١٤: صديقيَ الغيث

704 58 226
                                    

وبيَحيى ودمِ القسّامِسنحطّم عرشَ الإجرامِونُعيدُ المجدَ لأمّتناونحقّقُ كلَّ الأحلامِخيبَر خيبَرجئتُ لأثأرودمي صلّى، صاحَ وكبّرلا لن نُهزَم حاشى نُكسَرنقهرُ جيشًا لسنا نُقهَر

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

وبيَحيى ودمِ القسّامِ
سنحطّم عرشَ الإجرامِ
ونُعيدُ المجدَ لأمّتنا
ونحقّقُ كلَّ الأحلامِ
خيبَر خيبَر
جئتُ لأثأر
ودمي صلّى، صاحَ وكبّر
لا لن نُهزَم حاشى نُكسَر
نقهرُ جيشًا لسنا نُقهَر

_

مريحًا جسدَه على المقعد الخلفيّ مغمض العينين، مع الاهتزازات الخفيفة الّتي تولّدها حركة السّيّارة على الطّريق تستيقظ آلامٌ جديدة لم يعلم بوجودها، يتمنّى لو يصل إلى البيت ليرتاح فورًا ولكنّه يدرك أنّ الأمر لم ينتهِ؛ هناك تبعات الفوضى الّتي خلّفها في الجامعة، هل سيتعرّض للفصل؟ انقبض قلبه لذلك. وهناك هادي الّذي سيراه على هذه الحال، ولكنّه على الأقلّ يتوقّع شيئًا، يأمل أن يخفّف ذلك من صدمته.

وعى على صوت مجتبى فعلم أنّه سها. سأله بهدوء: "في أيّ حيٍّ تسكن؟". خرج صوته ضعيفًا بينما يجيب: "حيّ العين".
-قريبٌ من حيّنا، هل ما زالت موجودة؟
-العين؟
-نعم
-والدي كان طفلًا عندما جفّت، ولكنّ الاسم ما زال ملاصقًا لتلك المنطقة.
-أنا ومرتضى نسكن في حيّ الصّفصاف ولم يسبق أن صادفنا صفصافةً واحدة!

شرع في الضّحك ولكنّ ألم صدره أسكته، أو لعلّه ظهره؟ سيمضي عدّة أيّامٍ ثقيلةٍ مع هذه الإصابات، ولكنّه ليس نادمًا. استقام في جلسته وركّز في الدّرب أمامه يزوّد زميله بالإرشادات حتّى دخلوا الحيّ أخيرًا، وبعد لحظاتٍ استقرّت سيّارة مجتبى أمام بيته.

"أعرف هذا المكان" أشار مرتضى - مقطّب الحاجبين - بعد أن ترجّل، فتح الباب الخلفيّ ليساعد جواد الّذي لم يتحرّك بعد، وعندها أضاءت الذّكرى الّتي جمعتهما في ذهنَيهما، لقد سبق أن التقت أعينهما بطريقةٍ مماثلة: مرتضى كان في السيّارة، جواد كان يقف خارجًا، هادي بينهما، وموظّف المركز التّعليميّ المتوتّر يهرول...

"هادي!" صرخا في وقتٍ واحد، أمال مجتبى برأسه محتارًا. أكملا حوارهما الفريد.

-أنت زميله!
-أنت أخوه!

-أنت الّذي هرعت به إلى المستوصف!
-أنت الّذي حملته إلى داخل البيت!

-أنت...
-أنت...

"هذا يكفي!" تذمّر مجتبى وقد تفاقمت حيرته "الجوّ باردٌ وأنا هنا لا أفقه شيئًا!". تبسّم مرتضى وأومأ ثمّ مدّ يده فأخذها جواد ونزل بحذرٍ ثمّ بلغ الباب ولمّا يتركها. السّاعة الماضية جعلت المشي أصعب، كيف سيكون حاله مساءً؟!

صغيري خُذْ بِيَديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن