ج (مُلحَق): جبرُ خاطر

566 41 102
                                    

أرضي، هُم محتلّوها
داري، هُم من هدموها
عائلتي يومًا حبسوها
وطفولة عمري قتلوها
والقدس، هل يُعقلُ يا ناس
تُمسي ملكَ المُحتلّين؟!
ليست عاصمة الأنجاس
بل هي عاصمةُ فلسطين
وستبقى... وسنبقى...
_

بعد الامتعاضات والمطالبات والاعتراضات على نهاية الفصل السّابق، هذا ملحقٌ خفيف ويغطّي الجزئيّة المفقودة فقط.

_

-إذن... أنتَ تحبّني.
-(مسح دموعه) وأنت يا حبيبي تحبّني أكثر.

_

أعاد مرتضى الصّغيرَ إلى بيته قرابة منتصف اللّيل. دخل الغرفة الّتي أخرجه منها قبل ساعاتٍ ليجدَها تلمع. بحث بعينيه فوجد جوادًا نائمًا على الأرض، رجّح أنّه كان جالسًا ينتظر ثمّ غفا. مدّد هاديًا على سريره وغطّاه ثمّ جثى مقابل صديقه وضرب على كتفيه بخفّة، فتح جواد عينيه على الفور وحرفهما بسرعةٍ عن مرتضى نحو السّرير. تنفّس الصّعداء وارتاحت ملامحه عندما حطّتا على هيئة أخيه.

"لو أنّه بات اللّيلة من دون علاجٍ لأصابته نوبةٌ حادّةٌ من دون شكّ." أمسكَه الممرّضُ من عضده "دعني أساعدك، أحضرتُ معي ملصقاتٍ طبّيّة، ستريحكما".
-متى يستيقظ؟
-لا تتوقّع أن يحرّك إصبعًا قبل الصّباح... ستنام هنا صحيح؟
-امم
-ما الّذي حصل؟ قبل أسبوعٍ أخبرَني بأنّه لا ينوي ترك غرفته في الأعلى حتّى بعد زواجكما كونكما لا تعارضان.

استوى فوق السّرير الّذي لطالما ضمّهما بحنان، طال كفّ أخيه وبقي يمسح عليها إلى أن انحسر ألمُه النّاجم عن الحركة، وعندها أجاب سؤالَ مرتضى: "سمعتَ بما جرى في قسمنا اليوم؟".
-بالطّبع، أليس السّبب في وضعك هذا؟
-بلى... هادي كان يشارك في مسابقةٍ للرّسم، علي رافقه، فاز بالمرتبة الأولى.
-(تابع بسمعه بينما يزيل أغطية الرّقَع ليلصقها على جسدَي مريضَيه) امم
-تأخّرتُ عنهما بسبب ما حصل فتعرّض أخي للسّرقة.
-سرقوا الجائزة؟!
-الجائزة وجهازه، واللّوحة أيضًا. اتّصلوا بي من المركز بعد مغادرتكما، اللّصوص شهدوا المسابقة وسمعوا أحد الفنّانين يثني على لوحة أخي، لذا سرقوها أيضًا.
-ثمّ؟!
-تبعهم هادي وترك عليًّا وحده في موقف السيّارات. عندما وصلتُ - مع مجتبى - كان مستنزفًا وخائفًا، وبعد أن فهمنا سبب حالته شرعنا في البحث عن هادي في الشّارع، ولم نجده بسهولة.
-كلّ هذا حصل اليوم بعد الدّوام؟!
-لم نصل إلى الحدث الرّئيسيّ بعد، (ابتلع ريقه) وجدناه، أمسكنا بلصّين من أصل ثلاثة وتسبّب ركضي خلف أحدهما بألمٍ فظيع. بعد قدوم الشّرطة عدتُ ومجتبى إلى السّيّارة حيث الصّغيران وعلمتُ بأنّي لو فتحتُ فمي في ظلّ كلّ ما أشعر به فسوف أخطئ...
-فبقيتَ ساكتًا... لا؟!
-هادي لم يسمح لي وأعصابي كانت متلفة ففقدتُ السّيطرة وأهنته، كما لم أفعل من قبل، صببتُ غضبي وألمي كلّه عليه.
-جواد محمّد صالح!
-(بكى) لا شيء يبرّر تصرّفي ولكنّي لم أعِ على نفسي إلّا وقد بخّست بهديّته لي و...
-أيّ هديّة؟!
-اللّوحة، قلتُ إنّها سخيفةٌ ولتذهب إلى الجحيم.
-هل تمزح؟!
-وقرّعتُه على ترك عليٍّ وحده من أجل استعادتها، وجعلته يدرك حجمه جيّدًا.
-لم أفهم!
-(غطّى عينيه براحتَي كفّيه) هل نسيتَ كم يبلغ طولك وكتلتك؟ هذا مُستبعدٌ فالأرقام لم تتغيّر كثيرًا على مدى سنوات.
-لن أسامحك!
-عندما وصلنا كنتُ خائر القوى، سقطت على فراشي ولم أنهض بعدها فاتّصلت بنور.
-هناك المزيد؟!
-ليتني لم أفعل، ليتها لم تأتِ...
-(تنهّد) ضع هاتين على بطنك.
-ماذا تفعلان؟
-للألم
-والأُخريات؟
-لتخفيض الحرارة، لأخيك. (مشى إلى الجهة المقابلة) ما الّذي فعلَته نور؟
-أخبرَته بصيَغٍ شتّى أنّه... عبءٌ عليّ.
-(نظر إليه بدهشةٍ للحظات) ولم تنفصلا بعد؟!
-تشاجرنا ثمّ جاء والدها وأخذها. للحظةٍ جازت الفكرة برأسي، أنّ الانفصال أفضل لهادي، ولكنّه قبل قدومك غيّر تفكيري، سأمنحنا فرصةً أخيرة.

صغيري خُذْ بِيَديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن