعت في الكلام، صارخةً: "هذا أقلُّ ما تستحقّه بعد فعلتك يوم أمس!" لماذا تصرخ في وجهه؟!

"وتتعجّب من فعلتي هذه؟!" لماذا تنظرُ إليه بكراهية؟! "كسرتَ يده، احتاج عمليّةً جراحيّة، على أمّي أن تخدمه الآن!" من تقصد؟! هو لم يكسر يد أحد!

"أنا..." ابتلع غصّته ورجا أن يطاوعه لسانه وحاول "لم أكسر... يد أحد!" ابتلع ريقه "أنتِ مُشتبهة... مُعلّمَـ..." قاطعَته بالضّرب على الطّاولة فجفل ثانيةً.
-لستُ معلّمتك، ليس بعد الآن! هل فكّرت للحظةٍ بأنّي قد أكذّب أخي وأصدّقك، من تظنّ نفسك؟!
-(شكّل قبضتين على جانبيه لضبط أعصابه) لا أفهمُ... عمّن تتحدّثين!
-لا ترفع صوتك في وجهي! أتحدّثُ عن سنَد الّذي عنّفتَه ليلة البارحة أيّها الغرّ!

صغيري خُذْ بِيَديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن