أ: زينةُ البيت

553 49 61
                                    

شهر مبارك 🌱 تقبّل الله أعمالَكم

اسمكِ في خارطة العالم يصنع للكون هويّةوجهكِ ريشةُ قلمٍ قاوم يكتب قصصًا ثوريّةعن حجرٍ يسكن كفَّ يدي مِن والِدي، سيرثُه ولَديعن طبق الزّيتون الأخضر عن تينٍ، عن قصفة زعتَرعن شعلة قنديلِ الزّيتِعن حقٍّ للعودة يكبُر كشقائق نُعمانٍ أحمَروبراحيَ مفتاحُ ا...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

اسمكِ في خارطة العالم يصنع للكون هويّة
وجهكِ ريشةُ قلمٍ قاوم يكتب قصصًا ثوريّة
عن حجرٍ يسكن كفَّ يدي مِن والِدي، سيرثُه ولَدي
عن طبق الزّيتون الأخضر عن تينٍ، عن قصفة زعتَر
عن شعلة قنديلِ الزّيتِ
عن حقٍّ للعودة يكبُر كشقائق نُعمانٍ أحمَر
وبراحيَ مفتاحُ البيتِ
يختمُ بالنّصر قضيّة
يختمُ بالنّصر قضيّة

_
أشكر كلّ من ترك تعليقًا لطيفًا على الفصل الأخير
وأعتذر عن التأخّر في الرّدّ
_

انبعثَت من هاتف العيادة الموسيقى الطّفوليّة الهادئة عوضًا عن الرّنين المزعج الّذي قد يخيف المتعالجين أو يُربكهم. انتظرتُ الطّفل، ما زال يحمل الكرة الزّهريّة في كفّه. ابتسم في وجهي فبادلته، التفتَ إلى أمّه وابتسم أيضًا فبان سنّان - لا يمتلك غيرهما - ثمّ وضع الكرة في الفجوة الفارغة المناسبة لحجمها وصفّق لنفسه قبل أن تصدر عنّا أيّ ردّة فعل.

صفّقتُ له وأثنيتُ عليه، فرّ خجلًا إلى حضن والدته الّتي وقفَت على الفور وتشكّرتني، لوّحتُ له عندما بلغا الباب فاختبأ من جديدٍ بينما يضحك، مشيتُ نحو الهاتف بينما أراقب والد الطّفلة صاحبة الموعد التّالي يمشي برفقتها نحو العيادة، أمّا الأمّ الّتي غادرت فهي تتزوّد من مجتبى - عند مدخل القسم - بتفاصيل موعدٍ جديد.

رفعتُ السّمّاعة وهمست بالعبارة الثّابتة: "جواد، إعادة التّأهيل". أجابني صوت صافي: "هذا أنا، لا تغادر فور انتهاء دوامك". فهمتُ ولكنّي سألت: "هادي؟".
-امم، ولكنّ حالته مستقرّة.
-(حيّيتُ الأب الّذي دخل للتوّ بإيماءة) ماذا حصل؟
-ذكروا شيئًا عن حفلة، رشّ أحد الأولاد ثلجًا صناعيًّا.
-(تنهّدت) شكرًا لك، أراك قريبًا.

أنزلتُ السّمّاعة بقوّة وهبطَت معها معنويّاتي، ما الّذي دفعه إلى حضور حفلة سليم وقد أكّدتُ عليه ألّا يذهب؟! لم أستدر قبل التنفّس بعمقٍ ورسم ابتسامة عريضة، وجدتُ عينين بريئتين واسعتين تترقّبان. دفعتُ قلقي على هادي وتساؤلاتي جانبًا وسألتها بحماس: "كيف حال أريجنا؟ إلى من اشتقت أنا؟!".

في لقائنا الأوّل كانت خائفةً ومستغربةً منّي وبدا محالًا أن تنخرط في النّشاط المطلوب، ولكنّها بعد دقائق قليلة من الملاطفة والإغراء بالألعاب الملوّنة والهدايا الرّمزيّة - الّتي نستفيدُ منها بكثرة - ابتسمَت أخيرًا وبانت غمّازتها ثمّ باشرنا جلستنا. ها هي بعد عدّة جلساتٍ تمدّ يدها كي أصافحها ولا تسحبها إّلا وقد طبعتُ على ظاهر كفّها قبلة. الوداعات مختلفةٌ: أحظى بحضن وتبعثر شعري كما يفعل والدها مع إخوتها. ما أجمل الأطفال وبراءتهم المحبّبة.

صغيري خُذْ بِيَديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن