ب: ابقَ قريبًا

616 47 104
                                    

طوفان الأقصى طوفان الأحرار

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

طوفان الأقصى طوفان الأحرار

_

فتحَت نور الباب لهادي فاستوقفها شحوبُ وجهه. "خيرًا؟!" استفسرَت بقلقٍ جليّ، هزَّ رأسه وحبس دموعه ثمّ دفع جسده المرتجف عبر الباب ونحو الدّرَج، "اصبر!" أضافت ثمّ نادت جوادًا فوجدته ينزل وما زال يمسح على شعره علّ الخصلة الواقفة تنصاع وتنضمّ إلى رفيقاتها، توقّف على صوت نور ثمّ عجّل خطواته وسند أخاه الّذي يتّكئ على الجدار بينما يصعد.

تركَه هادي يوصله إلى غرفته وجلسا معًا على السّرير، من أين يبدأ؟ كيف يشرح له كلّ ما جرى؟ فتح عينيه المغلقتين مذ كان في الأسفل وانتبه إلى زيّ جواد ثمّ تذكّر أنّه ونور ينويان الخروج لتناول العشاء. ابتلع ريقه ووضع عينيه في عينَي أخيه القلقتَين ثمّ رسم ابتسامةً صغيرةً علّها تضيف شيئًا من المصداقيّة إلى كلامه وقال: "التّدريب أتعبني".
-فقط؟!
-فقط
-ولكنّكم تتدرّبون هكذا طيلة الأسبوع وهذه أوّل مرّةٍ تعود مهزوزًا هكذا، أصدقني القول.
-(أغمض عينيه من جديد وسند رأسه على صدر أخيه) سأرتاح بعد أن أنام قليلًا، و... عندما تعود أيقظني لآكل لأنّي أتضوّر جوعًا.

انتظر جواد قليلًا علّه يهضم كلامه ثمّ زفر مستسلمًا، لثمه على رأسه ثمّ وقف معلنًا: "دعني أساعدك على تبديل ثيابك وعندما أعود تأخذ حمّامًا بينما أحضّر عشاءك." أومأ هادي فأضاف "لا تدخل الحمّام في غيابي، أخشى أن تقع".
-حاضر... يا فلفل.
-(ضحك وبعثر شعره - زيادةً -) فلفلني بقدر ما تريد، هذا اللقب على قلبي بحلاوة العسل على اللّسان. (ناوله بيجامته وأخذ منه زيّ التّدريب) ما كلّ هذه الآثار، هل تدرّبتم في الشّارع اليوم؟!
-(تمدّد على جَنبه) ليس الآن، أُخبرك بعد عودتك.
-طيّب، إذا ما احتجتَ شيئًا فراسلني.
-امم... في أمان الله أخي، استمتعا.

_

جلسا في السّيّارة فأسقط جوادٌ مفتاح البيت والهاتف ومحفظة النّقود في الجيب بين المقعدين، وقبل أن يشغّلها وضعت نور يدها على يده وسألَت: "لا بأس بأن نتركه وحده؟ لا يبدو مجرّد تعب".
-لقد أصرّ، وسينام حتّى عودتي.
-لستُ مطمئنّة، فلننزل.
-ولكنّكِ تنتظرين منذ أسبوع، ألن...؟

"جواد!" جعله صوت عمّار ينظر من شبّاكه فرآه يهرول نحو السيّارة "نسيتُ الوصفة معي، هذا المرهم للألم والورم، لقد رفض أن أشتريه بنفسي". أخذَ الوصفة ثمّ نظر إليه باستغراب: "لم أفهم".
-ألم يخبرك؟! (رفع حاجبَيه منتظرًا) باغتتهم مجموعة شبّان بعد خروجهم من النّادي واعتدَت عليهم بالضّرب، ليث يتابع الأمر وسيخابرنا ليوافينا بالجديد. أخذتُهم إلى المشفى قبل عودتنا.
-لهذا تأخّرتم؟! كيف حال مهدي والآخرين؟!
-تركناهم يصوّرون ساق أدهم ليعرفوا إذا ما كانت مكسورةً أو مرضوضةً فقط إذ عجز عن الوقوف عليها، البقيّة إصاباتهم أخفّ. ابني قد حفظَ اللهُ عينَه، تطلّب الشّقُّ فوقها عدّة غرز، ألم تسمعوا صرخة وداد؟!
-(ابتلعت ريقي) لم يقل هادي شيئًا، كنّا سنخرج لنتعشّى.
-لم يشأ أن يقلقكما إذن، ولكنّ الطّبيب طمأنه.
-شكرًا عمّي، أتعبناك... بلّغ ابنك سلامي من فضلك.

صغيري خُذْ بِيَديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن